على من يضحك هؤلاء؟
جريدة طنجة – عزيز گنوني (.العمود الرئيسي.)
الأربعاء 21 أكتوبر 2015 – 16:57:09
ولم تخل هذه الانتخابات ، عبر محطاتها الأربع الأولى من مفاجآت غير سارة، على كل حال، بالنسبة إلينا، نحن الذين “غامرنا” بمواقفنا واعتقدنا أن شيئا ما قد حصل، أو قد يحصل، وأن ائتلاف الأغلبية وتحالف المعرضة سوف يلعبان “ليمبيو” هذه المرة بعد الدستور الجديد الذي أسس لتوجه جديد، ولمرحلة جديدة، تقطع مع الممارسات والسلوكات الماضية.
وهو ما لم يحصل، للأسف الشديد !
المصالح ومنافع “المواقع”، سرعان ما عصفت بالمراجع والمبادئ، ودفعت إلى “تحالفات” جديدة ، وخيانات جديدة، انخرطت فيها أطراف من الجانبين، الأمر الذي أوصل “البام” إلى “ابتلاع” أحزاب الأغلبية، الواحد تلو الآخر، وإلى الهيمنة على المشهد السياسي التنظيمي والتدبيري على مستوى الجماعات والأقاليم والجهات ، وصولا إلى مجلس المستشارين !…..وهو إنجاز لم يكن ليتحقق لولا تواطؤ أحزاب الأغلبية، الحركة الشعبية و تجمع الأحرار وحركة عرشان والباطرونا والأحزاب الصغيرة جدا ( ! )، إضافة إلى البام والاتحاد الدستوري……
ويذهب الملاحظون إلى القول إن انتصار البام في هذه المعارك، انتصاران: كسر عظام البيجيدي ومن معه، أو من كان معه، إذ نخشى أن يكون تحالف الأغلبية قد “ضربته جايحة”، بعد “خيانات” التجمع والحركة، وأصبح في خبر كان،….. واكتساب الشرعية الحزبية التي يُعير بفقدانها ن اعتبارا لظروف نشأته الأولى وطريقة “تسلله” إلى المشهد السياسي المغربي ، وأبطل مفعول “حزب التحكم”، الذي ألصقه به غريمه البيجيدي، منذ انتخابات 2009 والحكاية معروفة.
منطق التحالفات “المثيرة” و “الغامضة”، بل والمضحكة، خلق وضعا جديدا، بعد أن أفشل مشر وع جبهة “الاستقلال” و “الاتحاد”، التي كانت تمني النفس بالفوز بالانتخابات الأخيرة، فإذا هي “تستغيث” بأصحاب بنكيران، لتمرير مرشح “البام”، الحسيمي بنشماس، ضدا على قيوح الاستقلالي، الذي خسر الموقع لفارق صوت واحد أجمع الكل على أنه صوت “مخدوم”، وفق خطة “مخدومة” ومتفق عليها في الكواليس “المظلمة”.
وحده التقدم والاشتراكية، ظل وفيا لعهد التحالف الحكومي ليس فقط على مستوى اختيارات الأغلبية في ما يخص الانتخابات الجماعية والجهوية، بل وأيضا بالنسبة لانتخابات مجلس المستشارين، حيث أنه تراجع، في اللحظات الأخيرة ، عن تقديم مرشحه المدعم من بنكيران وأصحابه، محمد أوعمو، بعد أن ثبت لديه أن أصوات الحركة الشعبية، العشرة، الحليفة، ستذهب لمعاوية !……
ولمعاوية أيضا، ذهبت أصوات الأغلبية الحكومية ساعة التصويت على مرشح البام، لرئاسة جهة طنجة ـ الحسيمة، الحسيمي الياس العماري، الذي استطاع أن يستميل مكونات الأغلبية لجهته، خاصة حزب الأحرار، الذي عبر هو أيضا، على قنطرة “الخيانة” ليضع مفلاتيح الجهة في جيب إلياس، المظفر !!……
على من يضحك هؤلاء؟
العدالة والتنمية، الأحرار، الحركة، للدستوري، الاستقلال، اتحاد لشكر…والباقون مما لا يعدون، جميعهم “خلطوا الأوراق”، ساعة اقتسام “الكعكة”، التي تفتحت لها شهيتهم بشكل مثير، ليغامروا بالمبادئ وبالتحالفات، ويساوموا ويساوَموا للغاية ذاتها، ….المواقع، ولا شيء غير المواقع، ولسان حالهم يقول: ومن بعدي الطوفان !…..
انتخاب بنشمسي خلق، إذا، اصطفافـًا جديدا داخِلَ الأحزاب السياسية، من المتوقع أن يضبط إيقاع انتخابات مجلس النواب، السنة القادمة، التي، ربما شهدت تحالفات جديدة، داخل المشهد الحزبي الوطني، تقطع مع ما كانت توصف بالأحزاب “التقليدية” ــ التاريخية ــ، وأحزاب الإدارة، وحزب “التحكم”، ومن المتوقع، كذلك، أن تشهد سنة 2016 تغييرا عميقا في الخارطة الحزبية المغربية، حول الأصالة والمعاصرة، بعد تصويت “المبايعة” لصالح مرشحيه في الانتخابات الأخيرة، بما يؤشر على مفاجآت جديدة مثيرة، تنتظرنا في المحطة الانتخابية المقبلة. ! …
ممنُوع …!!
_____________
بقلم : عزيز كنوني
azizguennouni@hotmail.com