أيها المسؤول : هل تدري على من أطلقتَ رصاصة القتل البطيء طيلة 45 سنة ؟
جريدة طنجة – المستشار القانوني رضوان بناني
الأربعاء 11 فبراير 2015 – 10:12
وألقى وهو طفل ابن 15 سنة محاضرة بالإنجليزية عنوانها : (جلالة السلطان سيدي محمد بن يوسف : ملك ديمقراطي ) لقب على اثرها بسفير مراكش في لبنان. كان رجوع عائلته لأرض الوطن استجابة لدعوة ملكية كريمة ، وفاز بشرف السلام على جلالة الملك محمد الخامس ورضاه ، وهو دبلوماسي قاصر ، كما حظي بالسلام على جلالة الملك الحسن الثاني مرتين في يوم واحد (في يوم الجمعة 17 صفر 1382 هجرية الموافق 20 يوليوز 1962 بقصر مرشان ثم بساحة فرنسا بطنجة ).
قام بتعريب الإدارة بدءا من أبريل 1958 ، وبمغربة وتعريب القضاء منذ 1962 (قبل صدور قانون المغربة والتعريب لسنة 1965) حيث كان أصغر قاض في المغرب (22 سنة) ، وأصغر رئيس لمحكمة الجنايات الكبرى في العالم عام 1963 (ابن 23 سنة) ، عقب تخرجه بتفوق في الإجازة في الحقوق وتسجيله للرقم القياسي 20/20 في مادة القانون الدولي الخاص.
وأنه طبق فعليا مبدأ استقلال القضاء ورفض التعليمات قبل صدور دستور 2011 بحوالي 50 سنة … وقيل له يوم ذاك : جئت سابقا لأوانك بأكثر من 50 سنة … !!!
وأنه حرم من ازدواجية الجنسية الأصلية الثابتة له منذ ولادته ، وحرم من تولي منصب قضائي سامي برتبة وزير يستحقه ، منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي …
وأنه محروم من لقمة العيش داخل الوطن وخارجه … كما أنه محروم من حقوقه الارثية والتعاقدية الهامة بسبب تآمر بعض ذوي القربى النافذين …
وأنه ضحية حصار تفقيري وتجويعي وإعلامي ، وأن جميع مراسلاته الصادرة عنه والواردة ، ومكالماته الهاتفية ، تصادر ظلما وعدوانا … وأن بريده الإلكتروني وصفحة التواصل الاجتماعي بالفيس بوك مخترقتان بشكل فظيع ومروع …
وأنه وقع تشتيت شمل أسرته بكيفية ممنهجة وبتخطيط محكم من ذوي النفوذ منذ عشرات السنين…
وأنه ضحية تواطؤ مافيا داخلية وخارجية ، مارست التزوير في وثائق رسمية وشواهد طبية …
وأنه أصبح مهددا في صحته وفي تصفيته جسديا منذ أن دخل يوم 15 أكتوبر 2014 إلى المستشفى العسكري بالرباط لإجراء عملية جراحية … وفوجئ أن ملفه الطبي الذي استغرق تحضيره شهرا كاملا قد اختفى من المستشفى المذكور ساعة دخوله … بعدما تسلمته منه إحدى الطبيبات بناء على طلب منها … وتقبل المدير الواقعة بدم بارد … !!!
وأن العيب الوحيد الذي ينسبه إليه أحد كبار المسؤولين : الحرص على الإصلاح ومحاربة الفساد … وإن كان قد طمأنه قائلا له : إنك لا تشكل أي خطر على أمن الدولة …
وأن كلا من وطنه وأمته حرما من كفاءته العالية ومن نزاهته واستقامته ، ومن عطاء مواطن شريف غيور على المصلحة العامة ، نعته العدول عام 1965 في رسم عدلي بالنابغة … ساهم في تكوين عشرات الأطر المغربية في ميادين الإدارة والقضاء والمحاماة ، كما قام بدراسة ومناقشة وتعديل العشرات من مشاريع ومقترحات القوانين في لجنة العدل والتشريع وفي جلسات البرلمان.
أيّـها المَسؤول : إن كنتَ لا تدري فتلكَ مُصيبة … وإن كنت تدري فـالمصيبة أعظمُ.
على ضوء ما تقدم : هل ستتحرك ضمائر أولي الألباب لتجهر بعبارة : اللهم إن هذا لمنكر … ؟؟؟ هل ستصدر الأوامر لإجراء التحريات الدقيقة اللازمة لوضع حد لهذا الظلم المزمن ، ولتمزيق هذه الصفحة السوداء في سجل حقوق الإنسان … التي تلطخ سمعة دولة الحق والقانون ؟؟
قال تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون . ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون)
وقال جل علاه : ( و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) صدق الله العظيم.