طنجة يالعالية ! خطّ جويّ جديد بين طنجة وباريس 18 شركة عالمية للرحلات السياحية حملت إلى طنجة فوق 68 ألف سائح في 7 شهور
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( “السياحة و توتوفير سُبل التَنقُل” )
الخميس 08 غشت 2016 – 02:14:18
• في الوقت الذي رفض بوليف، الوزير والنائب “الطنجاوي” احتجاج سكان طنجة خاصة المهنيين والمنعشين السياحيين ورجال الصناعة والمال والأعمال، بسبب تقليص الربط الجوي لمطار طنجة بعدد من المطارات الأوروبية ، بدعوى أن الخطوط التي تم إلغاؤها أو التقليص منها، “غير مربحة” لشركة الخطوط المغربية ، وكأن الأمر يتعلق ب”قيسارية” ! في نفس الوقت، سارعت شركات عالمية لتعزيز وجودها بمطار طنجة، ومنها شراكات عالمية كـ “لوفتهانزا” و”طاب” البرتغالية و”إيبيريا” و”العربية للطيران” فضلا عن شركات النقل الجوي المنخفض التكلفة….
وهكذا أعلنت شركة “العربية للطيران”، الأربعاء الماضي ، عن توسيع شبكة رحلاتها نحو فرنسا من خلال إطلاق رحلتين مباشرتين، إحداهما من مطار طنجة، إلى باريس ( مطار شارل دوغول)، وذلك ابتداء من رابع دجنبر المقبل والثانية من فاس والخطان سيسوقان بحوالي 500 درهم لرحلة الذهاب. (واسألوا الخطوط الوطنية كم تساوي رحلة الذهاب والإياب من المغرب إلى باريس، مثلا)….
وتضاف الرحلتان الجديدتان إلى شبكة وجهات “العربية للطيران ــ المغرب” نحو القارة الأوروبية، حيث سيصل عدد وجهات الشركة نحو فرنسا إلى ست وجهات انطلاقا من خمسة مطارات بالمغرب.، منها مطار طنجة الدولي، نظرا للطفرة الاقتصادية التي تسهدها طنجة، ولأن هذه المدينة أصبحت تشكل إحدى الوجهات السياحية الكبرى بالنسبة للمغرب ولحوض البحر الأبيض المتوسط
• نفس النجاح حققته الحركة السياحية عبر الخطوط البحرية، بحوض المتوسط، حيث علم أن 18 من البواخر السياحية العالمية ، ومنها البواخر العملاقة العالمية “كوسطا ميديتيرانيا” و “نوفيجيين إيبيك” و “كوسطا ماخيكا” و “أوريانا”، وغيرها، قامت بعدة رحلات سياحية إلى ميناء طنجة، من ينايرإلى نهاية يوليوز الماضي، حملت إلى طنجة وبعض المدن المجاورة ما يفوق 68 ألف سائح من جنسيات مختلفة، ألمان، وأسبان، وإيطاليين، ويابانين، وبريطانيين، وفرنسيين، وأميريكان، نظمت لهم رحلات سياحية وترفيهية إلى مدن أصيلة وتطوان وشفشاون، فضلا عن مدينة طنجة، الأمر الذي ساهم في تحريك بعض الأنشطة التجارية المرتبطة بالسياحة المحلية.
ومعلوم أن إعادة تأهيل ميناء طنجة القديم الذي خصص لاستقبال البواخر السياحية، فضلا عن الربط “الخفيف”لهذا الميناء ببعض موانئ الجنوب الاسباني، عبر العبارات الصغيرة، واحتضانه لإحدى “المارينات” السياحية الكبرى بالمتوسط، سوف يعيد لطنجة بعضا من بريقها السياحي الذي تمتعت به منذ القرن التاسع عشر، بفضل مكانتها الاستراتيجية كعاصمة دبلوماسية للمغرب ومقرا لـ “باشادورات” و”قونصولات” الدول الأجنبية الممثلة لدى سلطان المغرب، ومركزا دوليا للمحادثات والمفاوضات بين المغرب ولدول الأجنبية حول كل ما يحفظ مصالح المغرب من سلم، وحرب، وصلح، ومعاهدات، وتبادل منافع.
ومع أن السلطات المعنية، إداريا وسياحيا ، لا تواكب بالمطلوب منها، متطلبات المخطط الملكي الهادف إلى الرقي بطنجة إلى مصاف العواصم الكبرى بحوض الأبيض المتوسط، بحيث أن المدينة العتيقة بمآثرها وبناياتها التاريخية التي تشهد على قدم المدينة وتؤرخ للأمم والشعوب التي مرت منها والحضارات التي أثرت فيها وتفاعلت معها، توجد منذ زمن، في حالة من الإهمال واللامبالاة، تدعو للشفقة بل للتفجع والحسرة ! ولا أدل على ذلك من أن أزقتها ودروبها ومنازلها تحول الكثير منها إلى أوكار للإجرام والمجرمين ، و “مصايد” لقطاع الطرق، يتصيدون ضحاياهم بالليل والنهار، وكم من شكايات وجهت إلى من يعنيهم الأمر، ومن “خروج” ووقوف للأحتجاج، وكم من وعود لامتصاص الغضب….
طبعا، سوف ينسب مسؤولو السياحة ما يلاحظ من “نشاط” للرحلات السياحية إلى “الجهود الجبارة” التي يبذلونها ب “تجويد” الاستقبال وتوفير المرشدين الذين سماهم الراحل الحسن الثاني ب “الكياي”. كل ذلك يمكن قبوله من باب “لعل وعسى”، ولكن أن يتحدثوا عن “تثمين المواقع السياحية ” لضمان زيارات منظمة إلى مختلف “المزارات” السياحية بالمنطقة ” فاللهم لا !
حقيقة إن من أهداف مشروع إعادة توظيف الميناء القديم لطنجة، كما حددها المخطط الملكي لتنمية طنجة، توفر هذه المدينة على تجهيزات حديثة، من أجل استقبال السفن الكبيرة للرحلات البحرية السياحية، وفق خطة استقبال 750 ألف سائح في أفق سنة 2020.
•إن تزايد عدد السياح في بلد ما لا يعنى بالضرورة نجاح سياسته السياحية، بقدر ما يشكل خطرا حقيقيا على سياحته الوطنية في الأمد القريب، لأن سائحا متذمرا، ساخطا، ناقما، مستاء، لسبب من الأسباب المرتبطة بإقامته ، قد يفقد البلد آلاف السياح حين يتحول إلى بوق للدعاية السلبية للبلد الذي لم يجد به كامل راحته !…..
السياحة كل لا يتجزأ، بجوانبه التجهيزية التي تشهد تنافسية قوية على مستوى العالم، وكلفة الإقامة والأكل والمبيت والترفيه، ومنها زيارات المآثر، ويبقى الأهم، …….الأمن المادي والمعنوي !…..! !