المغرب – اسبانيا: تعـاوُن في مَجال النقل واللوجيستيك

وفي وَرَقةٍ تقديمية، تمّت الاشارة إلى أن اختيار المغرب جاء نتيجة للتوجهات الاقتصادية المغربية التي من بين أولوياتها انفتاح التنمية الاقتصادية على الخارج ووضع لذلك تشجيعات كافية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية.

ويعتبر القرب الجغرافي، والإطار القانوني والضريبي الملائم للاستثمار التجاري والصناعي بالمغرب من العوامل الأساس في جعل السوق المغربية الفضاء الملائم لتدخل المقاولات الإسبانية خاصة في القطاع موضوع هذا اللقاء: النقل والوجيستية.

ومعلوم أن قطاع النقل واللوجيستية يعتبر حجر الزاوية بالنسبة لأي قطاع آخر وأن المغرب شرع في إقامة الآليات الضرورية لترسيخ تنافسيته من أجل تدبير الاستثمارات وتدفق السلع الموجهة للإيراد والتصدير في إطار العمل على خدمة مصالح جميع المتدخلين الاقتصاديين في هذا القطاع.

ومن أجل ذلك يوفر المغرب آليات من بينها:
• بناء 70 منصة للخدمات اللوجستية متصلة بصفة مباشرة مع الموانئ والطرق السريعة وشبكات السكك الحديدية في البلاد التي هي أيضا على مقربة من المراكز الرئيسية للإنتاج والاستهلاك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاستراتيجية التي وضعتها المملكة من حيث الخدمات اللوجيستية تسمح بتنظيم النقل بواسطة الشاحنات، الأمر الذي سيقلل من حركة المرور في وسط المدن، خاصة بالنسبة للشاحنات الصغيرة.
• بناء استراتيجية لوجستية جديدة يكون لها تأثير إيجابي على البيئة لأنها سوف تسمح بتخفيض 35٪ من انبعاثات CO2 في ما يخص نقل البضائع، وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف السياسات البيئية بالمغرب.
• وسيكون من نتائج هذه الاجراءات، تحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة بملايين الدراهم، وخلق 36000 فرصة عمل جديدة في المدن .

ويعتبر ميناء طنجة المتوسط من أهم الموانئ في المنطقة المتوسطية، كما يعتبر رائدا في نقل السلع والبضائع، الصناعية، خاصة النسيج، والسيارات والقطع الكهربائية ، والفلاحة التي تتطلب حاجيات لوجيستية خاصة، والمنتوجات السمكية وآليات البناء التي تهم بشكل خاص مقاولات البناء والأشغال الكبرى الاسبانية وكذلك المنتوجات ذات الاستهلاك الواسع .

ومعلوم أن ميناء طنجة المتوسط حقق خلال سنة 2015، نموا شمل كل مجالات نشاطه من نقل المسافرين (+6) بالمائة، ونقل السلع (+8)، ورسو بواخر نقل السلع (+14)، مقارنة مع السنة التي سبقتها. ولعل أهم مستويات النمو حققها نقل السيارات المصنوعة في مصانع رونو ونيسان، حيث إن صادرات هذا القطاعن بلغت 216000 سيارة بارتفاع بلغ 23 بالمائة.

قطاع النقل واللوجيستية، يُعتبر من القطاعات الكُبرى التي تَهمُ القِطـاعـــات الاقتصادية والصناعية الاسبانية التي تَهدفُ من هَذا اللّقــاء بطنجة، تعزيـز التعـاوُن بين الفاعلين في هذا المجال في البلدين، عبر تسهيل وتوسيع التعاون بين المقاولات الإسبانية والمغربية بغاية تحديد المشاريع ذات المصلحة المشتركة. وتسعى الشركات الاسبانية المشاركة في هذه الدورة الى اكتشاف فرص الاستثمار في القطاع، خاصة في جهة طنجة تطوان الحسيمة التي تشهد نموا قويا للأنشطة المرتبطة بالنقل، وذلك بفضل المشاريع الضخمة التي أطلقت أخيرا في مجال البنيات التحتية اللوجستيكية وفي المجالات الاقتصادية بصفة عامة.

وفضلاً عن اللقاءات البينية التي نظمت في إطار هذا اللقاء، فإن المساركين دعوا، أيضاا إلى مائدة مستديرة بين الفاعلين المغاربة والاسبان من أجل خلق تواصل مباشر مكنهم من تحديد مجالات العمل المشترك، مستقبلا.