ماذا يخبأ لنا المستقبل
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( “الدعارة ” )
الأربعاء 27 شتنبر 2017 – 13:06:46
• لا يجب أن نضع الأفخاخ الجنسية في طريق الشباب وندعوه للعصمة
• المدرسة تخلت عن دورها التربوي منذ أمد بعيد…
هن كالفخ في المصيدة ومع ذلك ترتفع الشكوى بأن إحداهن أو بعضهن تعرضن للاغتصاب… طبعا هذا ليس مسوغا لتبرير الاغتصاب وما كان أحد يوما متفقا على الاغتصاب الذي يجب أن يعاقب مرتكبه بأقصى العقوبات… ولكنه في الآن نفسه لا يجب أن نضع الأفخاخ الجنسية في طريق الشباب وندعوه للعصمة…
فبقدر ما نعاقب المغتصب يجب أن نمنع هذا السيل الجارف من مظاهر التعري والتحرش… وهناك أماكن وشقق معدة فعلا للفساد والدعارة ومن بينها ما يوجد إلى جوار مساكن وبيوت أسر محترمة تخاف على أبنائها من لوثة العدوى…
ورغم كل الشكايات المقدمة ضد هذه الشقق فإن الحال لم يتغير مع ما يصاحب ذلك أحيانا من صخب وموسيقى ماجنة تمنع النوم عن السكان.
أذكر كمثال ما يحدث في منطقة العرفان2 عمارة 4 في شقة يعرفها سكان العمارة جيدا ولا حاجة بنا لذكر رقمها. المنطقة تقع في حي مسنانة، تابعة للدائرة 11. ورغم شكايات السكان المجاورين وخاصة قاطني العمارة المذكورة إلا أن الحالة استمرت على ما هي عليه بصخبها ومجونها. وهذا غيض من فيض، ومجرد مثال لعدد من الوقائع، ويحمل الليل الكثير من هذه الحالات.هذا في الوقت الذي يفتقد المواطن إلى الأمن خاصة وأن آفة الفساد الأخلاقي بدأت تأخذ بتلابيبه مهددة بيته وأسرته بالانهيار والتفسخ والانحلال سيما أن المدرسة تخلت عن دورها التربوي منذ أمد بعيد.
والملاحظ أن معدل الجريمة المقرونة بالاغتصاب والاختطاف والتهديد ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة مما أصبح يشكل قنبلة موقوتة. المؤسف أن هذه الظاهرة شملت كل الأوساط الاجتماعية ولم تسثن طبقة أو فئة. فقد تساوى أمام رذائلها الكل… وانسحق تحت وطأتها الجميع… طبعا لكل مستواه وطريقته في التعامل مع فيروس الفساد القاتل وإن كان الكل في الهم سواء…
وبما أن المصائب لا تأتي فرادى فقد ابتلينا بكم هائل من الموبقات والمزالق يتربع الفساد على قمتها فتتعبه التوابع واحدة تلو الأخرى فلا تتركنا إلا ونحن هشيما تذروه الرياح… لقد كان المواطن يطلب كفاف يومه… كان يلهث وراء لقمة العيش… فإذا به مع توالي الأيام يطلب الأمان و على رزقه وعياله وعرضه… وتكالبت عليه الأيام… وهبت رياح الغرب مثقلة بالمجون وعربات الحضارة المتفسخة ، ووصلنا إلى أن نرى بيننا رجالا ونساء يلبسون ويلبسن المرقعات. والسراويل الممزقة عند الركب. وأخذ التمزيق والتمزق يعلو ليصل إلى الفخذين… وقد يستمر في الصعود، حينها سنقول كفاكم تَعَبــًا وانتظارا لما يأتي من الضفة الأخرى وحولوها إلى عري كامل وحينها سيضع حُكماء الأمة للاغتصاب ألف مبرر وليس مُبَــــررا واحدا… أليس العري كشفا للمستور ونداء للآخر ؟…
بدأنا إذن بالفساد وفتحنا له أكثر من منفذ… وعم الخبث بالمجتمع فكثر الفساد في البر والبحر… وفي كل ركن في المدينة…في كل شارع وزاوية أصبحت لنا أوكار وأعشاش وبؤر…
فماذا يخبئ لنا المستقبل؟… .