توفي مؤخرا المهاجم الأسطوري غيرد مولر “مدفعجي” الكرة الألمانية وأسطورة بايرن ميونيخ الذي أعلن الحداد على لاعب “كتب التاريخ” مع النادي كما مع المنتخب. حيث أعلن نادي بايرن ميونيخ الذي وضعه غيرد مولر في قمة الكرة الأوروبية، وفاة المهاجم الأسطوري عن 75 عاما، تاركا كرة القدم الألمانية والعالمية في حالة حداد بأفول نجم أحد أعظم لاعبي سبعينات القرن الماضي. و أعلن النادي البافاري خبر وفاة مهاجم “كتب التاريخ”، وقال رئيس بايرن هربرت هاينر في بيان إن “اليوم يوم حزين وأسود بالنسبة لنادي بايرن ميونيخ وجماهيره. غيرد مولر كان أعظم مهاجم على الإطلاق، شخصية كروية عالمية”. في موازاة ذلك، حول النادي موقعه الإلكتروني وشعاره على وسائل التواصل الاجتماعي إلى اللونين الأبيض والأسود، كعلامة حداد. وكانت زوجة النجم الدولي أوشي قد كشفت في نوفمبر الماضي أن مولر “ينتقل ببطء في نومه إلى الحياة الآخرة”، وذلك عشية عيد ميلاده الـ75.
معاناة مع مرض الزهايمر:
كان مولر الذي فاز بألقاب محلية وأوروبية لا تحصى مع بايرن ميونيخ، بينها ثلاثة متتالية في كأس الأندية الأوروبية البطلة بين 1974 و1976، يعاني من مرض ألزهايمر ويعيش في دار رعاية متخصصة. وروت زوجته حينها في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية إلى “أنه يقضي تقريبا 24 ساعة يوميا في الفراش، ونادرا ما يستيقظ للحظات. الأمر جميل عندما يفتح عينيه قليلا. يتمكن في بعض الأحيان من قول نعم أو لا بعينيه”. وكشفت “إنه هادىء ومسالم، لا أعتقد أنه يعاني. ينتقل ببطء في نومه إلى الحياة الآخرة”. وكان يملك مولر الذي توج مع بايرن بلقب الدوري الألماني أربع مرات وأحرز مع بلاده كأس أوروبا 1972، الرقم القياسي لعدد الأهداف في الدوري الألماني خلال موسم واحد (40 موسم 1971-1972)، إلى أن كسره في أيار/مايو الماضي المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
من عائلة الطبقة العاملة إلى عائلة أساطير الكرة:
ولد مولر في 3 نوفمبر 1945 في إحدى المدن الصغيرة في مقاطعة بافاريا من عائلة من الطبقة العاملة، اكتشف كرة القدم وهو في سن الحادية عشرة، وبدأ مباشرة في مركز قلب هجوم، ولم يبق طويلا حتى لاحظه كشافو بايرن ميونيخ، الذين قرروا فورا ضمه إلى فريق الأشبال وهو في سن السابعة عشرة. ولُقب بـ”در بومبير” أي “المدفعجي”. فلم يكن موهوبا ولا أنيقا، لكنه كان فعالا أمام المرمى، ويبقى من بين أفضل الهدافين في تاريخ الكرة المستديرة.
لقب “قاذف القنابل”:
اشتُهِر مولر بلقب “قاذف القنابل”، ويُشهد له صناعته التاريخ الكروي مع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني، حيث حصد الكثير من الألقاب في عالم المستديرة الساحرة وكسر العديد من الأرقام القاسية على مدى مسيرة كروية حافلة. وبطوله الذي لا يزيد عن 1.76 متراً، كان مولر بمثابة رأس حربة مثالي في مقدمة الملعب، وشكّل خطراً دائماً بعرين الخصوم، وكان قادراً على التهديف من أي مركز. وفي كل مرة كان يحصل على الكرة داخل منطقة الجزاء سواء كتمريرة سريعة أو تحصّل عليها بقدمه اليسرى أو اليمنى أو بالرأس من وضعية وقوف أو حتى وهو على الأرض، عادة ما كانت تنتهي بطرفة عين في شباك المرمى.
حقائق وأرقام مختارة:
على مستوى النادي المباريات: 607 الأهداف: 566 أهداف الدوري الألماني: 365 (لا يزال رقماً قياسياً)، أفضل هداف في الدوري الألماني 7 مرات وكأس الإنتركونتيننتالمرة واحدة، و الكأس الأوروبية ثلاث مرات و كأس أبطال الكؤوس الأوروبية مرة واحدة ولقب الدوري الألماني أربع مراة وكأس الاتحاد الألماني أربع مرات. على مستوى المنتخب خاض 62 مباراة وسجل 68 هدفا منها 14 في كاس العالم و التي فاز بواحدة و كأس الأمم الأوروبية التي أحرزها مرة واحدة كذلك. حيث ساعد مولر منتخب ألمانيا الغربية على رفع الكأس الغالية عالياً واعتلاء منصة التتويج على التراب الوطني في كأس العالم 1974، وسجل هدف الفوز في المباراة النهائية التي انتهت بالتغلب على هولندا بنتيجة 2-1 في ميونيخ.
سجّلت أهدافاً أفضل، ولكن الأهم كان ذلك الذي جعلنا أبطال العالم:
سجّل مولر إجمالي 14 هدفاً في كأس العالم، وهي حصيلة مذهلة لم يسبقه فيها سوى مواطنه ميروسلاف كلوزه (16) والبرازيلي رونالدو (15). وكلوزه هو القناص الوحيد الذي هز الشباك لصالح المنتخب الألماني (71) أكثر من مولر (68)، رغم أن كلوزه احتاج إلى 137 مباراة لبلوغ تلك الحصيلة، مقارنة بـ62 فقط بالنسبة إلى مولر.
لا يمكن مقارنة أي أحد بجيرد مولر.
لكن للأسف شاءت الأقدار أن يمضي مولر السنوات الأخيرة من حياته في دار رعاية نتيجة إصابته بمرض ألزهايمر، وقد أعلن نادي بايرن ميونيخ عن هذا التشخيص قبل عدة سنوات. وفي نوفمبر2020، تحدثت أوشي مولر عن حالة زوجها بمناسبة عيد ميلاده الخامس والسبعين: “كان مناضلاً، وشجاعاً طيلة حياته. وهو كذلك الآن. جيرد يمضي ببطء إلى العالم الآخر خلال رقاده.”