العِبـادة لا تتـوقـف إلاّ ….

فـالتّـواصل المستمر و ترابُط الأجيال، عبر مراحل حياتية، يكذب من يقول أن المحال على المعاش، والمسن عموما، “ماذا عساه أن يعطي في مرحلته العمرية الأخيرة، والجواب سأنقله: عن مجلة «الهلال» المصرية لاعتراف الأديب الكبير محمد تيمور الذي يعد من الرواد الأوائل للحركة الفكرية والأدبية في مصر والشرق.

السؤال : هل تحب نفسك الآن أكثر مما كنت تحبها أيام الشباب ؟ أجاب قائلا : لم ألق على نفسي هذا السؤال، ولا أستطيع أن ألقيه وأحس أن جوهر نفسي واحد لم «يتغير ولكنه يتطور في مظهره الخارجي تطورا يناسب المرحلة التي انتقل إليها، والنفس في الشيخوخة، غيرها في الشباب من ناحية المظهر، ولكنه يجيب السائل من قال لك أني فارقت عهد الشباب ؟ فإذا كنت تعني شباب السن والعمر، فإن تــأثيرهُ بَسيط هين، والعبرة بشباب النفس والروح، وهو شباب أساسه الحُب وما دامت النفس شابة ،فـالحُب دائم ما دامت الحَيــاة والحب الذي أعنيه هنا هو الحب في مظهره الأسمى، ولعَل أوضح ما يَتْجَلى في شخص هذا الحب الآن –حُب البنين والأسرة والحب في سبيل الخَير العام للإنْسانية».

و لتـأكيد الـواقـــع، نُشير إلى أن بعض مُتقاعدي اليوم ،بعْدَ إحـالتهم على المَعــاش و نهـاية عَملهم الإداري الرُوتيني، تتفَتّق قَريحتهم بــاستغلال فَراغهم ووقتهم الحُر المُربح اللاَمرتبط باستعمال زمَن ولا مَكان، وعملهم كما هو ـ متعارف عليه ـ عِبـــادة والعبادة لا تتوقف، إلا بتوقف الحَيـاة نهـائيـًا «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، صدق الله العظيم.