الملك: طُموحنا لإسْعاد المَغاربة ليس لهُ حدود .. وما يُصيبكم يَمُسّني
جريدة طنجة – الخطاب الملكي (.وكالة المغرب العربي للأنباء .)
الخميس 30 يوليوز 2015 – 16:02:42
وقـالَ الملك محمد السادس في الخطاب السامي الذي وجّهه إلى الأمة، اليوم الخميس بمُناسَبة الذكرى 16 لاعتلاء جلالته العرش، “لضمان النجاح لهذا الورش الاجتماعي الطموح، فإننا ندعو الحكومة، لوضع مخطط عمل مندمج، يقوم على الشراكة بين مختلف القطاعات الوزارية، والمؤسسات المعنية، لتوفير وسائل تمويل المشاريع، وتحديد برمجة مضبوطة لإنجازها”.
وذكرَ الملك محمد السادس أنه تَعزيـزًا للمُبـادَرات التي سبق إطْلاقهــا، تمَّ تكليف وزير الداخلية، بصفته الوصي على الجماعات الترابية، للقيام بدراسة ميدانية شاملة، لتحديد حاجيات كل دوار، وكل منطقة، من البنيات التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، شَملت كل جهات المملكة، حيث تم تحديد أزيد من 29 ألف دوار، في 1272 جماعة، تعاني من الخصاص ثم وضع المناطق والمجالات حسب الأسبقية.
و تـابـعَ جَلالتهُ أنّـهُ تَمت دِراسة حوالي 800 20 مشروع، تستهدف أزيد من 12 مليون مواطن يقطنون بأكثر من 24 ألف دوار، وبميزانية إجمالية، تبلغ حوالي 50 مليار درهم. وقال صاحب الجلالة “ولضمان النجاح لهذا الورش الاجتماعي الطموح، فإننا ندعو الحكومة، لوضع مخطط عمل مندمج، يقوم على الشراكة بين مختلف القطاعات الــوزارية، والمـُـؤسسات المعنية، لتوفير وسائل تمويل المشاريع، وتحديد برْمَجة مَضبُـوطة لإنْجــازها”.
وأبرزَ أن هذه المَشاريــع، يُمكن إدْمـاجهــا ضمْنَ التّوجـه الجَديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وفي إطار البرامج المقبلة، للمجالس الجهـوية المَحليّة، لما أصبحت تتوفر عليه من موارد هامة، واختصاصات واسعة.
وأشارَ صاحب الجَــلالة في السِياق ذاته، إلى أن “كل ما تم إنْجـازه، على أهميته، يبقى غير كاف لبلادنا، ما دامت هناك فئة تعاني من ظروف الحياة القاسية، وتشعر بأنها مهمشة، رغم كل الجهود المبْذُولــــة”، مؤكّدًا حِرصه السَّامي على أن يستفيد جميع المواطنين، من خيْرات الوَطَن.
كَما شدَّدَ على مُواصلةِ العمل من أجــلِ بُلوغ هذه الغاية، وقال في هذا الصدد “فطُموحنا من أجل إسعاد شعبنا، ليس له حدود. فكل ما تعيشونه يهمني: ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني. وما يشغلكم ، أضعه دائما في مقدمة انشغالاتي”. ومن هذا المنطلق، يقول صاحب الجلالة “لا بد من إجراء وقفة للتوصل إلى حلول جديدة، كفيلة بجعل هذه الفئة تلحق بالركب، وتندمج في الحياة الوطنية“، مبيّنـًا أنّــهُ جعلَ من صِيـانـــة كـَرامة المواطن، الهدف من كل الإصلاحات السياسية والاجتماعية، والمبادرات التنموية. وأضاف جلالته أن “إقامة المؤسسات، على أهميتها، ليست غاية في حد ذاتها. كما أن النمو الاقتصادي، لن يكون له أي معنى، إذا لم يؤثر في تحسين ظروف عيش المواطنين” .
و شدَّدَ على أنه رغم التَطور الذي حقّقته بلادنــا، “فــإن ما يَحز في نفسي، تلك الأوضاع الصعبة ، التي يعيشها بعض المواطنين، في المناطق البعيدة والمعزولة وخاصة بقمم الأطلس والريف، والمناطق الصحراوية والجافة والواحات، وببعض القرى في السهول والسواحل”. وبعد أن ذكر جلالة الملك بحجم الخصاص المتراكم، منذ عقود، بهذه المناطق، رغم كل المبادرات والمجهودات، قال “لذا عاهدنا الله، منذ تحملنا أمانة قيادتك، شعبي العزيز أن لا ندخر أي جهد، من أجل تحسين أوضاع سكان هذه المناطق ، والتخفيف من معاناتهم”.
ومن جهَة أخرى قـال الملكُ محمد السادس إن الجهوية يجب أن تقوم على الاجتِهـــاد، في إيجاد الحلول الملائمة لكل منطقة، حسب خصوصياتها ومواردها، وفرص الشغل التي يمكن أن توفرها، والصعوبات التنموية التي تواجهها. وتابع أن الجهة يجب أن تشكل قطبا للتنمية المندمجة ، في إطار التوازن والتكامل بين مناطقها ، وبين مدنها وقراها، بما يساهم في الحد من الهجرة إلى المدن. وشدد جلالته على أن العناية بأوضاع المواطنين، لا تقتصر فقط على سكان العالم القروي، والمناطق الصعبة والبعيدة وإنما تشمل أيضا، النهوض بالمناطق الهامشية، والأحياء العشوائية، بضواحي المدن، موضحا في هذا الصدد أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ركزت على التصدي لمظاهر العجز الاجتماعي بها

















