مبادرات إسبانية لربط ميناء مالقا بطنجة .. الخط الجديد قد ينطلق خلال الصيف القادم على خطى باخرة “ابن بطوطة” و “ليماديت”
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( إنطلاق خط بحري جديد قريبًا )
الثلاثاء 16 فبراير 2016 – 15:41:33
الباخرة المغربية كانت تنطق من طنجة حوالي الرابعة بعد الظهر وتدخل ميناء مالقا على التاسعة ليلا بالضبط، حتى أن كثيرا من سكان منطقة الميناء الإسباني ورواد المقاهي المجاورة كانوا يضبطون ساعاتهم على صافرة الباخرة وهي تعلن عن وسولها إلى ميناء مالقا.
إلى أن ابتلع نهم أصحاب شركة مناقسة، شركة البوغاز وباخرة ابن بطوطة، وبواخر ” كوماناف” لتبتلعها، بدورها، بعد سنوات، جائحة الإفلاس والخراب !
مبادرة الربط البحري الجديد بين المدينتين، أطلقتها سلطة ميناء مالقا التي يتولاها Paulino Plata مدعما من الحزب الاشتراكي العمالي كما حظيت بدعم كبريات الشركات الملاحية بجنوب إسبانيا ـ من بينها شركة Armas و Transmediterranea ، وكلتاهما موجودتان بالبوغاز، وتشغلان خطوطا لحرية منتظمة بين طنجة والجزيرة الخضراء وطريقة وموتريل، كما أن العديد من هذه الشركات الملاحية شاركت في طلبات عروض أطلقتها سلطات الميناء والتي تنتهي آجالها في 15 من شهر فبراير الجاري وذلك من أجل استغلال وتدبير الخط البحري الجديد بين إسبانيا والمغرب.
الإعلام الأندلسي روج، وبقوة، لفكرة هذا الخط الرابط بين مالقا وطنجة، المقترح من سلطات الميناء التي دخلت منذ شهور في محادثات مع الجهات المختصة ومع الفاعلين المهنيين، بغاية إطلاق الخط الجديد قبل عملية عبور مغاربة العالم، خلال الصيف المقبل، حيث توقعت إدارة ميناء مالقا، أن يعبر فوق الـ 50 ألف مسافر و 6000 سيارة ، في اتجاه المدينتين اللتين يعتبران من المدن الأكثر أهمية على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
ويعتبر أصحاب المشروع أن الغاية هي أن تتحول مدينة مالقا إلى وجهة “مرجعية” ذات أهمية قصوى بالنسبة لشبكة الربط البحري بين إسبانيا والمغرب ، هذا البلد الذي يشهد توسعا اقتصاديا مشهود به عبر العالم، وأن يجد المغاربة في مالقا وجهة سياحية ممتازة، فضلا عن كون مالقا توجد على خط المغرب وأوروبا عبر الجزيرة الخضراء.
وحسب وكالة “أوروبا بريس” فإن فريقي الحزب الشعبي العمالي الإسباني PSOE داخل المجلس البلدي لمالقا والبرلمان المحلي Maria Gamaz و Francisco Conejo أكدا ، خلال ندوة صحافية، الاثنين الماضي، بحضور رئيس سلطات الميناء Paulino Plata أهمية هذا الخط البحري الجديد، و “الاستراتيجي” بين طنجة ومالقا، الذي سوف تكون له انعكاسات إيجابية على الحالة الاقتصادية لعاصمة الأندلس . المشاركون في هذه الندوة الصحافية أعلنوا عن رغبتهم في أن يتحول هذا المشروع الذي تشتغل عليه سلطات الميناء منذ مدة، إلى واقع ملموس ليتم ربط ميناء مالقا بميناء طنجة، بحرا، وبعبارات سريعة ومتطورة، قبل الصيف المقبل.
Paulino Plata أضاف أن مستقبل مدينة مالقا سوف يكون أكثر ازدهارا حين تتوفر للمدينة ومينائها، إمكانيات جديدة للنمو عبر انفتاحها على العالم, وتبقى الأولوية لربط المدينة بحرا بشمال إفريقيا وبطنجة وفضائها، بوجه خاص، لتوفر هذه المدينة على إمكانات اقتصادية هائلة. وهو أمر استراتيجي بالنسبة لمدينة مالقا، يقول السنيور Plata .
الناطق الرسمي باسم فريق الحزب الاشتراكي وصف الربط البحري المقترح لميناءي مالقا وطنجة، بــ “الإستراتيجي” بالنسبة لنمو الاقتصاد المحلي وهو ما دفع هذا الحزب إلى تبني مبادرة سلطات ميناء مالقا، بخصوص الخط البحري الجديد.
كما أنه طالب بضرورة دعم هذا المشروع الهام من طرف سائر القوى السياسية ومن النسيج الاقتصادي بالمدينة بهدف إنجاح هذا المشروع ، مذكرا بأن المغرب والأندلس يحتلان موقعا جغرافيا استراتيجيا ومتميزا يسمح بخلق مبادرات كثيرة و متنوعة لتنمية علاقاتهما التجارية حيث إن مالقا وطنجة يعتبران مدخل المغرب وإسبانيا إلى القارتين الإفريقية والأوروبية. ولهذه الغاية يجب على الطرفين توحيد جهودهما و تقوية تعاونهما خاصة وأن اقتصادهما متكامل وسوف يكون من العبث عدم استغلال الفرص المتاحة.
وفي الواقع، يضيف، فإن الخط البحري المقترح، سيربط مدينة مالقا بمدينة مغربية تتوفر على قوة اقتصادية وصناعية هائلة، حيث إنها أصبحت تشكل ثاني قطب اقتصادي بالمغرب، وبالتالي فإنها توفر فرصا كبيرة للتعاون الاقتصادي الثنائي على مستوى المقاولات والمبادرة الحرة.
المشاركون في هذه الندوة الصحافية، أكدوا ضرورة إيجاد مخطط استراتيجي لتنمية علاقات التعاون بين مالقا وطنجة عبر مشروع الربط البحري اليومي والمنتظم ، وذلك بإطلاق دراسات اقتصادية وسياسية حول استفادة الجانبين من هذا المشروع الهام.
يذكر أن زمن العبور بحرا بين المدينتين (60 ميلا) لن يتعدى أربع ساعات وأن فتح هذا الخط من شأنه أن يخفف الضغط الذي يحصل كل عام بميناءي الجزيرة الخضراء وطريقة، بسبب الازدحام الكبير الذي يشهده الميناءان خلال عملية العبور بين يونيه وسبتمبر من كل عام .
* الصورة : –amelvoyages


















