“المجتمع والسلطة والدين في مطلع القرن XXI” بالمغرب والمشرق – طنجة في 30-31 أكتوبر و1 نوفمبر-2015
جريدة طنجة – عبد العزيز لوديي (بلاغ صحفي)
الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 – 17:29:00
وذلك من خلال الوقوف على الأوضاع الراهنة لتلك العلاقات على المستويات كافة، واستشراف آفاق تطورها في الأمد المنظور في ضوء المخاض والتحولات التي تعيشها المنطقة.
1- في زمن الأزمة المالية والاقتصادية والمجتمعية التي تجتاح العالم بأسره والتي تُشكل “بلدان الجنوب” إحدى ضحاياها الرئيسية؛
2- في الوقت، الذي تتعالى فيه بعض الأصوات المُعلِنة عن إفلاس النظام الاقتصادي-السياسي السائد عالميا، والمتزامنة مع موجة جديدة من العولمة الرأسمالية من جهة، وعن الأزمة الحادة والمُتنامية للديمقراطية التمثيلية في “بلدان الشمال” من جهة أخرى. وفي ظل بروز فاعلين سياسيين غير تقليديين جُدد في تلك البلدان، بموازاة انتعاش حركات يمينية متطرفة عنصرية ومعادية للأجنبي فيها، ومع البروز القوي لأطراف سياسية غدت تنازع في صلاحيات بل وحتى شرعية الدولة- الأمة المركزية والتي وصل البعض منها إلى حد المطالبة بالانفصال والاستقلال…؛
3- في ضوء الانتفاضات/الثورات أو “الحراك الاجتماعي”، غير المسبوق، الذي يجتاح البلدان في المغارب و المشرق – الذي أسماه البعض “الربيع العربي”- والذي هزّ أركان بعض الأنظمة السياسية بالمنطقة أولا؛ مع ما بعث من آمال في التغيير وخلف من خيبات ومع الانعكاسات والتحولات التي ما فتئت تترتب عنه في مجموع تلك المنطقة بل وفي العالم بأسره ثانيا؛
4- مع فيض وانتعاش مختلف التيارات والحركات الطائفية والأصوليات العرقية والدينية التي غدت فاعلا سياسيا وعسكريا أساسيا في منطقتنا ومع مختلف التدخلات الإمبريالية السافرة الداعية إلى إعادة رسم المعالم السياسية للمنطقة والعاملة على تفتيت الوحدة السياسية وعلى تفكيك عدة بلدان بالمنطقة؛
5- وبعيداً عن كافة الاختزالات الصحفية-الإعلامية التي تُغرق القراء والمستمعين والمشاهدين في بحر من “الأخبار” والتعليقات والتحليلات المُرَصَعة بالأفكار المُسبقة والقوالب الجامدة حول الإسلام والعرب والأصولية والتطرف الخ… مع التبجُح بالحياد والموضوعية، وهو الأمر المُفضي – نتيجة التكرار- إلى ترسيخ العديد من اليقينيات الكاذبة حول تلك القضايا ويجعل المواطن “العادي” في حيرة من أمره يستعصي معه عليه الوصول إلى الحقيقة؛

في ضوء ذلك كله، يتمثل الرهان الأساس لهذا اللقاء في الانكباب الهادئ والرصين، وبموضوعية قدر الإمكان، على مناقشة العلاقات المعقدة بين “المجتمع والسلطة والدين” في مطلع القرن XXI بالمغرب والمشرق على حد سواء، مع السعي إلى استشراف آفاقها المُمكنة والمحتملة.
في هذا الإطار تدعو “جمعية ثويزابطنجة ” المُبادِرة إلى تنظيم هذا اللقاء الأول حول الموضوع، ضمن “منتديات حوارات من دون حدود” على المناقشة الحرّة لموضوع علاقات الثالوث “المجتمع والسلطة والدين”، التي هي حقا علاقات إشكالية بالغة التعقيد والانعكاسات، فضلا عن كونها ما فتئت تشغل بال مواطنات ومواطني منطقتنا بحكم تأثيراتها القوية على معيشهم اليومي وعلى مستقبلهم.
ويبدو أن تأثير تلك العلاقات يتزايد، باستمرار، على حاضر المنطقة ومستقبلها بشكل لا يؤشر، لحد الآن على الأقل، على انخراط بلدان المنطقة في مسلسل من التنمية الديمقراطية يُفضي إلى سيادة دولة القانون أولا، ودون أن تلُوح في الأفق المنظور بشائر بدائل سياسية لمستقبل أفضل، لا سيما في ظل انعدام وجود قوى سياسية “مُتنوِرة” مُؤثرة على موازين القوى وقادرة على حسم الصراع الدائرة رحاه لصالح تقدم المنطقة وتنميتها ودمقرطتها.
من البديهي أن الأمر لا يتعلق بالتأريخ للعلاقات بين “المجتمع والسلطة والدين” بمنطقتنا بقدر ما يتعيّن الوقوف على الواقع الراهن لتلك العلاقات مع محاولة رصد بعض من تطوراتها المحتملة.
أما المحاور الرئيسية المقترحة، التي ينبغي تركيز النقاش عليها، دُونما أن تُشكل محاور حصرية ولا قسرية، فهي التالية:
1 – ما هي طبيعة العلاقات بين “المجتمع والسلطة والدين” في المنطقة منذ مطلع القرن XXI ؟ وما هي تجلياتها الأكثر بروزا؟
2- ما هي انعكاسات تلك العلاقات على مسألة الشرعية/الشرعيات ببلدان المنطقة؟
3- ما مدى تأثير تلك العلاقات على طبيعة الدولة وعلى شكلها ببلدان المنطقة؟
4- وما هي تأثيرات تلك العلاقات على التصورات الإيديولوجية والفكرية العقائدية السائدة ببلدان المنطقة؟ وما هي انعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على مسلكيات مواطني ومواطنات المنطقة؟
وإنه لمن نافلة القول أن المتدخلين يسوغ لهم تناول الموضوع المقترح للنقاش من مختلف الزوايا الفلسفية والابستمولوجية والسياسية التي يرتأون أنها مناسبة.