أشغال تهيئة المنطقة المينائية لطنجة ـ المدينة في أشواطها النهائية

وبخُصوص مشروع ميناء للترفيه، الذي يعد أول مشروع لإعادة تأهيل موقع مينائي بالمغرب، فإن الأشغال الجارية منذ انطلاق المخطط الملكي لطنجة الكبرىة، بلغت نسبتها 95 بالمائة، في حين تشهد أشغال إنشاء البنيات التحتية الخاصة بالنادي البحري وميناء الصيد تقدما هائلا، حيث إنها توجد الآن في مراحلها الأخيرة، حسب بيان الشركة المذكورة.

ووفقَ نفس المصدر، فإنّه سيتم، خــلالَ الشهور القليلة المقبلة، و بمجرد الانتهاء من تشييد البنيات التحتية، البدء في استغلال ميناء الصيد الجديد ، في حين تم التأكيد على أن نسبة إنجاز الشطر الأول من مشروع تحويل ميناء الصيد الحالي إلى مارينا قد بلغت مستويات متقدمة.

وسوف يوفر ميناء الصيد الجديد ، ظروف عمل جيدة لمهنيي القطاع عبر استفادتهم من تجهيزات حديثة تساهم تطوير قطاع الصيد البحري بطنجة. وسوف تشمل مرافق ميناء الصيد الجديد وحدات خاصة بالصيد التقليدي والصيد الساحلي والصيد في أعالي البحار ، بالإضافة إلى فضاء حديث ومجهز لتجار الجملة ووحدات للتبريد ووحدات لصناعة الثلج، ومحطات الوقود، وورش لبناء السفن وسوق السمك، كما سيتم، إحدث مصلحة للوقاية المدنيةبهذا الميناء من أجل ضمان السلامة لمهنيي قطاع الصيد البحري.
وسوف يوفر مشروع إنشاء المارينا، كفضاء ترفيهي جديد وحديث، بعد تحويل ميناء الصيد البحري وبناء ميناء جديد شرق الميناء الحالي، عرضا متكاملا يشمل أزيد من 600 نقطة رسو في مرحلة أولى.

ومعلوم أنه تم منذ شهر يوليوز الماضي إطلاق عملية تسويق نقط الرسو الخاصة بالشطر الاول من ميناء الترفيه، الذي ستبلغ قدرته الاستيعابية نحو 800 نقطة رسو، من المتوقع أن يشرع في استغلالها في إطار المشروع لتهيئة المارينا، خلال الصيف المقبل.

وعلم، بالمناسبة، من الشركة المكلفة بإعادة توظيف ميناء طنجة المدينة، أن اشغال الورش الخاص بالمباني التي ستضم المقاهي والمطاعم بفضاء الترفيه توجد في مراحل متقدمة جدا، وسيتم فتحها في وجه المستثمرين بعد بضعة أسابيع، ليتمكنوا من القيام بأعمال التهيئة الداخلية والشروع في الاستغلال التجاري لتلك المرافق خلال الصيف القادم.

أما أشغال بناء النادي البحري بطنجة الذي يعتبر من النوادي الأولى بمحيط الأبيض المتوسط، فإن أشغال إنجاز البنيات الكبرى توجد الآن في مراحلها الاخيرة ، كما أن الاشغال الخاصة بالمنطقة المخصصة للخدمات المرافقة للمارينا ومنها خدمات استئجار القوارب ووكالات الخدمات السياحية وغيرها، فإنه سيتم الانتهاء من إنجازها بعد بضعة أسابيع.

وقد اشتملت أشغال تهيئة ميناء طنجة المدينة أيضا على مشروع إعداد الفضاء العام المحيط بالموقع حيث تم هدم الأسوار والمباني القديمة التي لن يتم استغلالها ، وفتح فضاءات الميناء على المدينة وكذا هدم المباني التي كانت قائمة بالمنطقة الحرة ، بعد أن تم نقل أنشطة أصحابها إلى فضاءات أخرى أعدت لهذه الغاية.

وبخصوص ترميم البنيات الخارجية للميناء، فقد تأكد أن الشطر الأول من هذه العملية، قد تم إنجازه بالكامل، ويخص برج الحجوي وبرج دار البارود . أما الشطر الثاني الذي يهم برج دار البارود برج النعام فتوجد أشغال إنجازه في حدود 50 بالمائة، في حين تتم الاستعدادات لإطلاق الأشغال المتعلقة بالشطر الثالث والأخير والتي تهم المنطقة الفاصلة بين حي دار البارود وسوق السمك.

ويشكل الجزء المتعلق بتجديد المحطة البحرية، حجر الزاوية في مخطط إعادة تهيئة ميناء طنجة المدينة، بهدف تحسين ظروف استقبال السياح القادمين إلى طنجة عبر السفن السياحية. وسيبدأ العمل في تجديد هذه المحطة قريبا، على أن تنتهي في ظرف لا يتعدى 16 شهر. وسوف يدعم هذا المشروع موقع مدينة طنجة في مجال سياحة الرحلات البحرية التي كانت على الدوام، وقبل بداية القرن الماضي، نقطة رسو مركزية بالنسبة للمراكب السياحية الكبرى التي تجوب فضاء الأبيض المتوسطـ حيث كان العامة تطلق عليها اسم “باكيط” نسبة إلى الشركة البحرية الفرنسية Paquet التي أنشئت سنة 1858 والتي كانت تربط ميناء مرسيليا بطنجة بصورة منتظمة، قبل مطلع القرن التاسع عشر…