بعد الإهمال الذي عرفته مكتبة عبد الله كنون خلال السنوات الأخيرة، انصب عليها أخيرا اهتمام وزارة الثقافة، وذلك عن طريق مشروع شامل لتثمين محتويات هذه المكتبة وتحسين خدماتها لكل وافديها، إذ يروم هذا الأخير إلى وضع صيغة إلكترونية لمحتويات المكتبة في المستقبل القريب.
الاتفاقية التي تجمع ما بين المديرية الجهوية للثقافة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجمعية مؤسسة كنون للثقافة والبحث العلمي، والتي يقدر غلافها الإجمالي بحوالي 6.157 مليون درهم، تهدف بالأساس إلى تنفيذ توصيات المناظرة الجهوية حول الثقافة التي جرت بطنجة، وإلى ترميم وتأهيل المكتبة كمنارة فكرية مرجعية تضم عددا هائلا من المخطوطات النادرة ومن النفائس العلمية والفكرية والأدبية والتاريخية، مع ضمان استدامة التسيير ووضع صيغة إلكترونية لمحتويات المكتبة وضمان صيانة الفضاءات المعنية.
وفي هذا الصدد، التزمت المديرية الجهوية للثقافة بإعداد بطاقة تقنية مفصلة حول تهيئة وتجهيز مكتبة علد الله كنون، وتتبع الأشغال وفق المعايير المعتمدة من قبل وزارة الثقافة. فيما التزم مجلس الجهة باقتناء جل التجهيزات المرتبطة بالموضوع وإنجاز جميع الأشغال.
يذكر أن هذه المكتبة العريقة قد تأسست سنة 1985، وأهدى محتوياتها العلامة الراحل عبد الله كنون الى مدينة طنجة سنة 1979. وهي تضم عددا هائلا من الكتب والمصادر المطبوعة والمخطوطات والوثائق، فضلا عن عدد كبير من الصحف والمجلات والجرائد والصور الفوتوغرافية، كما تشمل أيضا كل ما أهدي للعلامة عبد الله كنون بالمجامع والمنتديات العلمية التي كان ينتسب إليها بمختلف أقطار العالم العربي والإسلامي، إضافة إلى مقتنيات جديدة قامت بها المؤسسة المشرفة على الصرح الثقافي وما وهبه الكثير من الأشخاص.
ر.بن راشد