خطاب عيد العرش المجيد ..
جريدة طنجة – لمياء السلاوي (.قضايا خطاب العرش.)
الإثنين 03 غشت 2015 – 16:01:17
وذكرَ جـلالتهُ أنّـهُ وقفَ، خــلال الزيـــارات التي يقوم بها إلى الخـارج، وعندما يلتقي ببعض أفراد الجـــالية بــأرض الوطن، على انشغالاتهم الحقيقية، وتَطلُعــاتهم المشروعة.
وأكد جلالة الملك، أن عددا من أبناء الجـالية، عَبّـروا لجَـلالتهِ عن اسْتيـــائهم، من سوء المعاملة، ببعض القنصليات، ومن ضعف مستوى الخَدمــات، التي تُقَدّمهـــا لَهُم، سَــواء من حيث الجودة، او احترام الآجال، أو بعض العراقيل الإدارية. وفي هذا الصدد شدد جلالة الملك، من جهة على إنهاء مهام كل من يثبت في حقه التقصير، أو الاستخفاف بمصالح أفراد الجالية، أو سوء معاملتهم، ومن جهة أخرى الحرص على اختيار القناصلة الذين تتوفر فيهم شروط الكفاءة والمسؤولية، والالتزام بخدمة أبنائنا بالخارج.
كما دعا الملك محمد السادس، الحكومة، لوضع مخطط عمل مندمج، لتوفير وسائل تمويل مشاريع البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية سواء في مجال التعليم والصحة أو الماء والكهرباء والطرق القروية وغيرها ، بالجماعات التي تعاني من الخصاص وذلك بحسب المناطق والمجالات حسب الأسبقية.
ومن جهة أخرى قال الملك محمد السادس، إن الجهـويـــة يجب أن تقوم على الاجتهاد، في إيجاد الحلول الملائمة لكل منطقة، حسب خصوصياتها ومواردها، وفرص الشغل التي يمكن أن توفرها، والصعوبات التنموية التي تواجهها. و تـابـعَ أن الجهة يجب أن تشكل قطبا للتنمية المندمجة ، في إطار التوازن والتكامل بين مناطقها ، وبين مدنها وقراها، بما يساهم في الحد من الهجرة إلى المدن.
وشدّد جَلالتهُ على أن العِنـايـةِ بأوْضَــاع المـــواطنين، لا تقتصر فقط على سكان العالم القروي، والمناطق الصعبة والبعيدة وإنما تشمل أيضا، النهوض بالمناطق الهامشية، والأحْيـــاء العشوائية، بضواحي المدن، موضحا في هذا الصدد أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ركزت على التصدي لمظاهر العجز الاجتماعي بها.
و دعا الملك محمد السادس، إلى تفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بإدماج ممثلي مغاربة الخارج في المؤسسات الاستشارية، وهيآت الحكامة والديمقراطية التشاركية، و على ضرورة إصلاح جوهري لقطاع التعليم يعيد الاعتبار للمدرسة المغربية ويجعلها تقوم بدورها التربوي والتنموي المطلوب.
وشدد الملك في الخطاب السامي ، أن إصلاح التعليم، هذا القطاع المصيري، يظل عماد تحقيق التنمية، ومفتاح الانفتاح والارتقاء الاجتماعي، وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق.
وفي هذا السياق شدد الملك محمد السادس أنه، وخـلافــًا لما يدعيه البعض، أن الانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى لن يمس بالهوية الوطنية، بل العكس سيساهم في إغنائها، ” لأن الهوية المغربية، ولله الحمد، عريقة وراسخة، وتتميز بتنوع مكوناتها الممتدة من أوروبا إلى أعماق إفريقيا”.
فمُستَقْبل المغرب كله يبقى رهينا بمستوى التعليم الذي نقدمه لأبنائنا “. وأكد أن إصلاح التعليم يجب أن يهدف أولا إلى تمكين المتعلم من اكتساب المعارف والمهارات، وإتقان اللغات الوطنية والأجنبية، لاسيما في التخصصات العلمية والتقنية التي تفتح له أبواب لاندماج في المجتمع، كما أن الإصلاح المنشود لن يستقيم إلا بالتحرر من عقدة أن شهادة الباكالوريا هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للتلميذ وأسرته، وأن من لم يحصل عليها قد ضاع مستقبله.
و قــال جَلالة الملك ” إن بعض المواطنين لا يريدون التوجه للتكوين المهني لأنه في نظرهم ينقص من قيمتهم، وأنه لا يصلح إلا للمِهن الصغيرة، بل يعتبرونه ملجأ لمن لم ينجحوا في دراستهم ” مؤكدا على ضرورة التوجه إلى هؤلاء المواطنين من أجل تغيير هذه النظرة السلبية، “ونوضح لهم بأن الإنسان يمكن أن يرتقي وينجح في حياته، دون الحصول على شهادة الباكالوريا”.
وخير ما خَتم به جلالته ، هو التذكير بصيانة الأمانة الغالية التي ورثناها عن أجدادنـــا، وهي الهوية المغربية الأصيلة التي نحسد عليها ، فمن الواجب الوطني و الديني الحفاظ على الهوية ، والتمسك بالمذهب السني المالكي الذي ارتضاه المغاربة أبا عن جد و ذلك من من أجل نصرة القيم الروحية والإنسانية و التصدي للتطرف و الارهاب ، و دعا جلالته المواطن المغربي أن لا يسمح لأحد من الخارج أن يعطيهدروسا في دينه. ولا يقبل دعوة أحد لاتباع أي مذهب أو منهج، قادم من الشرق أو الغرب، أو من الشمال أو الجنوب ، وعليه أن يرفض كـل دَوافع التّفْرقــة. وأن يظـــل، كما كـانَ دائمــًا، غَيُــورًا على وحدة مذهبه ومقدساته، ثابتا على مبادئه، ومعتزا بدينه، و بـانتمـائــهِ لوَطنهِ..