نظم كل من التكتل الجمعوي بطنجة الكبرى ومركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، بشراكة مع المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام ومؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والإفريقية التونسية، ندوة افتراضية نهاية الأسبوع الماضي، ترمي إلى تدشين حوار بناء يساهم في دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، مع التنسيق من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة وتفعيل المشروع المغاربي.
وقد هدف هذا اللقاء الفكري كذلك إلى العمل من أجل خدمة مصالح المواطنين ورجال الأعمال بدول المنطقة، عبر الاستفادة من رفع نسب النمو في البلدان الخمسة وتكريس تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع..
ويأتي تنظيم هذا الحدث الثقافي في سياق الوفاء لدماء الشهداء وتضحيات أجيال من الوطنيين والديمقراطيين في البلدان المغاربية من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والسياسي والتنمية المندمجة، وتقديرا للزعماء الوطنيين وأجيال من السياسيين الرسميين ونشطاء المجتمع المدني في مرحلتي الكفاح ضد الاستعمار وبناء الدولة الحديثة الذين سعوا لتحقيق “الحلم ببناء منطقة مغاربية موحدة ومندمجة”، بدءا من قادة مكاتب المغرب العربي في القاهرة ودمشق وعدة عواصم عالمية.
كما يعتبر اللقاء تكريسا لتوصيات قادة الأحزاب الوطنية والهيئات الشعبية المغاربية الذين وضعوا في مؤتمر طنجة، المنعقد سنة 1958 نواة العمل المشترك وأسس “الاتحاد المغاربي”، ومتابعة لجهود النخب المغاربية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات التي أفرزتها قمة مراكش التأسيسية للاتحاد المغاربي في فبراير 1989 وبقية القمم والاجتماعات التي نظمتها الأمانة العامة للاتحاد في كل من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا..
وقد أسفر اللقاء، الذي شارك فيه ثلة من المثقفين والأكاديميين ونشطاء في المجتمع المدني، مؤمنين بضرورة إحياء حلم الأجيال المغاربية، متواجدين بمواقع مختلفة، تضم البلدان المغاربية الخمس وبلاد المهجر، إلى الخلاصات التالية:
أولا: التركيز على استشراف المستقبل
الانطلاق من رمزية ذكرى مؤتمر الهيئات الشعبية والأحزاب الوطنية المنعقد في أفريل 1958 بطنجة، يتوجه المشاركون بنداء إلى صناع القرار في المنطقة من أجل إطلاق حوار معمق مع العديد من الجهات الفاعلة من أجل بلورة “رؤية استراتيجية جديدة” تساهم في تحقيق أحلام الزعماء الوطنيين ورواد الدولة الحديثة في إنجاز “المغرب الكبير”.
وأوصى المشاركون بأن تأخذ “الرؤية الجديدة” بعين الاعتبار التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، أساسا في مجالات المناخ وتطور المعرفة والتقنيات ولاسيما الرقمنة.
ثانيا: إعادة الاعتبار للفكرة المغاربية
يؤكد المشاركون في الندوة على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني والعلمي في إعادة الحياة إلى حلم الأجيال والفكرة المغاربية، والتي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
ودعوا إلى التركيز على فرص إحياء المشروع المغاربي والتوعية بفوائده والتعريف بمزاياه لدى الأجيال الصاعدة، في مواجهة الانتكاسات والخيبات والتراجعات المسجلة على امتداد عقود من الزمن.
ثالثا: فضاء للتفكير المشترك في البدائل
دعت الندوة إلى إطلاق مسارات للتفكير المشترك عبر إشراك نخب وفعاليات وهيئات نشيطة في حقول المعرفة والثقافة والمجتمع المدني، في دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، بهدف تطوير وترسيخ التراكم والتجارب المغاربية، في مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعية (الشباب، المرأة، الطفولة..) والمهنية والجامعية والإعلامية.
رابعا: آلية للعمل المشترك تحت مسمى “منتدى طنجة المغاربي”
أوصت هذه الندوة الافتراضية بإطلاق مشاورات على نطاق هيئات ونخب من المجتمع المدني ومجتمع المعرفة من البلدان المغاربية الخمسة وفي أوساط الجاليات المغاربية المهاجرة، لتشكيل آلية للتواصل والتنسيق من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة النابعة من روح مؤتمر المغرب العربي الكبير بطنجة في ذكراه الخامسة والستين، تحت مسمى “منتدى طنجة المغاربي”.
أ.ع