طنجة تستكمل تشكيل مجــالسها المنتخبة في إطار الدستور الجديد الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية في الصدارة

وكانت الانتخابات الجماعية للرابع من شتنبر الجاري قد أعطت أغلبية مطلقة للعدالة والتنمية في مقاطعات طنجة الأربع، ما أهل هذا الحزب لتشكيل مكاتب المقاطعات دون عناء واختيار العمدة الجديد لمدينة طنجة البشير العبدلاوي، بالرغم مما شاب عملية التحضير لانتخاب المكتب والرئيس من مناورات، يشار إلى حزب معين بالقيام بها بهدف فرض أشخاص معينين من الوجوه القديمة، على العمدة الجديد. وهو ما لم يحصل.

وكما كــان مُتوقعـًا جرى صباح الاثنين 14 شتنبر بمقر الجهة بمدينة طنجة انتخــاب نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ،الياس العماري، رئيسا لمجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة.

وقد فــازَ العماري بأغلبية أصوات الأعضاء الفائزين في الانتخابات الجهوية بالجهة ، حيث نال 42 صوتــًا من أصل 63 صوتــا، مقابل 20 صوتــًا لمنافسه سعيد خيرون الرئيس السابق لبلدية القصر الكبير، عن حزب العدالة والتنمية.

وقد استطاع إلياس العماري استقطاب أصوات حزبه والأحزاب الأخرى المنافسة، في “تحالف جديد”، ” لا يقصي أحدا”، في حين ظل حزب التقدم والاشتراكية وفيا للتحالف الحاكم، بالرغم من تفسخ التحالف الحكومي المفاجئ على خلفية الصراع حول رئاسات الجهات، حيث صوت لفائدة خيرون، مرشح العدالة والتنمية، بينما صوت الباقون على العماري، في حين امتنع ممثل وحيد عن حزب الاتحاد الاشتراكي عن التصويت وهو البرلماني عن اقليم الحسيمة عبد الحق أمغار.

وفي أول كلمة لهُ بعد فوزه برئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، قال العماري إنه يتحتم على الجميع العمل بشكل جماعي دون اقصاء لاي كان، وأنه سيعمل جنبا إلى جنب، مع كل الفرقاء السياسيين ومنتخبي المنطقة، من أجل تحقيق الأهداف التنموية للجهة وخدمة مصالح المواطنين، و تنفيذ أحكام دستور 2011، والمساهمة في إرساء الجهوية المتقدمة، مشيرا إلى أن الجهة ستوفر كل الظروف لجميع أعضاء مجلس الجهة لإنجاز مهامهم على أحسن وجه وفي ظروف مناسبة خدمة لشؤون المواطنين.

وأبرز، في هذا السياق، أن مجلس الجهة سيعمل من أجل الاندماج الفعال لسكان جهة طنجة تطوان الحسيمة في مخططات التنمية، وتدبير الشأن العام المحلي والجهوي، من أجل أن يشكل سكان المنطقة قوة اقتراحية لتحقيق ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية على المستويين الجهوي والوطني.

وعلى مستوى العالم القروي،أكد إلياس العماري أن الشغل الشاغل لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة هو محاربة كل أشكال الهشاشة والإقصاء التي تعاني منها بعض المناطق النائية، وكذا تحسين مؤشرات التمدرس وتجويد الخدمات المقدمة للعالم القروي
وقد شهد الجميع ببراعة إلياس العماري في إقناع جل ممثلي الأحزاب الفائزة بمقاعد الجهة، سواء من التحالف الحاكم أو من المعارضة، بالتصويت لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة، وهو ما حصل فعلا، على أن حزبا “كبيرا” خرج “مغبونا” من “الوزيعة” بسبب شعور ممثله بنوع من التهميش، بالرغم من أنه غامر بمواقف حزبه السابقة من أحزاب المعارضة، وصوت لفائدة البام.

في أول تصريح رَسمي، بعد انتخــابه عمدة جديدا لمدينة طنجة، أكد محمد البشير العبدلاوي، أنه سيَسهر على خدمة سُكان مدينة طنجة، وفـــاء منه للثّقــة التي حظي بها حزبه في الانتخابات الأخيرة، و بــوأته هَذا المنصب.

وعَبّرَ البشير العبدلاوي، في كلمة لهُ عَقبَ جَلسة انتخــابـه عمدة لطنجة، عن اعتزازه بهذه الثقة التي بفضلها وجد نفسه في هذا المنصب، الذي سيعمل من خلاله على خدمة الشان المحلي على النحو الأمثل وفق ما يتطلع إليه سكان المدينة.

وبخصوص استِفادته من بعض أصوات أحزاب المعارضة بالمجلس الجماعي الجديد، أكد البشير العبدلاوي، أن رسالة الفرقاء السياسيين المنتمين إلى المعارضة الذين منحوا أصواتهم له في جلسة انتخابه صباح الثلاثاء، هي رسالة واضحة، وأن مجال التعاون مع الجميع سيظل مفتوحا على جميع المستويات.

وأهابَ العمدة الجديد، بفرق المُعــارَضة في المجلس، أن يتبنوا مُعــارضة بنــاءة خلال الفترة الانتدابية التي سيتولى خلالها تسيير المجلس الجماعي، على النحو الذي اعتمده فريقه خلال الفترات الانتدابية السابقة، التي اعتبر أنها كانت صعبة جدا على حزب العدالة والتنمية.
وتم انتخاب محمد البشير العبدلاوي، المنسق الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجة تطوان، رئيسا للجماعة الحضرية لطنجة، بمجموع 66 صوتا من أصل 80 مستشارا حضروا جلسة التصويت بمقر الجماعة الحضرية .

وحصل العبدلاوي على أصوات 48 مستشارا من فريق حزبه، بــالإضافة إلى أصوات مستشارين من فرق الاتحاد الدستوري ومنتخبي لائحة “الوفاء” المستقلة، إضافة إلى صوت مستشار عن حزب الأصالة والمعاصرة.

أما لائحة نواب الرئيس، التي تم التصويت عليها بـ 65 صوتا مقابل 5 أصوات ممتنعة، فقد ضمت كلا من محمد أمحجور، فاطمة بلحسن، محمد الدياز، كريمة أفيلال، عبد السلام العيدوني، عزيز الصمدي، عبد النبي مورو، فاتحة الزاير، ادريس التمسماني الريفي، ونعيمة بنعبود. وهو ما يعني أن خيار المناصفة قد تمت مراعاته بشكل جيد.