“إعلان طنجة” : تنويه بدور المغرب في الحفاظ على الهوية والطابع التاريخي ومتعدد الأديان للقدس الشريف
جريدة طنجة (“إعلان طنجة” )
الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 – 17:26:53
وأكد الإعلان الصادر عن الاجتماع الثاني عشر لوزراء خارجية الدول أعضاء حوار غرب المتوسط “5 + 5″، المنظم من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، على ضرورة توقف إسرائيل عن تشويه الهوية والطابع التاريخي ومتعدد الأديان للقدس.
وأعرب وزراء خارجية حوار “5+5″عن أسفهم لعدم إحراز تقدم في الجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية، داعين إلى تكثيف الجهود من قبل المجتمع الدولي لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين ووفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، ومبادئ مؤتمر مدريد للسلام، وخارطة الطريق، والاتفاقات التي توصلت إليها الأطراف ومبادرة السلام العربية.
واعتبر “إعلان طنجة” أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية بموجب التشريعات الدولية، وتشكل عقبة رئيسية أمام السلام وتهديدا للحل الممكن القائم على الدولتين.
كما أكد وزراء خارجية حوار غرب المتوسط على أهمية استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل عاجل استنادا الى المعايير المعترف بها دوليا وجدول زمني محدد.
وأشادوا، في الوقت نفسه، بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لإيجاد الحل الممكن للقضية لا سيما من طرف بلدان حوار 5 + 5، من خلال إنشاء إطار سياسي جديد على أساس اللجنة الرباعية ومجموعة الدعم الدولي، بمشاركة الشركاء العرب والأوروبيين لدعم عملية السلام.
فضاء المغرب العربي
وتعرض “إعلان طنجة” إلى فضاء المغرب العربي حيث دعا وزراء دول حوار 5 + 5 إلى إعادة الدينامية لهذا الفضاء من خلال حلول إقليمية “مدروسة وأساليب مبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة”. وشدد وا على أهمية التكامل والاندماج المغاربي لخلق فضاء اقتصادي مشترك، من أجل ضمان حرية تنقل الأشخاص والسلع والاستثمارات.
وفي هذا السياق، اعرب وزراء الخارجية عن التزام البلدان المعنية بدعم اتحاد المغرب العربي حتى يضطلع بالدور المنوط به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، معربين عن التزام بلدان غرب المتوسط أيضا بالعمل بشكل وثيق مع ومن داخل الاتحاد الأوروبي لتوفير أفضل الفرص والمسارات وخلق فضاء جوار مع هذا المكون المغاربي.
وبعدما رحب “إعلان طنجة” بالمشاورات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لمراجعة سياسة الجوار الأوروبية والتوصيات الصادرة عن الاجتماع الوزاري الذي انعقد في برشلونة يوم 13 أبريل 2015 مع شركاء الاتحاد بالضفة الجنوبية الغربية للمتوسط، أكد وزراء الخارجية استعداد دول “5+5” لتفعيل خطط وبرامج العمل المعتمدة في هذا الإطار. كما أكدوا أهمية تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول غرب جنوب البحر الأبيض المتوسط في إطار استراتيجية الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمغرب العربي، من خلال برامج التعاون الثنائية ومتعددة الأطراف والتي تعني أيضا المنظمات غير الحكومية.
ونوه وزراء خارجية “5 + 5 ” بالدور الهام والريادي للاتحاد من أجل المتوسط، ، الذي يجمع كل بلدان البحر الأبيض المتوسط، كفضاء للحوار والشراكة، والذي يهدف إلى تعزيز إمكانات التكامل الإقليمي وتآزر وتعاون الدول الأورو- متوسطية. وأشاروا في هذا الصدد، إلى أهمية مواصلة الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط لجهودها لبلورة مشاريع ملموسة ومهيكلة تعود بالفائدة والنفع على سكان المنطقة وعلى مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الأعضاء، مؤكدين دعمهم للاتحاد من أجل المتوسط للاضطلاع بدور أقوى في التشكيل المستقبلي لسياسة الجوار الأوروبية، من خلال زيادة دعم الاتحاد الأوروبي للمشاريع المعتمدة، داعين إلى تعزيز أوجه التآزر والتكامل داخل الاتحاد وبين الاتحاد وشركائه في التعاون الإقليمي.
مكافحة الإرهاب
من جهة أخرى، دعا وزراء خارجية دول حوار غرب المتوسط “5+5”، في بيانهم، إلى دعم المجهودات المبذولة لمكافحة الإرهاب واتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل تجفيف منابع تمويل الإرهاب العابر للحدود. وعبروا، بالمناسبة، عن انشغال بلدانهم بظاهرة المقاتلين الأجانب في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، داعين إلى عمل حازم ومنسق للمجموعة الدولية من أجل مواجهة هذه الآفة.
وكانت أشغال الاجتماعات التي جرت تحت الرئاسة المشتركة لوزيري الخارجية، المغربي “صلاح الدين مزوار”، والبرتغالي “روي ماشيتي”، قد ناقشت قضايا الاقتصاد والأمن والشباب في منطقة المتوسط والمشكلات الإقليمية، وكيفية حلها وتفاقم أزمة اللاجئين, فضلا عن أولويات الفترة القادمة.
وتضم مجموعة (5+5) خمس دول أوروبية هي: إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، ومالطا، بالإضافة إلى دول اتحاد المغرب العربي الخمس، وهي: ليبيا، تونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا.