حي العرفان للمَرّة الألف !!!….
جريدة طنجة – عزيز گنوني
الأربعاء 01 يوليوز 2015 – 14:26:49
من جديد يعود حي العرفان بمنطقة بوخالف إلى الواجهة، بعد أحداث الأثنين والثلاثاء الماضيين، التي جاءت لتؤكد أن الطريقة التي تعالج بها هذه القضية لبست سليمة ولا حاسمة ! وأن ملف المهاجرين الأقارقة ، كما ستم التعامل معه بطنجة، يشكل قنباة موقوتة، مجهولة العواقب، لو…….. !
من جديد، نضطر لإثارة هذا الموضوع، بعد المواجهات العنيفة التي شهدها هذا الحي “المغبون” بين مواطنين مغاربة من سكتن الحي، ومهاجرين أفارقة “متسللين” الذين استعانوا بموقف السلطات المحلية الموصوف باللامبالاة، ليسلطوا نفوذهم على المنطقة وإرادتهم على السكان الذين طالما توجهوا باستنكاراتهم إلى من يجب، دون أن يلقوا الرد المناسب والرادع، بل وعودا وتدخلات “خجولة”، لم تصل حد إنصاف المواطنين المغاربة مما لحق بهم من غبن وأضرار في ذواتهم وأسرهم وممتلكاتهم، خاصة بعد أن استأسد أفارقة التسلل، كما يقول سكان حي العرفان المغاربة، هذا الحي الذي صار، ومنذ زمان، مرتعا للأفارقة المتسللين يتصرفون فيه كما يشاؤون وكما لو كان قطعة من الغابة الاستوائية !….
يسطون على شقق مغاربة العالم بعد كسر أقفالها، ينهبون الممتلكات ويحتلون بيوت الناس، جماعات، رجالا ونساء وأطفالا، يملارسون بداخلها كا أنواع الموبقات، من سكر وقمار ومخدرات وبغاء ، قبل أن ينقلوا تلك التصرفان إلى وسط الحي، في تحد سافر للسكان المغاربة ، بعد أن أيقنوا أنهم يستفيدون بنوع من “التواطؤ” الخفي، لأسباب لم تعد خافية !!….
مغاربة حي العرفان ضجوا من هذا الوضع واحتجوا في أكثر من مناسبة، والتمسوا تدخل جلالة الملك، بواسطة لافتات رفعوا في العديد من الوقفات الاحتجاجية، ونزلوا إلى الشارع منددين بانعدام الحماية الكافية لهم ولأسرهم من تعنت المهاجرين المتسللين الذين تابعوا ممارسة طقوس احتلال مسكان مغاربة العالم الذين يفاجأون بعد عودتهم إلى الحي، بوجود “غرباء” داخل شققهم، لينضموا إلى قوافل المتدمرين، المحتجين، المغلوبين على أمرهم…….في دولة الحق والقانون..والدستور !
وحيث أن للصبر حدود، مهما اتسعت “قشابة” المواطنين المغاربة، وعلت همتهم، وتمسكوا بالرزانة والرصانة والعفة والاتزان والتسامح، فإنهم، وبعد أن لاحظوا تمادي أفارقة التسلل في احتلال مساكن الناس، ظلما وعدوانا، وأمام التدفق المستمر لمهاجرين جدد، على الحي، وانخراطهم في “لعبة” العنف المادي والمعنوي ضدهم، وأمام صمت ولاية الحال وولاية الأمن، قرروا أن “يباشروا” بأنفسهم حماية مصالحهم ومصالح أسرهم. وهذا ما حذرنا منه بالذات، ومنذ شهور، وعبر كتابات متعددة، لأنه غير مسموح، في دولة الحق والقانون، لأي كان، أن “يأخذ حقه بيده” لأن ذلك يؤدي إلى “الفتنة” وإلى الفوضى وإلى انعدام الأمن والأمان. بلاد أخرى مرت بنفس الطريق واضطرت، أمام مظاهر الفوضى، أن تتخذ تدابير وقائية، تحافظ بها على النظام العام، وتصون الحقوق، وتعمل على تحقيق الهدوء والاستقرارللجميع.
أحداث الإثنين الماضي اندلعت بعد أن واجه بعض السكان المغاربة وافدين جدد على الحي، عَمدوا، كَسابقيهم من أفارقة التّسَلُل، إلى كسر أقفال بعض المساكن، إلا أن سكان الحي تصدوا لهم ومنعوهم من ذلك، ما أحدث توترا كبيرا بين سكان الحي، بعد أن انخرط الأفارقة في رشق المغاربة بالحجارة، ما دفعهم إلى استعمال العنف من جانبهم، أيضا، من أجل تحرير الملك الخصوصي لمغاربة المهجر، من الاحتلال والسرقة. وتوالت أشغال الشغب لساعات طويلة حصلت خلالها إصابات بليغة بين الجانبين بسبب التراشق بالحجارة، كما تسببت في خسائر مادية في المساكن والمحال التجارية ونوافذ المنازل والسيارات المركونة.
وقد سبق أن نبهنا إلى خطورة التغاضي عن تصرفات أفارقة التسلل، ضدا على حقوقو السكان النغاربة الذين أكدوا، أكثر من مرة، أنهم ليسوا عنصريين، وأنهم، فقط، يرفضون بعض الممارسات المشينة، لبعض المخاجرين الأفارقة، من ترويج المخدرات القوية، والتعاطي علنا مع الممنوعات كشرب الخمر علنا والقمار والدعارة، حيث إنهم يحاولون تحويل هذا الحي بأكمله إلى “ماخور”، يقول السكان، “وهذا ما لا نقبله” !…
ومعلوم أن حي العرفان شهد أحداثا مماثلة في السابق، سقط خلالها مهاجرين إفريقيين ما جعل السكان والمتسللين يعيشون دوما في حالة صراع خفي، ومواجهات تنذر في كل لحظة بالانفجار، خاصة وأن هذا الحي، أصبح “منطقة تجمع” جماهيري للمهاجرين الأفارقة، يمارسون فيه حياتهم بأنماطها الإفلرقية ، والإباحية بوجه خاص، يقول السكان المغاربة، دون أدنى احترام لتقاليد وعادات المواطنين المغاربة ، وهو ما رشح هذا الحي إلى أن يتحول إلى بؤرة مواجهات، قد تتسبب، إن لم يواجع الوضع باحزم المطلوب، إلى كوارث حقيقية ، بالرغم من محاولة السلطات الأمنية تهدئة الجو باستمرار، والسماح للأفارقة بتكوين “لجنة حوار” مع السلطات المغربية ! ……
المغرب يمارس سياسة إفريقية فريدة، رفعته إلى درجة الريادة فيما يخص التعاون بين دول الجنوب، واستحق، بذلك، تنويه العالم، خاصة رؤساء بعض الدول الافريقية والأوروبية والأمريكية، تلك التي رفضت محاكاة المغرب في سياسته الإلريقية المتسامحة، وجيشت طائرات وبوارج و فيالق عسكر لحماية شواطئها من الغزو الإفريقي والعربي، بعد أن انخرطت شعوب ليبيا والعراق وسوريا واليمن، في سوق الهجرة اللاشرعية، هروبا من الحروب والفتن !!…
وللمغرب كامل الحق في أن يقرر في هذا الشأن ما يناسب سياسته الإفريقية الناجحة والتي تحظى بإجماع المغـاربــة، إن تعلق الأمر بتصحيح وضعية المهاجرين السريين، أو تمتيعهم بالعديد من الحقوق المدنية. ولكن الذين يضعون سياسات المغرب في مختلف المجالات، يجب عليهم أن يملكوا وسائل سياساتهم وأن يوكلوا إلى المواطنين دفع تكلفة تلك السياسات وتبعاتها. وما ضر أن ينشئ المغرب فضاءات لاستقبال المهاجرين الأفارقة ةويجهزها بما يكفل لهم الرعاية الصحية والتعليم والشغل والسكن اللائق، وأن يصحح وضعياتهم بما يكفل لهم الاندماج التام في المجتمع المغربي البعيد كل البعد عن العنصرية المقيتة !
_____________
بقلم : عزيز كنوني
azizguennouni@hotmail.com