تحرير المرأة لا يمكن أن يتحقق إلا حين تفكر المرأة في تحقيق ذاتها
جريدة طنجة – لمياء السلاوي (تحرير المرأة)
الأربعاء 16 شتنبر 2015 – 11:11:50
إن المشكلة الأساسية التي تعاني منها المرأة المغربية اليوم هي الظلم والقهر الذي يقع عليها ببتر النصوص الدينية من سياقها مثل قوله تعالى: ((ليس الذكر كــالأنثى)) فهذه آية نُزعت من سيـاقهــا، واستدل بها في سياق سلبي، وذلك لتبرير التمييز بين الرجل والمرأة، بينما سياق الآية جــــاء في كلام أم مريم، وهذا الكلام يفيد الغيرية، لا التفضيل، هذا إلى جانب التقاليد التي تفضل الرجل عن المرأة.
إن الحضارة الإنسانية هي ثمرة جهد النساء والرجال معا، ومتى غبنت المرأة، ومنعت حقها في تحقيق ذاتها وتطلعاتها، والنهوض بمجتمع حداثي ديموقراطي، تكشفت عورات المجتمع، وبانت علله وأمراضه، بما يتأذى في نهاية المطاف، المجتمع كله بنسائه ورجاله.
إن حل قضايا المرأة لا يمكن أن يتحقق إلا في مجتمع تسود فيه الحرية بمفهومها الواسع، وتتحرر فيه طاقات النساء والرجال معا، فحضارتنا هي حضارة إنسانية غير منسوبة إلى امرأة أو رجل.
إن تحرير المرأة لا يمكن أن يتحقق إلا حين تفكر المرأة في تحقيق ذاتها، إلا حين تؤمن المرأة أنها تتمتع بحقوق الإنسان كاملة، حين تؤمن أنها يمكن أن تصل إلى مراكز القرار، وحين يتسنى لها تربية جيل على ثقافة احترام حقوق الإنسان، تحرير المرأة من قيود المجتمع، وتحرير الرجل من العادات البالية التي يفضلها أحيانا على مبادئ الدين الذي يرسم نموذجا للعناية بالمرأة، وتحريره من العقلية الخاطئة في جعل المرأة محل الضعف والنقص، وفي اختــزالهــا في جسد جميل، وشخصية ضعيفة وذكاء مقبر.

وللإعلام أيضا دور مهم في ترسيخ مبادئ احترام حقوق المرأة، وخاصة الحق في الحرية، فـلا زال إعْلامنــا يَبُث بـرامـج تقصي المرأة عن مَجــالات مُتعدّدة كـالخُــروج إلى العمل، والمشاركة في الحَيـــاة السياسية، فـــالمطبخ والأولاد للمرأة، والمنصب والعمل خـــارج المنزل والإبداع للرجل.
إنّ كرامةَ البنت لا تقل عن كرامة الولد، و إنّــه واجب على الـولـــد أن يخدم نفسه بمثل ما تخدم البنت نفسها، والحرية حق من حقوق الإنسان الفطرية لا منحة يعطيها الرجل للمرأة، أو تبرعا تكسبه المرأة من الرجل.
لا يسعني إلا أن أنهي هذا الكلام بجملة رائعة قالتها الكاتبة المصرية نوال السعداوي: “إن اشد ما يذعر له المجتمع الذكوري أن تثبت المرأة تفوقها في التعليم والعمل في المَجــــالات العلمية والفكرية،وسبب الذعر هو خوفهم من أن تتذوق النساء سعادة العمل الفكري ولذته(اللذة المحرمة) فينجرفن في ذلك الطريق ولا يجد الرجال من يخدمهم في البيت ويطبخ لهم ويغسل سراويل الأطفال.”



















