جمعيات خيرية وهمية.. أناس فاسدون لم تشبع بطونهم من المال الحرام
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( جمعيات خيرية )
الثلاثاء 12 يناير 2016 – 12:00:13
وقد انتشرت بالمغرب عامة و طنجة خاصة خلال السنوات الأخيرة العشرات من الجمعيات الخيرية بأسماء مختلفة وبأعمال أكثر اختلافا، والتي تعلن كل يوم أنها تعمل على جمع التبرعات المالية والعينية من المواطنين لتقديمها للفقراء و أصحاب الأمراض المستعصية خاصة أو اليتامى وغيرهم من وذوى الاحتياجات في محاولة منهم لتحسين أوضاعهم، إلا أننا اكتشفنا أن بعض الجمعيات التي تعمل في هذا المجال لا تصرف الأموال التي تقوم بجمعها كما هو معلن وإنما تصرفها في اتجاهات أخرى تخدم مصالح القائمين عليها فقط.
الأعمال الخيرية التي تعدذ لصيقة بكل مغربي منذ زمن غابر، تحولت في سنوات ليست بالبعيدة إلى عمل يقتصر بشكل كبير على جمعيات المجتمع المدني، غير أن بعض أولئك الذين يعتبرون أنفسهم ناشطين في هذا المجال، قد اتخذوا من هذا العمل وسيلة لجمع الأموال تحت غطاء شرعي بحجة العمل الخيري التطوّعي.
“جريدة طنجة” بصدد تجهيز تحقيق مفصذل سيهمّ الجمعيات الخيرية و الثقافية و الفنية و أخرى، لتقف عند بعض تجاوزات هذه الجمعيات التي اتخذت من العمل التطوعي و الخيري وجهاً آخر للكسب غير المشروع، وحتى يعلم الكثيرون أن أموالهم التي يتبرعون بها لا تصل بالضرورة إلى من يستحقونها فعلا.
واقع مرير وجمعيات خيرية لا خير فيها
ربيع 27 سنة، كانت له تجارب مع عدة جمعيات خيرية، نقل لنا الواقع الذي يلامس بدرجة كبيرة الخيال، يقول “سبق وأن تطوعت في عدة جمعيات بعد تخرجي من الجامعة، كنت أحاول أن أشغل وقتي أولا .. وثانيا لأحس أنني فعلت شيئا يرضيني ، لكن الصدمة ألمّت بي عندما اكتشفت أن الجمعيات الخيرية هذه لم تكن خيرية، بل كانت عبارة عن تجمعات لكسب المال بطرق بشعة باسم المحتاجين، الذين لا يرون من هذه التبرعات الا القليل جدا، ويتم التلاعب بالمخصصات بين الموظفين العاملين في بعض الجمعيات من المدير إلى أصغر مستخدم أو “ متطوع”، حينها قررت أن أهجر هذه الجمعيات تماماً، وعندما أكون على استعداد للمساعدة، سأتوجه مباشرة للمحتاج، بدون طرف وسيط.
ويضيف ربيع، “لا أخفيكم أنني فقدت الثقة تماما في كل عمل يطلق عليه عمل خيري لأني أيقنت حينها أن ببلادنا لا يوجد شيء اسمه خيري ومضمونه خيري وفعله خيري، وأن الجمعيات والمنظمات التي تدعي أنها تعنى بشؤون الفقير والمحتاج والمعسر والكفيف واليتيم وال وال وال … فأغلبها مع الأسف مجرد تقنين لعمليات نصب واحتيال .
ربيع و محمد و أحمد و و و و ، لهم من الحكايات مع الجمعيات الوهمية الفاسدة الكثير و الكثير و الكثير …
من المسؤول عن هؤلاء؟؟ إذا كانت الضمائر لا تزورهم و لو من وقت لآخر، لتقف بينهم و بين أفعالهم المشينة، فمن إذاً سيعمل على مراقبتهم؟
كيف تغمض لكم الجفون و المال الحرام يسري ببطونكم، مال اليتامى و المساكين…
لنا عودة للموضوع بتفصيل أدقّ .