جريمة كبرى ما بعدها من جريمة
على مدى التاريخ الإنساني، ظهرت مظاهر وأعمال شذ فيها أصحابها عن نهج الأنبياء والمرسلين المبعوثين من الله سبحانه وتعالى لهداية الناس، ومن أسوأ أشكال الشذوذ ما اشتهر به قوم لوط الذين كانوا يأتون الذكران ويفعلون فاحشة لم يسجل التاريخ حصولها فكانوا أول جماعة بشرية تمارس هذه الفـاحشة المـذمـومـة التـي تنفرُ منها الفِطْـرة البَشرية ، لقــد وردَ ذكر قـوم لوط و فـاحشتهم التي ابتدعوها في كتاب الله في نحو 83 آية ضمن تسع سور من القرآن الكريم.
لقد أصبحَ هذا الشذوذ الجنسي أمرا مألوفًـا يُمــارسونه بصورة علنية في أماكنهم ونواديهم كما حكى الله تعالى عنهم بقوله على لسان نبيهم: «وتأتون في ناديكم المنكر» أي أنهم كانوا لا يستخفون ولا يستترون ومنه لا يتحرجون، والدليل على ذلك محاولتهم اقتحام بيت سيدنا لوط عليه السلام عندما علموا بوجود ضيوف عنده، بقصد التحرش بالضيوف بصورة وقحة تنم عن المستوى الدنيء الذي واصلوا إليه، ناقش قوم لوط نبيهم بوضوح فاضح وجادلوه جدالا ساخنا في شأن ضيوفه (الرسل – الملائكة). لقد كان نقاشهم وجدالهم أعظم دليل على قبح سلوكهم الشائن والمعلن والذي ذكره القرآن الكريم، عندما أصبح أمرهم شائعا علنا صدق عليهم قول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلافشافيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ».
إن الذي يُعَضّدُ هَـذا الاسْتنباط قَــولهم (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) أي يتنزهون… إن آل لوط طاهرين غير ملوثين؛ وبمفهوم المخالفة كانوا (أي قوم لوط) ملوثين غير طاهرين وحاملين لمرض جنسي انتقالي خطير!!!.
إن الزواج الشرعي من النساء واتباع سنة الفطرة في العلاقات الجنسية وليس بالشذوذ والانحراف؛ ممارسة الغريزة الجنسية عن طريق الزواج الشرعي هو عين الطهر والخير والنماء والعافية للفرد والمجتمع.
يقول الله سبحانه وتعالى «فما خطبكم أيها المرسلون، قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين، لنرسل عليهم حجارة من طين …» إذن فقوم لوط من المجرمين بفعلهم الشنيع وإنهم كافرون… إنَّ الشُذوذ الجنْسي هُــو فعـلٌ إجْـرامـي يُعَــاقـب الله عليه في الـدّنيا و الآخـرة. بعض دُعــاة حقوق الإنسان والماديون وغيرهم من الملحدين يتشدقون (بأنه من حق الفرد وهو حر في تصرفه).
دعــواهـم بـاطلـة ، بــالـدّليـل التّالـي : لـو كان عملهم صحيحا فإنه سيكون مفيدا للمجتمع! ولكن إذا قمنا بنشره وعممناه على الناس لانقطع النسل الآدمي وهلكت البشرية ! لقد كان هذا النوع من الشذوذ فعلا إجراميا.
إن الغريزة الجنسية التي أنعم بها الله علينا لحفظ النسل والذرية ؛ لو استعملت في غير موضعها (كما فعل قــوم لوط) لإنقطعَ النّسلُ وتــوقفت الحيـاة ، وفي ذلك جريمة كُبْـرى ما بَعْدهــا من جريمـةٍ .