ولد الفشوش، وأفتخر……وأتحدى !!…
ومن لم “يعجبه الحال” فليشرب البحر!…”
هذا ما يوحي به تصرف جماعة “أولاد الفشوش” في تعاملهم مع النادي الملكي للفروسية، الأقدم والأكرم بالمغرب.
قبيلة “أولاد الفشوش” لا يحدهم شرع، ولا يعجزهم قانون، ولا يأبهون بمكارم الأخلاق والتربية التي، أصلا، لا يمتلكون !….
أين ما مروا وارتحلوا، تركوا ذكرا سيئا وشرا كريها مريع !
آخر “مغامراتهم” كما وردت في خبر لجريدة “المساء“ ، كانت بالنادي الملكي للفروسية، حيث يتعمدون الهجوم دون وجه حق، على فضاءات هذا النادي المحترم، الذي يعد مفخرة لطنجة، ومعلمة من معالمها الحضارية الأصيلة، يلجونه بالقوة، بسياراتهم الفارهة، غير عابئين بنظام النادي الذي يمنع على أعضائه وعامة الزوار، الدخول بسياراتهم إلى إسطبلات وحلبات الخيول، والقيام باستعراضات جماعية على المسارات الترابية الخاصة بالخيول، على متن دراجات رباعية العجلات التي يلحق ضجيجها الزوار كما يحدث فزعا للخيول ، الأمر الذي يمس بتقاليد هذا النادي الذي يعد قبلة مفضلة للزيارات العائلية.
الغريب في موضوع هذه النازلة الغريبة هو الموقف السلبي للسلطات المحلية إزاء تصرفات هؤلاء الشبان كما ورد في تصريح لأحد أعضاء النادي الذي رفض بقبول فكرة أن هذا الموقف ناجمٌ عن الوضعية الاجتماعية لهؤلاء الشبان الذين ينتمون لأسر ميسورة ومعروفة في المدينة التي ساهم بعضهم في تدبير شؤونها واكتسبوا بذلك صلات بجهات نافذة !
تفسير هذا الوضع المريب، يجب البحث عنه خارج النادي، بل بين كواليس أندية وحوش العقار حيث إن العديد منهم لا تزال لعابهم تسيل ، طمعا في الاستيلاء على هذا النادي ذي الموقع المتفرد، خاصة بعد أن تعثر، و“بقدرة قادر !”، مشروع إدراجه ضمن المعالم التاريخية للمدينة، وبالتالي فقد كبرت أطماعهم وانصرفوا إلى أساليب أخرى، ليس مطلوبا أن تكون قانونية أو أخلاقية، للاستلاء على النادي، قصد تحويله من غابة طبيعية ، إلى غابة إسمنتية تدر الملايير عليهم وتستنزف الفضاء الغابوي للمدينة التي لا ينظرون إليها إلا كفريسة محتملة.
إلا أن نضال المواطنين، عبر منظماتهم الأهلية وتنظيماتهم الشبابية، سوف تخيب آمالهم وتحبط مساعيهم ومخططاتهم الشيطانية !!!….
عودة إلى فاجعة “الفنيدق”
بينما تتابع مراحيل البحث في “فاجعة” شباب الفنيدق الذين حاولوا اللحاق بأرض مدينة سبتة، سباحة، معرضين حياتهم لخطر محقق، هذه الفاجعة التي صارت قضية رأي عام، وتناقلتها منابر إعلامية وطنية وأجنبية، يبدو أنها حملت ردا “ميدانيا” على “نجاعة” التدابير المتخذة لامتصاص غضب مواطني هذه المدينة الذين تعرضوا لظروف الفقر والضياع القاسية، بسبب قرارات إدارية يقر الجميع بشرعيتها وقانونيتها وصوابها وضروريتها لحماية الاقتصاد الوطني.
إلا أن تلك التدابير لم تكن ، كما يبدو، في مستوى الفاجعة، أولا لأنها جاءت متأخرة جدا، ولم تكن قائمة ، كما يبدو، على دراسة دقيقة للوضع، لا ولا على إحصائيات واقعية، أو دراسة ميدانية معمقة. ثانيا لأنها كانت “مباغثة” ولم تأخذ بعين الاعتبار أعداد وظروف مئات الآلاف من المتعيشين من المعابر، التي لم تكن لهم أي مسؤولية في الوضع الناتج عن التهريب الذي يمر منها والذي استفاد منه قوم كثير، في مختلف المدن المغربية، بينما ترك الفتات لأهل الدار والجوار ! …...
ليس خافيا أن الدافع لمواجهة البحر وخطر الموت، ، هو الفقر واليأس وانسداد الأفق……و فقدان الأمل في غد أفضل، بعيدا عن هموم البلد !!!…
والغريب في القصة، أن الحكومة ربما تكون قد فضلت عدم الجواب علي أسئلة فريق الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين في موضوع شباب الفنيدق، ما دفع المستشار البرلماني باسم الكونفدرالية عبد القادر حيسان، إلى الاحتجاج عن عدم تجاوب الحكومة مع أسئلة فريقه في الموضوع.
وماذا كان يمكن أن ينتظر من الحكومة أن ترد في الموضوع. الأمر مكشوف لا غموض فيه، والأسباب واضحة، والمشكل يتعدى شباب المدينة إلى غالبية سكانها ممن يموتون باليوم ألف مرة. وكما قال الجواهري، “لا فض له فوه” (اللي بغا يموت، خليه يموت ) كما يشاء، إن شنقا، أو ذبحا، أو غرقا.، أو قفزا من عل…..وكفى الله المؤمنين القتال !….
الأرض تتكلم “عربي” !
حكم قضائي ببطلان حكم ابتدائي يقضي بإفراغ محل تستأجره سيدة حاملة للجنسية الفرنسية، بحجة أن الإنذار الموجه إليها من صاحب الملك مكتوبٌ باللغة العربية التي تجهلها…هذا الحكم أثار جدلا على مستوى “الأنتيليجنسيا” المغربية التي اعتبر بعض أكاديمييها أن في هذا العمل “اغتيال لمشاعر العزة والكرامة في المغاربة“، كما اعتبروا أن في هذا الحكم “عقاب” لمواطن بسبب استعماله للغة العربية الرسمية وفيه أيضا “انتصار للوبي الفرنكوفوني“”
بعض الظرفاء اعتبروا أن هذا الموضوع حمل فوق ما يحتمل، وأن الأمر بسيط للغاية لو تم النظر إليه، ليس من منطق “أمجاد يا عرب أمجاد” بل من مفهوم إنساني شامل، وبكون العالم أصبح، “عولميا“، قرية ، بل“فرية” صغيرة وهذا الأمر يحملنا جميعا مسؤوليات كبرى في تحقيق التفاهم بين البشر، ولن يكمل هذا التفاهم إلا عبر اللغة، وبالتالي وجب علينا “التساهل” – كعادتنا – مع من يعيش بيننا ولا يعرف لغتنا،وهو على كل حال غير “مجبر” على ذلك !) )…
يؤاخذ بعضهم على “الحكم” أنه يمكن أي يصبح مرجعا للاجتهاد القضائي في المغرب في التعامل مع الفرنسيين المقيمين بالمغرب وقد يشمل المغاربة المفرنسين إما عن طريق التجنيس أو التعليم، مثلا، مثلا…
وأين المشكل؟ إذا كانت النية أن نسهل “الأمور” على ضيوفنا، ليزدادوا ثقة فينا وفي “عبقريتنا“، وأننا بلدُ الاستثناء والبلد المعجزة، بامتياز !….
ويتساءل أصحاب “الفهامات” عما لو تم تعميم هذا الحكم على كل الأجانب المقيمين بالمغرب، ليكون على المغاربة مخاطبة كل أجنبي بلغة أمه في كل أشكال المنازعات والمسائل الرسمية والإدارية، وأن يعتمد الأحنبي على هذا الحكم ليرفض كل إشعار و إنذار موجه إليه باللغة العربية.
وما المشكل مرة أخرى؟
هذه فرصة ذهبية لكي ينصرف المغاربة بجد واجتهاد، إلى تعلم اللغات، كل لغات العالم، حتى يسهل تفاهمهم وتعاملهم مع الأجانب، خاصة المقيمين بالمغرب، ليس بتعلم كل لغات العالم التي يبلغ عددها 7.117 لغة، بل، فقط بعض اللغات الأكثر تداولا بالعالم، وهي، حسب ترتيب عدد الناطقين بها: الإنجليزية، والصينية ، والهندية، والإسبانية، والعربية والفرنسية والبنغالية والروسية، والبرتغالية والإندونيسية، فقط !
الجائحة جوائح: الخضار بعد الفيروس المتحور !
تعددت الأسباب والموت واحد !
خضار المغرب محذر منها بأوروبا لما تحمله من “أخطار” و“مهالك” على الصحة. بالرغم من كل فصول التطبيل والتزمير الذي يصاحب عادة الفلاحة الوطنية، والأموال الطائلة التي تصرف عليها في إطار مخططات تنتهي بها إل الرفض، صحيا، ليس فقط من طرف “حماة المستهلكين” (بكسر اللام أو فتحهاا على حد سواء) بل وأيضا من طرف بعض الدول الأوروبية التي منعت، مؤخرا، دخولها بسبب احتوائها على كميات من مبيدات الحشرات تفوق المعدل المسموع به عالميا.
وحسب ما ورد في بعض المواقع الإخبارية، فإن الجامعة المغربية لحماية المستهلكين، حذرت، بدورها، من أخطار الإصابة بالسرطان ، واعتبرت أن تزايد الإصابات بالسرطانات بالمغرب قد يكون ناتجا عن الاستعمال المفرط والغير مراقب، لمبيدات الحشرات !
وزارة الصحة ووزارة الفلاحة لم يصدر عنهما أي رد فعل في الموضوع، وكأن الأمر لا يهم ملايين المستهلكين من المغرب الأخضر، بالرغم من خطورة الموضوع على السلامة الصحية للمغاربة الذين يواجهون ، فوق أخطار الجائحة، بفيروساتها “المتحورة“، أخطارا أخرى لا تقل فتكا بصحة المغاربة إذ تعرضهم للإصابات السرطانية المتعددة والمتنوعة.
نحن لا نطلب الوصول إلى “الحقيقة” في موضوع مبيدات الحشرات التي “تتمحور” داخل امعائنا لتتحول إلى مبيدات بشرية، لأننا غير واثقين من الوصول يوما إليها، في بلد “الحقائق المذهلة“، فقط نريد أن نطمئن على أن “خاتمتنا” سوف تكون أحسن حالا من موتى الجائحة. ورحم الله عبدا قال آمين !…
“حقائق” بسيمة الحقاوي !
بسيمة الحقاوي وزيرة “20 درهم” أتذكرون؟ بعد أن غادرت رفاقها في حكومة البيجيدي، “بيد خاوية وأخري ما فيها شيء“، كما يقول المثل، ها هي تبحث عن “البوز” عبر تصريحات “قوية” ، وذكية، وحكيمة، وشجاعة، خلال ندوة “أنترنيتية” قدمت خلالها “حقائق” دامغة عن الحزب الذي تخلى عنها خلال المرحلة الأولى من المسيرة البيجيدية الموفقة…… وما إن كان “منطق البراغماتية قد انتصر على الهوية” من منظور المصباح الذي أوشك أن يمتص زيته بالكامل ! .
الحقيقة الأولى: أن استئناف العلاقات بين المغرب و إسرائيل كان مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء. ها نحن، الآن، قد عرفنا السبب والمسبب والمتسبب، ووقفنا على سر” “خطير” من أسرار الدولة الذي لا يصله إلا “المقربون“..
الحقيقة الثانية: هي أن المغرب “بقي دولة مسلمة حتى حينما طبع مع إسرائيل“. “واك واك الحق“. ها المعقول . أيه نعم، المغرب بقي دولة مسلمة حنفية، مالكية ، أشعرية، أحبّ من أحب وكره من كره، حتى ولو اعترف بدولة “هاجوج وماجوج“. الأسطورية !
الحقيقة الثالثة وهي ان العدالة والتنمية تصرف، في قضية إسرائيل، تصرف العون المطيع الذي “يباشر عمله” حتى وإن ضد إرادته ومبادئه، لأن الأمر كان يتعلق بقضية وطنية، “الله غالب“، وأن خروج البيجيدي عن الصف، يكون “حرجا” بالنسبة للملك والحكومة والمغارية أجمعين…
الحقيقة الرابعة: وهي قولها إن المغرب لا يمكنه أن يفوت فرصة استقطاب دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية في ملف الصحراء.
نعم القول ونعم قائلته. إنه جمع بين المنطق الصوري والمنطق الرمزي والمنطق الرياضي في معايير الاستدلال والاستنباط والبرهنة، فكان تحفة من تحف القول منذ عهد أريسطو إلى يومنا السعيد هذا، ونحن نتأهب لتوديع بيجيدينا الحبيب، إلا أن يهديه الله ويفضل البقاء بيننا، وعفا الله عما سلف…
ونصل الآن إلى الحقيقة الخامسة، وهي حقيقة تجمع بين خصائص الحقيقة الصورية والمادية والنسبية والمطلقة والموضوعية، لتنغمس كليا في “شقف سبسي الكيف” الذي يدور بشأنه كلام كثير هذه الأيام، بعد أن استمات البيجيدي في رفض أي “تفاهم” مع أصحاب اتفاق “العشبة” حتى ولو كان في ذلك خير ومصلحة البشريبة جمعاء.
إلا أن رأي العزيزة الحقاوي يزاوج بين راي المرشد الأعظم، الرافض لكل تفاهم في الموضوع، مع أي كان، حتى ولو اقتضى الأمر “تعليق الميزان” وإغلاق الدكان، وراي الدولة التي ترى أنه ” لا بد من الإسراع في صناعات ضخمة للقنب الهندي التي تجلب للدولة أموالا مهمة و تقدم حلولا للمزارعين الصغار” وهكذا تكون قد أرضت الطرفين معا دون أن تغضب أيا منهما. وتلك هي المسألة ….. و“الحكمة” !
عزيز كنوني