أحمد بلمختار في حوار مع “جريدة طنجة”
جريدة طنجة – حاورهُ : محمد السعيدي
الإثنين 09 مارس 2015 – 10:11:10
•مجموعة الجماعات الترابية لبوهاشم هدفها إحداث وتسيير المنتزه الطبيعي “بوهاشم”
•الموارد البشرية والمادية من أبرز إكراهات هذا المشروع الذي يهدف إلى خدمة البيئة وساكنة المنطقة ..
أولا، كيفَ جاءَت فِكْرة تـأسيس مَجْموعة الجماعات التُرابيّــة “بوهاشم” وما هي دوافع التأسيس؟
تأسيس مجموعة الجماعات الترابية “بوهاشم”، بدأت انطلاقتها من فكرة في مجلس جهة طنجة تطوان، ألا وهي خلق المنتزه الطبيعي. وكما يعلم الجميع فإن المنتزهات الطبيعية المصنفة وفق ظهير 1934، هي منتزهات وطنية، وهو التصنيف الأساسي. ومن تم جاءت فكرة في إطار الشراكة مع جهة بروفانس آلب كوت دازور (paca)، والمنتزه الطبيعي ( ليبيرون)، تمكنا من اقتباس نموذج فرنسا وتنفيذه بالمغرب.
وهي تجربة أولى على الصعيد الوطني، التي بعد 10 سنوات من الدراسة، أولا للرقعة التي تحتوي منتزه “بوهاشم”، وهي تسمية عن جبل بوهاشم. وتمت العديد من الدراسات بخصوص هذا المشروع، منها ميدانية لاستكشاف المعطيات التي يزخر بها المنتزه. بعد ذلك قدمنا الملف في أواخر سنة 2011 لوزارة الداخلية باعتبارها الوزارة الوصية، ومن تم جاء قرار تأسيس “مجموعة الجماعات الترابية لبوهاشم” التي تبقى هدافها هي إحداث وتسيير المنتزه الطبيعي. و حين ذهبت الفكرة في إطار العمل مع المندوبية السامية للمياه والغابات من أجل وضع قانون يسمح للجماعات المحلية كي تتمكن من تدبير شأنها في منتزه يضم الساكنة. سيما أن المنتزهات الأخرى التي تضم المحميات الطبيعية تكون خالية من السكان. في حين أن منتزه بوهاشم يضم حوالي 50 ألف من السكان، ومن تم صدر قرار وزير الداخلية. فأصبح للمنتزه اليوم صفة قانونية ليمارس مهامه، وكما قلت لأن الفكرة المقتبسة من تجربة فرنسا ساعدتنا على إيجاد هذه الحلول القانونية لإحداث مجموعة الجماعات الترابية لبوهاشم.
ما هي المحطات التي قطعها هذا المشروع؟
حاليا هو في طور إنجاز برنامجه في إطار تعاقد مع جهة بروفانس آلب كوت دازور (paca)، والمنتزه الطبيعي( ليبيرون). حيث هناك برنامج على ثلاث سنوات، يتوفر على اعتمادات من طرف الشريك الفرنسي، واعتمادات محولة من طرف مجلس جهة طنجة تطوان. ونحن اليوم في السنة الثالثة.
ما هي العلاقة التي تربط مجلس جهة طنجة تطوان بالمجموعة؟
علاقة الجهة وكما تعلمون، أن مجموعة الجماعات الترابية هي بمثابة إبن مجلس الجهة. فالأعمال التي كان يقوم بها مجلس الجهة، أصبح يحولها في إطار نوع من الدعم لمجلس استطاع أن يخفف نوعا من الثقل ليس عن مجلس الجهة فحسب. سيما أن المجموعة تغطي تراب 6 جماعات قروية و 3 مجالس إقليمية، تطوان بجماعتين، شفشاون بثلاث جماعات والعرائش بجماعة واحدة. ونحن نتكلم بلسان جميع هذه المجالس ونتدخل لدى الإدارات المعنية، نظير المندوبية السامية للمياه والغابات، مندوبية الفلاحة، وكالة تنمية الأقاليم الشمالية وإدارات أخرى. فنحن بمثابة وسيط يحمل ملف مشروع تتداخل فيه هذه الجماعات. وهدفنا الأساسي هو الاشتغال وفق إرضاء ساكنة المنطقة.
ما هي في نظركم مميزات هذا المشروع؟
هو إدماج وإشراك الساكنة في المحافظة على البيئة في تراب مجموعة الجماعات الترابية لبوهاشم. أولا في ما يتعلق بالتحسيس، فيما يتعلق بالتكوين، بتعليم السكان كيفية التعامل مع محيطهم وبيئتهم فيما يتعلق بالفلاحة، (عصارات الزيت، إنتاج جبن المعز، العسل، الأعشاب الطبية..). وغالبا ما نشتغل نحن مع الجمعيات الموجود داخل تراب الجماعات المنتمية للمجموعة. في إطار التحسيس. وبهدف رفع مستوى المعيشة، بتحقيق الدخل من المنتوجات التي تزخر بها المنطقة.
ما هي أسباب الزيارة الأخيرة للمجموعة إلى منتزهي إفران و”مكون” ببني ملال؟
اللقاء الأول في إفران، سيما في منطقة أزرو، والثاني في بني ملال، يدخل في إطار تبادل الخبرات ما بين المنتزهات الطبيعية. وكما تعلمون أن منتزه إفران الذي تسيره المندوبية السامية للمياه والغابات مع بعض الجمعيات المتخصصة في الميدان، ووصلوا لمراحل متقدمة في مجال التحسيس والتكوين مع ساكنة المنتزهات، وهذه أصبحت ثقافة، سيما في توعية الكبار وكذا الأطفال داخل المؤسسات التعليمية، وتلقينهم كيفية التعامل مع البيئة واحترامها، وتوعية الساكنة في كيفية التعامل مع الغابة والأشجار والحطب. وموارد طبيعية أخرى. وكان هناك لقاءات ومشاورات هامة جدا استفدنا منها كثيرا. ثم المرحلة الثانية بجيو بارك مكون ببني ملال، التي حظينا خلالها باستقبال حار من طرف رئيس جهة تادلة أزيلال السيد صالح الحمزاوي. وكان اللقاء مثمرا مع أعضاء هذه الجهة وأطرها الذين تواصلوا معنا من خلال التعريف بتجربتهم على مستوى المنتزهات الطبيعية، بالخصوص في مجال آخر الذي يبقى مهم جدا. سيما أن جيو بارك “مكون” معروف دوليا في اليونسكو، ويمثل المغرب ويشرفه كثيرا. وهذا في إطار التعاون وتبادل الخبرات فيما وصلنا إليه نحن على مستوى المنتزه الطبيعي بوهاشم وما وصل إليه منتزهي إفران وببني ملال في إطار تعاون مستمر إن شاء الله.
ما هي أبرز ملاحظاتكم من خلال الزيارتين؟
أهم حاجة، لاحظنا أن المجتمع المدني المغربي بدأ يولي إهتماما بالغا للبيئة وينخرط فيها بشكل كبير. وكما لاحظنا في زيارتنا، فسواء الرجال أو النساء وكذا الأطفال كيف يتعاملون مع البيئة وكيف يحاولون الحفاظ عليها بطريقة متقدمة. و المجتمع المدني منخرط بدوره بشكل كبير في هذه المنتزهات لنصل إلى رتب متقدمة في المحافظة على البيئة في بلدنا.
وإذا سألناك عن أهم الإكراهات التي تواجه المجموعة التي ترأسونها، فما هو جوابك؟
هي أولا تخص الموارد البشرية بدرجة أولى. حيث أننا كمجموعة لا يحق لنا توظيف أشخاص متخصصين فيما يتعلق بمجال البيئة، ونلجأ فقط لموظفي الجهة حاليا وبعض الجماعات التي تلقينا منها وعود بوضع موظفين رهن إشارة المجموعة. حتى نتمكن من التسريع في تنفيذ ملفات مشروعنا. والعائق الثاني يكمن في الجانب المادي. وكما تعلمون أن جميع الجماعات وحتى تحمل ملف مشروع، فيتطلب ذلك إمكانات مادية من أجل تجسيد المشروع وتنفيذه على أرض الواقع داخل هذه المنتزهات، والذي ستستفيد منه بالخصوص وبالدرجة الأولى ساكنة المنطقة، سيما ساكنة تراب منتزه بوهاشم الذي يخص مجموعتنا.
سواء بإفران أو بني ملال، كانت هناك إشادة بعملكم. اين تكمن هذه الإشادة؟
فعلا، بعد العروض التي قدمناها سواء في إفران أو بني ملال، انبهر مضيفينا المشرفين على منتزهي إفران و”مكون” وأشادوا بمشروعنا والخطوات التي قطعها. سيما انخراط المنتخبين في المشروع وكيفية تسييره، أضف إلى ذلك ما وصلنا إليه من أمور لم تكن تخطر بالبال على مستوى طريقة المعاملة وتحضير الملفات والبرامج التي تخص منتزه “بوهاشم”. وهي طريقة زادتهم حماسا وطلبوا منا بالمقابل توقيع اتفاقية شراكة بيننا من أجل تبادل الخبرات أكثر فأكثر. وهو الهدف الأساسي من زيارتنا.
كلمة أخيرة:
أولا اشكر السيد محمد اليعقوبي، والي جهة طنجة تطوان، وكذا السيد رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس جهة طنجة تطوان، على تقديمهما الدعم لهذا المشروع، وكذا السادة عمال أقاليم الشاون، العرائش وتطوان. من خلال منحهم عناية كبيرة لمشروع منتزه “بوهاشم” و اهتمام والدفع بهذا الملف ليحقق هدفه، خاصة بتحقيق مردود للساكنة المرتبطة بتراب المنتزه، سواء على مستوى توفير الطرق، المراكز الصحية، وتنمية قدرات تحقيق الدخل.
وأجدد شكري لانخراط رؤساء الجماعات الممثلة في المجموعة وكذا المنتخبين الحاملين لملف المنتزه الطبيعي “بوهاشم” الذين يواكبون كل كبيرة وصغيرة بخصوص المشروع ويتحملون عبء التنقل إلى مدن ومناطق أخرى للاستفادة من تجارب لتوظيفها في منتزههم. كما أضيف أننا نحاول تسويق صورة هذا المنتزه عالميا. فعلى مستوى أوروبا فهناك مجهود كبير يبذل بهذا الخصوص من خلال الشراكة التي تربطنا بجهة باكا، فهي تشرف على عملية التسويق أوربيا، ونحن نبحث عن التسويق في أماكن أخرى كلما أتيحت لنا الظروف، حتى نساهم في جلب السياحة القروية التي تفيد المنطقة وتحسن وضعية ساكنتها.
***
تعليق صورة الحوار:
(بلمختار في حديث عن المشروع مع رئيس جهة تادلة أزيلال السيد صالح الحمزاوي )