” أيــــار دون فاتح “
جريدة طنجة – محمد العطلاتي (رسم كاريكاتير أميّة جحا)
الخميس 07 ماي 2015 – 10:01:17
و هكذا تنَاسلت أسئلة كثيرة حَوْل طبيعة “المكتسبات” التي جاء بها الدستور الجديد، و أخرى حول طبيعة “الوظائف” التي ستنجزها الحكومة المنتخبة، وبالطبع، و رافق ذلك كله “طرائف” و “مستملحات” كثيرة، فـالمُعـارضة “البارلمانية” مارست “حق” المعارضة، بل إنها أبدعت فيه ايما إبداع و اختراع، و الحكومة التي تسود، و لا يبدو أنها تحكم بجد، بذلت جهدا “معقولا” لتشكيل اغلبية “مرتاحة” في قبة المجلس التشريعي،إلى درجة أنها جمعت بين اليمين “الفاسي” و اليسار “اليعتاوي”، و بدل ان يكون حزب “علال” هو الأكثر إخْلاصـًا لهذه الحكومة “الاسلامية“، فإن العكس هو الذي حصل، و بدا أن “الشيوعيين” يضمرون للحكومة حميمية أكثر مما يضمره لها نظراؤهم”الشباطيون”.
و في سياق “الاستثناء المغربي”، الذي أصبح مَرجعـًا دَوْليـًا في “تقنيات” إدارة الازمات، فإن الأمور سارت بشكل”مزرغوهي“، فقد انسحب “حزب الفواسة” من الحكومة، و تركوا “المراكشي” داخلها عاريا دون تغطية، و في غضون ذلك، جرى تعويض الحمار بـ”أغيور” و استعادت الحكومة توازنها بعدما استمالت قطيعا شاردا من “الحمام” غير الزاجل.
مظاهر “الاستثناء” تواصلت مع الحكومة “الربانية”، حتى إن القدر نفسه جرى تجنيده لخدمة سياساتها، فانخفضت أسعار البترول، و انهمرت الأمطار على حقول الفلاحين، و استجاب الله لأدعية الحكومة “المسلمة” ووقف معها في شدتها و جنبها كيد “المعارضين”.
الامر لم يقف عنذ هذا، فقد انخَرطت الحكومة ، بــارك الله في “عُضوها”، بمسلسل تكثير “سَواد” الأمّـة ، ليْسَ فقط رفعــًا في اثمان السلع، لكن بالتشجيع أيضا على “النكاح”، و قد ابدعت في الأمر إبداعا بينا، بل إنها تجاوزت نظيرتها الدانماركية، و بدل ان تدعو الناس فقط إلى هذا الامر، فإنها اعطت المثال بوزيرها في”العلاقات” و تقدم معاليه لخطبة وزيرة اخرى ايام قليلة بعد انفصالها عن زوجها، و لتأكيد رضى الجميع على هذه “الزيجة” الاستثنائية فقد اشرك الوزير حليلته “الحالية” في مراسيم الخطبة و الوعد بالزواج.
لكن الحدث “الاكبر” الذي انفرد به المغرب كان استثناءا حقيقيا يُدخل المغرب في خانة الدول”الناجية“، فبعد تفكير عميق دامَ حَوْلاً من الزمان، قـرّرت النقابات إعْفـــاء العمال من الاستيقاظ باكرا يوم عيدهم من اجل التظاهر و الصياح في وَجْـهِ الحُكومـة ، و “منحتهم” هذا اليوم للراحة و الاحتفال مع عَوائلهم دُون تَكسير دِماغهم بشعارات عَفا عَنْهــا الزمن و فقدت بريقها تحت اشعة شمس”الحكومة” الحارقة و هكذا انتهى الامر بالعمال و الفلاحين في اتون”أيــــار دون فاتح”.