لقاء سيّاحي مغربي ـ بُرتغالي “المغرب، وجهة سياحية قريبة ومكمّلة” قرب إنشاء خط بحري مباشر بين طنجة وفارو
عزيـز كنـونـي من مدينة فارو
هاجس التَعـاوُن السيّاحي جَمَـعَ مهنيين مغاربة وبرتغاليين، الاسبوع الماضي، بمدينة فارو، عاصمة منطقة الغرب السياحية، في “مؤتمر” حول “ المغرب، وجهة سياحية قريبة ومكملة“، تم تنظيمها أيام 22 و 23 و 24 يناير الجاري بمُبادرة من جامعة الغرب البرتغالية وسفارة المغرب بلشبونة وجمعية أصحاب الفنادق ومهنيي السياحة بمنطقة الغرب وبتعاون مع وزارة السياحة المغربية والمجلسين الجهويين للسياحة لجهتي طنجة ـ تطوان ودكالة عبدة، وبلديتي فارو والبفيرة والمدرسة الفندقية لمدينة فارو.
حَفْلة الافتتاح تمَيّـزت بكلمة سفيرة المغرب بالبرتغال، السيدة كريمة بنيعيش التي اعتبرت أن التعاون المغربي البرتغالي مدعو ليجعل من قطاع السياحة أولوية ومطمحا، عبر تقوية التعاون الاقتصادي وتثمين السياحة الوطنية على أساس اختيارات وأولويات تؤسس على الأصالة والتنوع والجودة والديمومة.
السفيرة أعطت بعد ذلك نُبْذة عَن السياسة الوطنية في مَجال السياحة المطبُـوعة بـرُؤيـة 2010 و 2020 والبرامج المهيكلة لهذه السياسة في الأفق القريب.
ولاحظت الدبلوماسية المغربية أنه لتحقيق التكامل الفعلي للسياحة بين جهة طنجة ـ تطوان وجهة الغرب البرتغالي، يجب التفكير جديا في إنشاء خط بحري مباشر بين الجهتين بعد أن عمل المسؤولون البرتغاليون والمغاربة على تعزيز الخطوط الجوية التي تربط البلدين، الأمر الذي يعكس متانة وحيوية العلاقات الثنائية ، المطبوعة بالإرث الحضاري المشترك بين البلدين.
من جهتهِ ، أبرزَ عُمْدة مدينة فارو عُمق الــروابط المـوجــودة بين المغرب والبرتغال مُلحـًا على ضرورة أن يعمل مهنيو السياحة من الجانبين على الاستفادة من هذا الإرث المشترك الهام لتطوير تعاونهم لخير البلدين ومشيرا إلى أن وجود وفد مغربي هام في هذا “المؤتمر” دليل على إرادة البلدين لإعطاء مدلول عملي واسع ومتنوع لتعاونهما الوثيق عبر استراتيجية جديدة في مجال السياحة، بصفة خاصة.
كما سجل التطور الهام الذي تشهده السياحة المغربية التي تحظى باهتمام كبير في إطار السياسة التنموية المغربية حيث مكنت إنجازات المغرب في هذا المجال من فرض الوجهة السياحية لهذا البلد، على المستوى العالمي.
وقبله ألقى عميد جامعة فارو، أنطونيو برانكو، كلمة افتتاحية حيى فيها المنظمين والمشاركين في هذا “المؤتمر” الذي وصفه بـ ”الهام جدا” نظرا لأنه جاء تعبيرا عن الإرادة المشتركة لمهنيي السياحة بالبلدين في خلق تقاليد جديدة لتعاون وثيق بينهم في مجال لا تخفى أهميته كما لا تخفى إسقاطاته على اقتصاد البلدين.
من جهة أخرى أشار العميد إلى أهمية اتفاقية التعاون المزمع التوقيع عليها خلال هذا اللقاء بين الجامعة، المشهود لها بجودة الدراسة السياحية التي تؤمنها، على المستوى الأوروبي، وبين المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، آملا أن يمكن هدا الاتفاق من عقد شراكات جديدة مع الجامعات المغربية.
أما رئيس جمعية الفنادق ومهنيي السياحة بجهة الغرب البرتغالية، إيليديريكو فييغاس، فقد أشاد بالتاريخ المشترك الذي يعتبر مثار فخر بالنسبة للمغاربة والبرتغاليين.وطالب بتفعيل هذا الماضي الحافل بالرمزية و واستغلال القرب الجغرافي لتقوية التعاون والشراكة المغربية البرتغالية في مجال السياحة الذي يعتبر المغرب واجهة من الوجهات الصاعدة والمتميزة في العالم.
حفل الافتتاح تميز أيضا بتوسيم القنصل الشرفي للمغرب بالبرتغال السنيور جوزي أليبغرييا، التي تسلم من يد سفيرة المغرب وساما علويا تقديرا لجهوده منذ 2001، في خدمة المغرب والتقارب المغربي البرتغالي.
وكانت أهم نقطة في برنامج حفل الافتتاح تقديم جهتي طنجة تطوان ودكالة عبدة، لمهنيي السياحة وأساتذة الجامعات ورجال الاقتصاد والإعلاميين ومسؤولي مدينتي فارو والبفيرة، حيث قام السيد عبد الغني الركالة ، مدير المركز السياحي لجهة طنجة تطوان، بالتعليق على مجموعة من الصور الضوئية التي كانت بحق لوحات فنية رائعة ، ترسم جوانب من الحياة بمختلف مدن الجهة. بعد ذلك ألقى السيد الركالة، عرضا جامعا وبليغا حول مختلف مقومات الجهة ، تاريخا وجغرافية وثقافة وعمرانا وتقاليد وعادات وإمكانات سياحية، كما تطرق لرؤية 2020 التي تعتبر المحطة المقبلة للسياحة الوطنية. ولم ينس الحديث عن المخطط الملكي لـ “طنجة الكبرى” وخاصة ميناء المتوسط بمركباته التجارية والسياحية وبرنامج إعادة تأهيل ميناء المدينة، الأمر الذي قوبل باستحسان المتتبعين وبتقديرهم، نظرا لما يتمتع به السيد عبد الغني الركالة من بلاغة في الحديث، ومعرفة واسعة باللغات، وتمكن عميق من مادة السياحة الوطنية التي كرس لها، وبنجاح باهر، سنوات من حياته المهنية، داخل المغرب وخارجه.
من جهته قدم رئيس المركز السياحي لجهة عبدة ـ دكالة عرضا عن جوانب السياحة الرياضية والشاطئية والدينية التي تتميز بها مدن الجهة السياحية ومنها مدن الجديدة وأزمور وآسفي.
وتميز اليوم الأول من “المؤتمر” كذلك، بالتوقيع على اتفاقية تعاون في مجال التكوين السياحى والبحث العلمي، من طرف الدكتور عبد الحق محتاج، مدير المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة والدكتور أنطونيو برانكو، رئيس جامعة الغرب. ومن بين أهداف هذه الاتفاقية، إضافة إلى مسألة التكوين والبحث العلمي، تبادل الأساتذة والطلبة والباحثين والتعاون التقني والعلمي عبر تنظيم نشاطات مشتركة في شتى المجالات التي تدخل في مجالات اهتمام المؤسستين.
وفي حديث خص به عمدة فارو، السنيور روجيريو باكالياو، عبر عن سعادته بتنظيم هذا “المؤتمر” الذي يترجم رغبة مهنيي السياحة بالبلدين في تطوير علاقات التعاون بينهما من أجل خلق ثروات جديدة تعود بالنفع على الجهتين المرتبطتين بتاريخ مشترك وثقافة مشتركة وطموح بلا حدود.
أما رئيس جمعية الفنادق ومهنيي السياحة بجهة الغرب، إيليديريكو فييغاس، فقد أكد أن جهتي طنجة تطوان والغرب منخرطتان في مشروع كبير وهام يهدف إلى تكثيف روابط التعاون بينهما، خاصة في مجال السياحة التي تعتبر إحدى خاصياتهما بامتياز. وأضاف أن الأهم هو العمل بهدوء وبدون تسرع أو ارتجال، ووفق أهداف محددة ومدروسة من أجل الوصول إلى الغايات المنشودة، مشيدا بالمبادرة المغربية المتعلقة بإنشاء خط بحري مباشر ومنظم، بين فارو وطنجة.
وبخصوص هذا الخط البحري، تمت، على هامش لقاء فارو السياحي المغربي البرتغالي مشاورات بين الرئيس مدير الشركة الملاحية “أنتيرشيبين” التي تؤمن رحلات منتظمة بين طنجة وطريفة والجزيرة، السيد رشيد الشريكي، الذي كان ضمن الوفد المغربي، وعمدة فارو الذي صرح أن هذه المبادرة قوبلت باستحسان عام نظرا للفوائد الجمة المنتظرة من هذا الخط الذي سوف يعطي مدلولا عمليا لفكرة التكامل بين الجهتين.
وقد قام السيد رشيد الشريكي وعمدة فارو الذي كان مرفقا بعدد من المهندسين والخبراء ، بزيارة للميناء حيث وقف الجميع على عدد من الإصلاحات الواجب القيام بها من أجل توفير الظروف الضرورية لانطلاق الخط البحري المذكور.
أما وزارة السياحة فلم يظهر لها أثر إلا خلال حفل الغذاء “المغربي” الذي احتظنته المدرسة الفندقية لمدينة فارو، حيث صعدت سيدة ـ إطار بالوزارة، حسب ما قيل، إلى المنصة لتمطر الحاضرين بــ “وابل” من “التشكرات والتهاني” في حق فرقة “اكناوة” وأيضا في حق “الشاف كويزينيي” الطباخ، وطاقمه الذين “استقدموا من المغرب” للمناسبة، وطالبت، وبإلحاح، من الحضور “التصفيق” عليهم. وهو ما تم بالفعل .
إلى جانب ذلك، حظي الوفد المغربي باستقبال حافل من طرف سلطات مدينتي فارو والبفيرة، التي أحاطتهم برعاية و عناية فــائقتين. وكان الوفد مكونا، برئاسة السيد مصطفى بوستة، رئيس المركز الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان ونائب رئيس جمعية الفنادق السيد محمد البهجة الذي أشع من حوله، كعادته، الكثير من مشاعر اللطف والسعادة والسرور و”البهجة”، والسيد عبد الغني الركالة ، مدير المركز الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان، الذي ضبط إيقاع اللقاء وأشرف على تنفيذ مختلف برامجه وفقرات بدقة وحكمة، ، والسيد عبد الحق محتاج، مدير المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، والسيد رشيد الشريكي، الرئيس المدير العام للشركة الملاحية “أنتيرشيبينغ” والسيد البشير التليكي، المدير العام لفندق شالة بطنجة، والسيد الناصر الفقيه اللنجري، ممثل غرفة تطوان للتجارة والصناعة والخدمات والسيد محمد الحمدوني، مدير وكالة أسفار تطوان.
يذكر أن المنظمين اضطروا لإلغاء برنامج الخميس 19 يناير الذي كان مخصصا للاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين لإقامة التوأمة بين طنجة وفارو، وذلك بسبب غياب ممثلين عن مدينة طنجة .
وقد أعدت بلدية فارو برنامجا حـافـلاً بالمُناسبة ، يتضمن من بين فقراته معرضا للصور التي توثق لعملية التوأمة سنة 1985، التي كانت الأولى بين التوأمات التي تربط اليوم فوق 15 مدينة مغربية وبرتغالية، كما هيأت درعا خاصا يحمل كتابات باللغة العربية، كان مقررا أن يقدم لوفد مدينة طنجة. وبرمجت أيضا زيارة لــ “ساحة طنجة” في مدينة فارو، مع احتفال بعين المكان على شرف …….. !مدينة طنجة الذي لم يحضر .
بقلم : عزيز كنوني