التَّربية الحسنة تبدأ في… المنزل
جريدة طنجة – م.إمغران (.Cats – Dogs.)
الأربعاء 29 يوليوز 2015 – 10:37:11
يُـلاحظ العَديد من النّـاس أن فعلَ الخير أصبْـحَ اليــوم صَعْبــًا، وذلكَ بسَبب الآراء المُتعدّدة و”الفْهـامـــات الـــزائدة”: هذا حرام، هذا حلال، هذا وْســاخ، هذا مــــاشي معقول…وغيرذلك من “الفهامات” الصادرة، خصُوصــًا عن بعض النّساء اللواتي يتدخلن، دون حشْمـَة في شُــؤون وحَيــاة النّـــاس،ببعــض الأحيــــاء…يمنعن فعــل الخيــــر..لايُــــردن رؤيةَ شخص يقدم الطعام ـ مَثلاً ـ للقِطَط، فهذا عمل في نظَرهن يتسّببُ في تـــوسيخ أرضية الحي، ويجلب لها القذارة والعفــونــة، لذا يصرخن في وجهه، متّهمات إيّـــاه بتوسيخ الحي..!.نَعم، الخير أصبح ممْنُــوعـــًا، لذا كلما حلّت كلاب بــالحــي، رَمـاهــــا البعض بـالحجـارة، عــوض الـرّفـــق بها والإحسان إليها، كما أمر بذلك الــدّين الإسلامي الذي يحثّ على الــرفق بالحيوان، بصفة عامة، بناء على أحاديث نبوية، من قبيل ” …دخلت امرأة النار،بسبب هرة، حبستها، فلا هي أطلقتها ولا هي أطعمتها…”علما أن القطط تقضي على الفئران الصغيرة والحشرات الناقلة للأمراض، كما تطهّر البيئة.
يتحسّر الملاحظون ـ كذلك ـ على أعمال الخير و السُلوكـات الطيبة، كــونهــــا، بدأت تنقرض شيئا فشيئا، لم تعد كما كان عليها الأمرفي الماضي، حيث كان الجميعُ يدعو لك ِبحميد الدّعــوات، لمجرد أنه لاحظ التفاتةً إنسانيةً، تصدر منك اّتجاه إنسان مغلوب على أمره أو حيوان ضعيف، ينتظر من يأخذ بيده، أما اليـــوم، فقد اختلطـت الأمــــور، وانقلبت رأسا على عقب، إذ يشير الملاحظون إلى أن كل من هبّ ودبّ، وارتدى جلبـابــًا… وأطــال لحية… أو وضع نِقـابـــا، أصبح يعطي رأيه حول الحلال والحرام.. حول النظافة والقذارة…وبات يَحشر أنفه في كلّ صغيرة وكبيرة، إلا أن التربية الحقّة، تبدأ في البيت، لفائدة الإنسان والحيوان على السواء، يقوم بها أفراد أسرة.. متعلمون ومتخلّقون ومتدينون، يحترمون الآخر، حيث ينقلون هذا السلوك الحضاري إلى… الشارع والحياة العمومية .