So English please !
ليس من باب الصُدفةِ أن تنْطلق كُـلّ “مسارات” البكالوريا “الدولية” من طنجة، التي اشتهر أهلها بمعرفتهم بللغات الأجنبية بسبب موقع طنجة الجغرافي المتميز و تعامل أهل هذه المدينة “الدولية” مع العديد من شعوب العالم، منذ عدة قرون.
فكما انطلقت البكالوريا الفرنسية من ثانوية ابن بطوطة ، بحضور وزير التعليم الفرنسي، رافق الوزير بلمختار السفير الإنجليزي بالرباط ، السير كلايف ألديرتون ومدير المركز الثقافي البريطاني بالمغرب، الإثنين الماضي إلى ثانوية علال الفاسي بطنجة، ليشهدوا جميعا سير عملية تدريس اللغة الانجليزية بمسلك البكالوريا الدولية.
بالمناسبة، أطلع بلمختار السفير البريطاني، بحضور مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين عبد الوهاب بنعجيبة والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بعمالة طنجة اصيلة وعدد من رجال ونساء التعليم، على مناهج تدريس المواد العلمية باللغة الانجليزية، الرياضيات وعلوم الحياة والارض وتدريس اللغة الانجليزية بالنسبة لتلامذة الجذع المشترك العلمي على مستوى الثانوية التأهيلية، الذي يضم 30 تلميذا وتلميذة.

كما قدم التلاميذ الذين يتابعون الدراسة بهذا المسلك، الذي ينضاف الى اقسام أخرى مماثلة بكل من الدار البيضاء (29 تلميذا ) والرباط (40 تلميذا )، عروضا باللغة الانجليزية حول تاريخ مدينة طنجة ومؤهلاتها الاقتصادية والثقافية والطبيعية، ولمحة عن اهم البنيات التحتية المينائية والطرقية بها، اضافة الى عروض حول شخصيات ادبية وفنية عالمية ومغربية عاشت بمدينة طنجة (بول بويز والطاهر بنجلون).. والرحالة المغربي ابن بطوطة.
وقال بلمختار، في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن هذا المشروع التربوي المهم، الذي سيتم تعميمه بالتدريج على أكاديميات أخرى،يرمي إلى فتح افاق جديدة للتلاميذ المغاربة ، لولوج التعليم العالي بمؤهلات معرفية تلائم قدراتهم وتطلعاتهم، وكذا تشجيع الشباب عامة والتلاميذ بشكل خاص على تعلم اللغات الحية وإتقانها بما يعود بالنفع على مستقبلهم التحصيلي.
وأضاف أن هذه التجربة تهدف إلى تحسين مستوى تمكن تلاميذ الثانوي التأهيلي من اللغات ذات الانتشار العالمي الواسع ثقافيا واقتصاديا وعلميا، مبرزا ان هذه المسالك توافق مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتعزز النظام التربوي وتوفر شروط انخراط الطلبة مستقبلا في محيط اقتصادي أرحب.
وأكد بلمختار أن هذه التجربة التربوية الرائدة تمكن المنظومة التربوية المغربية من الاندماج أكثر فاكثر في محيطها الدولي،وتستجيب في الوقت ذاته لرغبات وتطلعات التلاميذ المغاربة في تعلم اللغة الإنجليزية والاطلاع على ثقافتها، كما تعزز العلاقات الانسانية بين المغاربة والشعوب الناطقة باللغة الانجليزية.
من جهته، قال السفير البريطاني لدى المملكة كلايف ألدرتون ، انه سعيد جدا بهذا الانجاز الهام، الذي يمنح التلاميذ المغاربة عامة افاقا علمية ودراسية مهمة ومتنوعة، كما يساهم في تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية بين المملكتين الصديقتين، التي يعد العنصر البشري وخاصة جيل المستقبل احد اعمدتها الاساسية، منوها بمؤهلات التلاميذ المغاربة وقابلية تعلم اللغات لديهم بشكل مثير للاهتمام، وهو ما سيساهم حتما في نجاح هذه التجربة التعليمية الرائدة.
أما مدير المجلس الثقافي البريطاني فقد شَدّدَ على أن هذه مسالك البكالوريا الدولية التي اعتمدها المغرب تعد “خيارا موفقا” ليس فقط في أبعاده التربوية لمواكبة تطلعات التلاميذ، بل هي وسيلة معرفية لتعزيز التبادل الثقافي والانساني بين المملكتين البريطانية والمغربية وتعزيز حضور اللغة الانجليزية أكثر فأكثر في المجتمع المغربي.
ويحافظ هذا المسلك على تدريس نفس البرامج المعتمدة، مع دعم تعلم اللغة الإنجليزية كخيار، بالـرّفـع من حصتها الأسبوعية وأيضا استعمالها بشكل تدريجي كلغة تدريس لبعض المواد الدراسية بالانجليزية، كالرياضيات والمعلوميات وعلوم الحياة والأرض.