نمو ملحوظ للحركة السياحية بطنجة حوالي 308 آلاف سائح و أكثر من 657 ألف ليلة مبيت خلال الشهور الثمانية الأولى لسنة
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( السياحة بطنجة)
الأربعاء 19 أكتوبر 2016 – 12:14:47
فقد استقبلت فنادق طنجة المصنفة، إلى نهاية غشت المنصرم ما مجموعه ثلاثمائة وسبعة آلاف وستمائة وثمانية وخمسون سائحا (307658) في حين بلغت ليالي المبيت ما يزيد عن 657 ألف و 324 ليلة، بنمو ناهز 9 بالمائة.
السياح الأسبان احتلوا الصدارة بعد أن كان والبريطانيون ، ولعقود، زبناء السياحة في مدينة طنجة، بامتياز، يليهم الفرنسيون (24.057) والسياح العرب (16.858) والأمريكيون (5799) والبريطانيون (4668) والألمان (3788) والهولنديون (2792) والبلجيكيون (2629) والإيطاليون (2309)، في حين بلغ عدد السياح المقيمين نحو 125 ألفا و127 سائح..
مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة ضمن 5 نجوم استقبلت خلال هذه الفترة 69277 سائحا، ومن فئة 4 نجوم 66310 سائحا ومن فئة 3 نجوم 82 ألفا و145 سائحا، ومن فئة نجمتين 46.367، ونجمة واحدة 29.985 . أما الإقامات السياحية فقد استقبلت 6462 سائحا ودور الضيافة 5557.
وشكل شهرا يوليوز وغشت الماضيان فترة الذروة بالنسبة للسياحة المحلية حيث بلغ في الإجمال عدد السياح 46 ألفا و 981 سائحا و 57 ألفا و 471 سائحا على التوالي.
ولكون مدينة طنجة تتمتع بجاذبية خاصة لدى الأجانب، الذين استوطنوها وأحبوها على امتداد قرون عديدة، فإن الصحافة الدولية تخصها بين الفينة والفينة باستطلاعات ومقالات تبرز مفاتنها وتجليات حضارتها القديمة والحديثة، كموقع متميز للتعايش بين الشعوب والأجناس من حضارات مختلفة ، منذ الفنيقيين والقرطاجيين الذين استوطنوها في القرنين 19 و 14 قبل المسيح، إلى سنة 1956تاريخ الغاء النظام الدولي الذي فرض على هذه المدينة بمقتضى اتفاق باريس المؤرخ في 14 ماي 1924 وتالموقع عليه بصفة نهائية في 24 يوليوز 1925 من طرف كل من انجلترا واسبانيا وبلجيكل وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وفرنسا وبعد مدة انضمت إيطاليا إلى الموقعين،وشهدت طنجة عبر تاريخها الطويل توافد شعوب عديدة كان من بينها الروم (140) ق.م. والعرب، (706)، والبرتغال،( 1471)، والأسبان ، (1580)، والإنجليز ، (1661) , ووصولا إلى مرحلة الجلاء والتحرير على يد المولى إسماعيل العلوي سنة 1684، إلى “خطاب طنجة” التاريخي 9 أبريل 1947.
ورغم الهزة الكبرى التي شهدتها طنجة إثر إلغاء “ميثاق طنجة” الذي أمر به الراحل محمد الخامس وهو شبه نظام مالي استثنائي حتى يتم تدريجيا إلحاق طنجة بالنظام المالي والجبائي الوطني، تلك الهزة التي وصفها الراحل الحسن الثاني بـ “الزلزال الاقتصادي” لطنجة، فإن المدينة ، بفضل صمود أبنائها وخبرتهم في التعامل مع الاقتصاد الدولي، وأيضا بفضل رصيد الثقة التي كانت تتمتع به طنجة حول العالم، وتدابير الإنعاش التي أقرها الملك والتي سميت بالتدابير الملكية لإنعاش طنجة، سنة 1963، فإن هذه المدينة استطاعت أن “تغير التيار لصالحها” و تحول الأنظار إليها من جديد، اعتبارا للسمعة العالية التي كانت تتمتع بها عبر العالم ولانفتاحها على ثقافات العالم وإتقان سكانها للغات الأمرالذي سهل عودة الأجانب إليها، خاصة رجال المال والأعمال الذين “صنعوا” مجد اسبانيا الفرنكوية، الاقتصادي بعد رحيلهم عن طنجة، وعادت أخبار طنجة “تغزو” صحافة العالم وتدعو إلى وضع هذه المدينة على رأس الوجهات السياحية العالمية.
تستعيد مجدها بفضل جلالة الملك:
وفي هذا الصدد، وأمام التطور الهائل الذي تشهده المدينة بفضل رعاية جلالة الملك محمد السادس نصره الله، كتبت صحيفة “الغارديان ‘ البريطانية، أن مدينة طنجة استعادت مجدها السابق في عهد الملك محمد السادس وأن المدينة تشهد اليوم تحولا اقتصاديا وعمرانيا حقيقيين على كافة الأصعدة وتتحدث عن نفسها بفضل المؤهلات الهامة السياحية التي تزخر بها، وأن العدد الهائل من وحدات الاستقبال السياحي التي شيدت بالمدينة أو تلك التي توجد في إطار الإنجاز تبشر بازدهار حقيقي في مجال السياحة بوجه خاص.
وتعتبر جريدة “الغارديان” أن مدينة طنجة تعد من بين المدن العالمية ، بمينائها المتوسطي وصناعتها الحديثة، كمصنع “رونو ” وهما من أكبر الإنجازات في إفريقيا، فضلا عن خط القطار فائق السرعة الذي سيطلق قريبا. وأن كل هذه المشاريع أعطت دفعة قوية للنشاط الاقتصادي بمدينة طنجة التي تستمد أيضا قوتها وجاذبيتها في غناها وتنوع ثقافتها.
بين سبع مدن سياحية كبرى :
موقع اسباني متخصص في السياحة، صنف مدينة طنجة في المرتبة الأولى كوجهة سياحية عالمية التي تتميز بالكلفة الاقتصادية الرخيصة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في أجواء متميزة وجيدة. ووصف المدينة بكونها مدينة الآلاف من الأساطير والحكايات والقصص، وأن زيارتها تعد تجربة لا تنسى نظرا للمؤهلات التاريخية والحضارية ومظاهر الحداثة التي لا تقطع مع الأصالة التاريخية للمغرب..
ومن المعلوم أن طنجة تعد قبلة مفضلة للسياح الاسبان والفرنسيين والبريطانيين الذين يتوافدون عليها بشكل متواصل منذ عقود، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع بفضل عامل القرب الجغرافي وتوفر المدينة على تجهيزات متطورة جدا في مجال الاستقبال والإيواء وخصوصا بفضل معرفة أهلها بلغات العالم حتى أن السائح من أي بلد جاء لا يعدم من يخاطبه بلغته، وأنه لن يشعر أبدا بالغربة. في طنجة,
وهذا بالضبط ما اكده استطلاع لصحيفة اليكترونية اسبانية حيث اعتبرت أن من أهم مميزات طنجة أنها “مدينة اللغات بامتياز” حيث يمكن أن تجد من يحدثك بلغتك كيفما كانت هذه اللغة” حسب تعبير الصحيفة التي ركزت على أن طنجة تتميز بانتشار اللغات العالمية وبالتالي فهي مفتوحة أمام سياح العالم دون أن يجد أحد صعوبة في التواصل بهذه المدينة الفريدة..
وبالنسبة للسياح الاسبان الذين يعتبرون السياح الاكثر زيارة إلى طنجة كما بين تقرير مندوبية السياحة الذي ننشر هنا بعض معطياته فإن من أبرز نقاط الجذب نحوطنجة قبل عامل القرب والتاريخ، هو اللغة الاسبانية التي تنتشر على نطاق واسع بطنجة إلى جانب الفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية نظرا لتاريخ هذه المدينة الدولي ولشغف أهلها بالأسفار، تيمنا بخطى جدهم الأكبر ابن بطوطة.
طنجة نقطة جذب لكبار الكتاب والأدباء :
كتبت صحيفة (فاينانشل تايمز) في أحد أعدادها عن أن مدينة طنجة جذبت العديد منكبار الكتاب العالميين أمثال مثل بول بولز وويليام بوروز وشخصيات أدبية أخرى.
وأبرزت الصحيفة الموجهة لأوساط الأعمال في قسمها المخصص للسفر والسياحة أن المدينة شكلت مصدر إلهام لأعمال أدبية كبرى أغنت وميزت الثقافة العالمية.
وأضافت أن كتابا من جميع أنحاء العالم أقاموا في طنجة وساهموا في إشعاعها الثقافي، وافتتنوا بسحرها وأزقتها وتنوعها الثقافي وأصالة المدينة العتيقة الواقعة في محيط “السوق الداخلي”الذي كان يعتبر قلب طنجة النابض، حيث كان المثقفون من مختلف الأجناس، يضربون مواعيدهم في هذه الساحة التي كانت الحياة تستمر بها طول الليل وإلى الفجر.
وأوضحت أن بعض الكتاب المشهورين الذين سحرتهم طنجة لم يقووا على مغادرتها وعادوا إليها مرارا بينما قرر آخرون الاستقرار فيها..
واعتبرت الصحيفة أن طنجة مدينة غرائبية وعالمية تختلط فيها العديد من الثقافات المتوسطية في حين تنمو مدينة طنجة جديدة بسرعة مع الحفاظ على الرابط مع ماضيها.
وكانت مجموعة من الصحافيين البريطانيين قد زارت مدينة طنجة في إطار دعوة من المكتب الوطني المغربي للسياحة في إطار الترويج السياحي لهذه المدينة ولمدن الشمال…