ارتباطي الوجداني بالـمغرب التِّطواني جعلني أجَدّد عَقْدي مع الفريق
جريدة طنجة – حوار مع : مرتضى فال ( .حوار السبت. )
الثلاثاء 07 يوليوز 2015 – 12:43:20
عندما يقرر السنيغالي مرتضى فال تمديد عقده مع فريقه الـمغرب التطواني، فإن لذلك معنى واحدا أن مرتضى فال مقتنع بأن اللعب مجددا للحمامة البيضاء هو بمثابة عودة للأصل، برغم توصله بالعديد من العروض التي تسيل اللعاب من أندية مغربية وخليجية، ورأى في البقاء إلى جانب الحمامة فرصة لـمواصلة التألق والحضور في الـمحافل الكبرى.
مرتضى فال يراهن في الـموسم الجديد على نسج أفراح جديدة وعلى تأمين دفاع الفريق الذي مني مع كامل الأسف بأول هزيمة في دور الـمجموعتين في كأس عصبة أبطال إفريقيا أمام سموحة الـمصري، وقال فال في هذا الصدد بأن الفريق ضيع على نفسه فرصة العودة بالفوز.
يذكر أن هذا الحوار أجرته الزميلة “المنتخب” مع اللاعب السينغالي بعد الخسارة أمام سموحة المصري ونعيد نشر بعض أجزائه ضمن (حوار السبت):
فعلا كانت خسارة مرة، لم نكن نتوقع هذا السيناريو خاصة وأننا كنا متقدمين بهدفين في الجولة الأولى، وكان بالإمكان أن ننهيها بأكثر من هدفين لو إستغلينا الـمحاولات التي أتيحت لنا، مع كامل الأسف جاءت هذه الهزيمة بهذه الطريقة الـمحزنة، والواقع لم نواجه فريقا كبيرا يوازي حجم الأهلي، وبالـمقابل لا بد من الإعتراف بأننا إرتكبنا بعض الأخطاء في الـمباراة، أنا حزين لهذه الهزيمة حيث كنا نراهن على الفوز بعد تعادل مازيمبي والهلال السوداني. سنعمل على تفادي النتائج السلبية في الـمباريات القادمة، وما زال الـمشوار طويلا في هذه الـمسابقة وسنعمل على إستعادة النقاط الضائعة لنقوي حظوظنا.
أصبحت واحدا من ركائز الـمغرب التطواني، أود أن أعرف كيف تعيش بهذه الـمدينة؟ وكيف إندمجت في تقاليدها وعاداتها؟
تطوان ليست غريبة عني، فهي قريبة من قلبي ووجداني، كما أنني لم أحس أبدا بالغربة وأنا أعيش بين السكان التطوانيين أو إنسان غريب أو أحمل جنسية بلد آخر، أنا أعز هذا البلد الذي وجدت في ناسه الطيبوبة والـمعاملة الجيدة، لذلك أقول إن تطوان مدينة رائعة بسكانها الطيبين، وما ساعدني على ذلك هو الإهتمام الذي وجدته من مسؤولي الفريق وعلى رأسهم رئيس الفريق الحاج عبد الـمالك أبرون الذي أعتبره أبي الثاني والذي شملني بعناية كبيرة وأنا ممتن له صراحة، لذلك قررت تجديد عقدي مع الفريق لـموسم آخر بعد أن كنت قد توصلت بعدة عروض من أندية مغربية وخليجية.
لذلك قررت تجديد عقدك مع الفريق وإن كنت تلقيت العديد من العروض بصفقات خيالية؟
فعلا كانت لي مجموعة من العروض من أندية خليجية ومغربية، لكن في قرارة نفسي كنت متحمسا لأن أجدد عقدي مع فريقي الـمغرب التطواني الذي كنت وما زلت مرتبطا به وجدانيا ولا يمكنكم تصور الفرحة العارمة التي غمرتني عندما جلست مع رئيس الفريق الحاج عبد المالك أبرون الذي وجدت فيه كل الدعم والـمساندة، لذلك وجدتني أقبل العرض بلا تردد مفضلا إياه على عدة عروض أخرى كانت بصفقات خيالية وأقول لك أنني إستجبت لنداء القلب أولا.
ولكن الأمور تختلف عن هذا الطرح، بمعنى أن اللاعب يجب ان يفكر في مستقبله أولا؟
صحيح أن مشوار اللاعب يخطط له بطريقة عقلية ليحقق الإستفادة الرياضية ثم الـمادية، لكننا أحيانا نجد أنفسنا كلاعبين مدفوعين لأن نختار أندية نرتاح لـمحيطها ولجماهيرها ونؤمن أنها ستحقق لنا النجاح الرياضي الكامل برغم أن النجاح الـمادي ليس بنفس مستوى النجاح الرياضي، دعني أقول لك أن هناك جانبا مهما يجذبني باستمرار للمغرب التطواني، وهو الحب الكبير الذي يظهره الفريق للاعبين وأعضاء الـمكتب الـمسير والجماهير، لذلك وجدتني إخترت الحمامة لنحلق بها عاليا في سماء الكرة الـمغربية ثم الإفريقية، بعد تأهلنا لدور الـمجموعتين في كأس عصبة أبطال إفريقيا الذي نعتبره إنجازا تاريخيا للمغرب التطواني، فبرغم خسارتنا في أول مباراة أمام سموحة الـمصري إلا أننا قادرين على تجاوز هذه الكبوة في الـمباريات القادمة.
ما الذي جعل الـمغرب التطواني فريقا محترفا، وكيف هي العلاقة بينك وبين اللاعبين؟
الـمغرب التطواني يبقى على الدوام أكثر الفرق مثالية وتنظيما في الـمشهد الكروي الـمغربي، بالطبع تغيرت العديد من الأمور وجدت كل شيء على أحسن ما يرام، جميع اللاعبين الذين جاورتهم قبل رحيلي إلى البطولة الكويتية ما زالوا حاضرين داخل التركيبة البشرية، وهذا عامل إيجابي يوحي بأن الفريق عمل على إستقراره التقني والإداري وهو الأمر الذي سيساعده لا محالة على تحقيق مزيد من النجاحات والألقاب لكون شهيتنا ما زالت مفتوحة في الـمنافسات القادمة.
هل يمكن أن نربط تجديد عقدك مع الـمغرب التطواني بالإستحقاقات الكبيرة الوطنية والقارية التي كانت تنتظره منها عصبة الابطال، فالفريق كان محتاجا إلى لاعبين مجربين ومقاتلين من أجل ربح كل الرهانات؟
قلت أن حبي للمغرب التطواني وفضله الكبير عليّ في تكوين شخصيتي الكروية على جميع الـمستويات وارتباطي الروحي بجماهيره وبمكتبه الـمسير كانت من الأسباب الحقيقية في تجديد عقدي، إضافة إلى أنني ككل اللاعبين أريد أن أشارك في الإستحقاقات القارية والعالـمية لأنها ستغني تجربتي ورصيدي الكروي، وقد تكون مناسبة لاستشراف آفاق كروية أرحب.