بعد موسم رائع في 2016-2017، أصبح اسم أليخاندرو “بابو” جوميز وفريقه آنذاك أتالانتا، على كل لسان في الأوساط الرياضية الأوروبية. وبدأ بعد ذلك يجني ثمار أدائه الباهر ومثابرته وعمله الدؤوب، حيث تلقى الدعوة من خورخي سامباولي للانضمام إلى المنتخب الأرجنتيني، ثم انتقل إلى إشبيلية قبل أن يتوج خطه التصاعدي بإحراز لقب كوبا أمريكا وهو يتطلع الآن إلى تمثيل بلاده في كأس العالم قطر 2022. وفي حديث حصري خص به موقع “فيفا. كوم”، يسلط البابو الضوء على رقصته الشهيرة وتطلعاته الشخصية وما يعنيه له اللعب إلى جانب ليونيل ميسي.
كيف بدأت قصة “رقصة البابو”؟
خرجت الفكرة إلى الوجود قبل حوالي أربع سنوات من يوتيوبرز إيطاليين يُدعَون “لي آوتوجول”، حيث كانوا يمزحون كثيراً حول كرة القدم الافتراضية. في يوم من الأيام، شاركت معهم في عرض ساخر فجاءت الفكرة بعد رقصة في غرفة الملابس، على سبيل المزاح. سألوني إن كنت أرغب في إصدار أغنية في إطار عمل خيري والتبرع بالمال لمن أردت. حينها، كنت أرعى جمعية لأطفال من ذو الاحتياجات الخاصة يلعبون كرة القدم في بيرجامو. أدّينا الأغنية، معتقدين أنها لن تجد صدى كبيراً. لكن أصداءها امتدت على نطاق واسع بشكل لا يصدق. لقد كانت من أشهر الأغاني في ذلك الصيف.
لكنك تستمر في الرقص بتلك الطريقة… صراحة، تعبت من ذلك بعض الشيء! يقول لي الكثيرون:
لقد اعتدت على ذلك، رغم أنني أحياناً أطلب منهم التوقف (يضحك). عندما وصلت إلى إشبيلية، كنت أعرف أنهم سيطلبون مني أداء الرقصة. أنا سعيد للاحتفال بالأهداف من خلال الرقص. أستمر في القيام بذلك لأن الأطفال الصغار يستمتعون أكثر وأعلم أنهم يحبون ذلك.
ماذا يعني لكم التتويج بنسخة 2021 والدموع التي ذرفها ليو بعد الفوز؟
إنه شيء ملحمي وتاريخي. كان الفريق جيداً، لكنه سار من حسن إلى أحسن، معتمداً على مجموعة رائعة من اللاعبين. كنا مثل الأسرة الواحدة، وقد كان ذلك عاملاً أساسياً في تتويج الأرجنتين باللقب الذي طال انتظاره. لقد تم الاحتفال به كثيراً لأن هناك جيلاً كاملاً لم يتمكّن من رؤية الأرجنتين تعتلي منصة التتويج، بينما وقف شاهداً على خسارة الكثير من المباريات النهائية. لقد كان اللقب أمراً حتمياً وضرورياً. كان ذلك بمثابة عبء كبير جداً على المخضرمين، مثل ليو وكون وأوتاميندي ودي ماريا…والعديد من الآخرين، الذين خسروا المباريات النهائية، قدّموا بدورهم أداءًا جيداً للغاية. كنا محظوظين بما يكفي لكي نكون في المكان المناسب في الوقت المناسب.
كلامك ينم عن حماس منقطع النظير..:
.. لقد كان شيئاً فريداً. أتيت إلى إشبيلية للعب في دوري رائع واضعاً كوبا أمريكا نصب عيني. تمكّنت من المشاركة هناك، حيث سجلت هدفين. بعمر 33 سنة، حقّقت لقباً بعد خوض مباريات قليلة مع المنتخب الأرجنتيني. ربما كنت فأل خير على الألبيسليستي. لا أدري، من الصعب جداً تفسير ما حصل. أمامكم تحدّيان صعبان في التصفيات، حيث تحلون ضيوفاً على أوروجواي قبل استضافة منتخب البرازيل الذي لم يتجرّع مرارة الهزيمة حتى الآن.
هل ستخطون خطوة كبيرة نحو كأس العالم في حال الفوز؟
يجب أن نواصل العمل الجيد الذي بدأناه بمشروع جديد في 2019 مع لاعبين شباب، وها هو يؤتي ثماره. من المهم أن نحقق التأهل بأسرع ما يمكن حتى نتمكن من العمل بهدوء وجعل المباريات الأخيرة فرصة لاختبار أشياء مختلفة. تفصلنا نقاط قليلة عن تحقيق الهدف المنشود، إذ عادة ما يكون التأهل شبه مضمون في حال بلوغ 25 نقطة.
أين تكمن بصمة ليو سكالوني في المنتخب؟
استلم دفة منتخب أرجنتيني كان قد خرج للتو من كأس العالم 2018، وقد قام بعمل جيد للغاية، علماً أنه لم تكن لديه أية خبرة قبل ذلك. إنه جدير بهذه المسؤولية. فهو مُحاط بأشخاص أكفاء مثل والتر صامويل وروبيرتو أيالا وبابلو أيمار، الذين يشكّلون معه طاقماً رائعاً يركز كل جهوده على العمل وتحسين الأداء. لقد تمكّنوا من إظهار الأرجنتين في صورة جديدة وأثبتوا جدارتهم بهذه المهمة. سكالوني لديه فكرة واضحة عن طريقة اللعب، تجعلك تشعر بأهميتك كلاعب وبالارتياح عند أداء مهمتك، كما أنه لا يعقد الأمور على الإطلاق.
ماذا يعني اللعب مع ليونيل ميسي؟
بالنسبة لنا، ليو هو جوهر الفريق. فهو يجعلنا نشعر بأننا جزء من حياته الحميمية. اللعب معه بمثابة هدية من السماء، فنحن نستمتع عندما نكون معه. فيما يتعلق بالجانب الكروي، فإن الكلمات تعجز عن وصفه…تشعر بالجنون عندما تراه يلعب أمامك بشكل يومي، مهما اختلفت السياقات والأوضاع. نحاول أن نتعلم منه ولكن من الصعب جداً تقليده لأنه عبقري، وهذه صفة العباقرة. يولد عبقري كل 50 عاماً. نحن نستمتع بما يفعله على أرض الملعب، لكننا نستمتع أكثر عندما نكون بعيداً عن عدسات الكاميرات وأعين الناس.
هل يتحدث لكم عن طموحاته بشأن كأس العالم المقبلة؟
كان قريباً جداً من الفوز بها، إذ لم تفصله عن اللقب سوى مباراة واحدة…ستكون كأس العالم المقبلة بطولة مختلفة تماماً، حيث ستقام في نوفمبر، وقد تكون الأخيرة له نظراً لعمره ولأن الأرجنتين تمر بمرحلة جيدة ودون ضغط للفوز باللقب، بعدما تُوجت بطلة لكوبا أمريكا. جميع الأرجنتينيين وجميع لاعبي المنتخب نرغب في تقديم يد المساعدة ومنح ليو فرصة رفع كأس العالم. هو لا يطلب منا أي شيء من هذا القبيل، لكننا نعرف ما يدور في باله.
هل الأرجنتين من المرشحين للفوز بكأس العالم؟
بتاريخها ووزنها، تدخل الأرجنتين فعلاً باعتبارها من بين المرشحين الأوفر حظاً. بصراحة، لدينا بعض من أفضل اللاعبين في العالم وبعد الفوز بلقب كوبا أمريكا ما زلنا نحافظ على سجلنا الخالي من الهزيمة. لكن هناك خمسة أو ستة فرق أوروبية قوية جداً بالإضافة إلى البرازيل. ستكون بطولة رائعة للغاية، ولا شك أنها ستشهد بعض المفاجآت. والحظ أيضاً يلعب دوره في مثل هذه المناسبات. سيكون الأمر معقداً، لكنني أعتقد أن لدينا كل الإمكانيات اللازمة للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة.
هل سنرى رقصة البابو في قطر؟
هذا هو هدفي. آمل أن تكون كأس العالم هذه هي الأولى والأخيرة لي، سيكون ذلك أمراً استثنائياً لتتويج مسيرتي. يجب أن أقدم أداءًا جيداً مع إشبيلية، وأن أبقى قادراً على المنافسة. الأحداث تتوالى بسرعة، لم يتبق سوى عام تقريباً وهدفي هو أن أكون أحد اللاعبين الـ 23 في قائمة المنتخب وأن أتمكّن من خوض تجربة المشاركة في كأس العالم.