تعملها الحاجّة !….. النّصب بصيغة المؤنّث

الحاجَة اختارت أن “تَحُج” إلى عــــالم النصب والابتزاز، والربح السهل على حساب آمال وطموع العديد من البشر الراغب في الهجرة من أجل حياة أفضل، وهو عالم سبقها إليه العديد من النصابين والمتسلطين والمجرمين، من أجل الإيقاع بضحايا الهجرة السرية حيث اختارت الحاجة أن “تنشط” في مدن عدة، في محاولة للتعتيم على إمكانية تتبع الأمن لـ”نشاطها” بين الدار البيضاء وطنجة، خاصة، حيث كثر عدد ضحاياها الذين اعتقدوا في مقدرتها على تهجيرهم مقابل مبابلغ مالية تتراوح بين خمسة وعشرة ملايين سنتيم.

الحاجة حامت حولها الشبهات، وما كان لها أن تفلت من مراقبة أصحاب الحال الذين سرعان ما حرروا مذكرات تخصها، لما ثبت في حَقّهــا من ممارسات، تتعلق بتنظيم الهجرة السرّية والنّصب والاحتيال …وأمور أخرى.

و بـــالرّغم من ذلك، فقد نجَحَت الحاجة المُزدادة سنة ، 46 سنة، المقيمة مع أولادها، بعد طلاقها، بالدار البيضاء، في الإفلات من الشُرطة إلى أن توافَرت معلومات كافية لَدَى الشرطة القضائية بطنجة، التي أحكَمت طَوْقــًا حولهـــا بهَدفِ الإيقــــاع بها، وهم ما تم فعــلاً، وبنجاح، بعد محاولة هروب داخل سيارة سرعان ما تَمّت السيطرة عليها، بمنطقة مالاباطا، ليتم القبض عليهــــا والتوصل إلى معرفة شرَكَائِهــا بعدَ تحديد هُـويـــاتهم.

وحيثُ أن لا وجود لجَريمة كاملة، فقَد استطاعَ رجال أمن طنجة، المعــرُوفـــون بخِبرتهم وحِنكتهم وتَجاربهم، أن يضعوا حَــدًا لـ “نَشـــاط” الحـاجـــة ، التي كانت تختار ضَحاياها من بين الـــرّاغبين في الهجرة وتعدهم بأوراق مُزيّفــَة لمُغــادَرة المغرب عبرالمطارات المغربية أو عبر ميناءي طنجة أو سبتة، في اتّجــــاه “إلدورادو” الموعود !

ولكن المربّـــع الذهبي الموعود تحول إلى زنــــازن رهيبة، سوف “تمر” بها الحاجة وشُرَكــاؤُها، لفَتْـــرة من عمرهم ، عِقـابـــًا لهم على القيام بأعمـــال النّصب والاحتِيـــال والتـــّزْوير وتكوينهم لعِصـابـــة إجــــرامية بهدف تنظيم وتسهيل هجرة مَغــاربة بطُــرُق غيــــر مشروعة.