من أجل إنقاذ محطة القطار القديمة بطنجة
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( محطة القطار القديمة )
الثلاثاء 21 يوليوز 2015 – 12:27:50
ومنذ ذلك التاريخ أصبحت محطة القطار بطنجة ، تشكل إحدى المحطات الرئيسية لزيارة المغفور له محمد الخامس . كما شكلت محطة استقبال الملك ، الحسن الثاني ، في أكثر من زيارة إلى طنجة . وظلت مزارا لرجال المقاومة وجيش التحرير كلما حلت ذكرى 9 أبريل لسنة 1947 …. وقد شكلت في نونبر 1976 نقطة انطلاق ممثلي مناطق الشمال المشاركين في المسيرة الخضراء التي أطلق اسمها على الساحة المقابلة للمحطة .. كما ظلت هذه المعلمة تمثل الشاهد الوحيد على مرحلة دخول القطار إلى المدينة والوصول إلى أقصى نقطة بالميناء من أجل نقل البضائع والمسافرين بكل أبهة وأناقة بعد اجتيازه شريط خليج طنجة ، وهو يلقي بصوته المنبه الذي اعتاده الناس وألفوه.. وقد أصبح كالساعة الضابطة للمواقيت .، فكان وجوده يعد جزءا لا يتجزأ من وجدان وكيان هذه المدينة ..
والمؤسف أنه أعطي الضوء الأخضر للتخلص من هذه البناية الأثرية عن طريق الهدم تحت ذريعة إعادة تهيئة الميناء الترفيهي، وذلك في الوقت الذي يرفع شعار حماية التراث والمباني التاريخية من طرف الجهة الحاضنة للمشروع ..وقد بدأت الخطة بترحيل المحطة إلى مغوغة ، وتوظيف البناية مؤقتا في احتضان مقر إحدى الدوائر الأمنية وبعض المكاتب التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية ، ومع انطلاق أشغال الميناء تم إلغاء الدائرة الأمنية لتظل المنطقة تئن تحت وطأة المشاكل الأمنية الناتجة عن غياب أجهزة القرب، كما شرع في تنفيذ عملية الهدم وتفكيك التجهيزات الداخلية للمحطة بعد وضع حواجز حول محيطها وإدخال بعض الأدوات الخاصة بالهدم .
وللتذكير فإن هذه البناية التاريخية تعد المحطة الثانية المتبقية بعد محطة أصيلة، التي تؤرخ بدورها لتلك المرحلة المهمة من تاريخ المغرب. وذلك في الوقت الذي تم التخلص على محطات أخرى داخل تراب الإقليم والتي كان لها حضور ملموس لعدة عقود. وهي محطة أثنين سيدي اليمني، ومحطة البريش، ومحطة حجر النحل ، ومحطة كوارت ..
وعليه فالرابطة تلتمس من والي طنجة ، المبادرة إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ هذه المعلمة وإدماجها ضمن مكونات المشروع المينائي ، وفق المواصفات المطلوبة مع العمل على ترميمها وتحويلها إلى متحف يؤرخ لإنشاء السكة الحديدة بالمغرب، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من بلدان العالم، ومزار دائم لزائري طنجة وساكنتها .