تدشين منصة لوجيستية ضخمة للتبريد بميناء طنجة المتوسط في إطار التعاون المغربي الأمريكي الإسباني

وقد تحقق هذا المشروع الهام بفضل تعاون ثلاثي بين مستثمرين من المغرب والولايات المتحدة وإسبانيا، من أجل تحقيق ظروف عمل أفضل بالنسبة للمصدرين المغاربة للمواد الزراعية والمنتوجات البحرية ومساعدتهم على تثبيت موقعهم في الأسواق الدولية، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.

وبالمناسبة، أبرز وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش ، أهمية هذا المشروع بالنسبة لقطاعي الصيد البحري والفلاحة ، حيث إنه يوفر خدمة لوجيستية هامة في إطار التعاون بين وزارتي الفلاحة والصيد البحري والتجهيز والنقل واللوجستيك ، بغاية منح قيمة مضافة لمنح للصادرات المغربية، وتحسين مردودية المصدرين والاستفادة من المنتوج الزراعي والبحري المغربي على نطاق أوسع ، من خلال تقديم عرض جيد للفواكه والخضروات والمنتجات السمكية وتصديرها في ظروف مناسبة .

وأضاف الوزير أن الإسقاطات الإيجابية لهذا المشروع ستشمل أيضا شركاء المغرب التجاريين، خاصة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث إنه سيمكن من تلبية حاجيات هذه الأسواق وغيرها من منتجات زراعية وسمكية في الوقت المناسب وبجودة أفضل، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المغربية في الأسواق العالمية.

من جانبه قال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك عزيز الرباح، إن المشروع يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية المرتبطة بالخدمات اللوجستية ، خاصة تلك التي تخص المنتجات الزراعية والبحرية من أجل توفير شروط أفضل لضمان تخزينها في ظروف جيدة وبمواصفات عالمية، كما أن من شأن هذا المشروع أن يدعم القدرة التنافسية للصادرات المغربية، من خلال إنشاء وحدة التخزين، لحماية المنتجات القابلة للتلف.
كما أن هذه التجربة التي سيتم تعميمها على نطاق واسع لتشمل الموانئ المغربية الأخرى والأقطاب الفلاحية للمملكة، من شأنها أن تمكن المغرب من تعزيز موقعه في التصنيف العالمي من حيث الخدمات اللوجستية والقدرة التنافسية للموانئ المغربية والاقتصاد الوطني.

سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، دوايت بوش، أكد أهمية هذا المشروع لدعم قيمة الصادرات المغربية، وتثمين المنتوجات الزراعية والبحرية للمملكة ، مبرزا أنه يعد من نتائج اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة ومخطط المغرب الأخضر .

وبحسب الدبلوماسي الأمريكي، فإن هذا المشروع يندرج ضمن برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب تحت اسم ” التنافسية الاقتصادية للمغرب ، والذي يعتبر أن الخدمات المتعلقة بسلسلة التبريد، والتخزين المكيف ونقل الحاويات المبردة تعد عناصر أساسية لتشجيع تصدير المنتجات الزراعية ذات القيمة المضافة العالية وتقليل الخسائر المرتبطة بهذا النوع من المنتجات.

أما المدير العام لشركة “فريوبويرتو لطنجة ” هشام القادري، فقد أشار إلى أن هذا المشروع يأتي لمواكبة دينامية حركة الملاحة التجارية التي يشهدها ميناء طنجة المتوسط، من خلال توفير منصة لوجيستية ضخمة بميناء طنجة المتوسط مخصصة للتبريد والتحكم في حرارة المنتجات والبضائع ،لضمان جودة المنتجات الغذائية الطازجة والمجمدة المهيأة للتصدير وتعزيز القدرة التنافسية اللوجستية للمملكة. وأضاف أن المشروع في مرحلته الأولى ، الذي أنشئ على مساحة 6500 متر مربع من ضمنها 5500 متر مربع مبنية ، يحتوي على مرافق للتخزين بسعة تتجاوز 45 ألف متر مكعب وتتألف من 5 غرف للتبريد منها غرف خاصة بالمنتجات القابلة للتلف، و 3 غرف للتخزين لمدد قصيرة.

كما أن المشروع سوف يوفر حوالي ستين منصب شغل مع انتهاء أشغال المرحلة الثانية، التي ستبلغ الاستثمارات الخاصة بها 50 مليون درهم، مشيرا إلى أن الشركة تقدم للعملاء خدمات أخرى موازية تساهم في خفض التكاليف اللوجستية والنقل.

وبرأي رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة- المتوسط فؤاد البريني، فإن هذا المشروع الذي يندرج في إطار السياسة الاقتصادية الوطنية، يروم أيضا تنمية الصادرات الوطنية وتشجيع الإنتاج الزراعي والنقل البحري ويدعم العرض الخدماتي الذي يقدمه ميناء طنجة المتوسط ،إضافة إلى مواكبة المشاريع الأخرى الخدماتية، من أجل دعم التجارة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.