تشهد مدينة طنجة حاليا، أوراشا ضخمة لم تعرف مثيلا لها بهذه الكثافة، حيث شملت كل فضاءاتها العتيقة، ومعالمها التاريخية الشاهدة على الأدوار الحاسمة التي أسهمت بها في بلورة الخصوصية الحضارية المغربية، ببعدها المتوسطي والكوني.
وقد تجندت في سبيل تحقيق هذا الإنجاز، كل الطاقـات والكفــاءات الهندسية والتقنية الساهرة على سير أعمال الترميم والإصلاح والبنــاء، وإعادة تعبيد وترصيف الطرقـات والدروب والأزقة، مع إعطاء الأهمية القصوى للمجال البيئي، وإعادة الحياة للمعالم الأثرية التي تؤرخ لأهم المحطات التاريخية لهذه المدينة التي تعاقبت عليها مختلف الحضارات المتوسطية،بمعاينة ميدانية، ومراقبـة فاحصــة ودقيقــة لسير الأعمال للسيد محمد مهيدية والي ولاية جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة.
وفي الوقت الذي عبَّرت فيه مختلــف الفعاليات الثقافيــة والبيئيـــة والاجتماعية، عن بهجتها وغبطتها بهذه الأوراش الضخمة، وكذا ساكنة طنجة قاطبة، يطلع علينا هذا (الصحفي) المرتزق البئيس، الذي يقتات من فضلات من يكيدون للبلاد ويتربصون بكل الإنجازات التي حققها المغرب المعاصر، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، الذي يولي لهذه المدينـة عنايتـه الشريفة القصوى، يطلع علينا هذا المتسول البئيس، بمقال تسفيهي بإحدى الجرائد الوطنيـة اليوميـة، ضاربا عرض الحائـط ما تحقـق من إنجازات مذهلة يشهد عليها القاصي والداني، وكأنه بذلك يجعل من قلمه الرخيص وسيلة للتكسُّب والارتزاق، تلبية لشرذمة خبيثة لا تتقن الاصطياد إلا في المياه العكرة، غير آبِهٍ برهانات الفعاليـات الصحفيـة والإعلامية التي تسعى إلى ترسيخ أخلاقيات المهنة، وتحمل مسؤولية شرف ممارسة هذا العمل الشريف، الذي يدنِّسه مثل هذا المتسلط على ميدان وجد فيه مجالا خصبا للتدليس وإرضاء رغبات من في قلوبهم غَيٌّ وحقد على هذا البلد السعيد الذي يسير بخطى ثابتة في اتجاه مستقبل يضمن السكينة والأمن والطمأنينة لمواطنيه.
ولا شك أنـــك على علم، بأن كل الذين يمارسون العمل الصحفي، كبيرهم وصغيرهم، على امتداد ربوع البلاد، يعرفون جيدا أنك مرتزق محتال، تخضع قلمك الرخيص لمن بإمكانه أن يدفع أكثـر، من لوبيـات فساد ومفسديـن، وانتهازيين ومحتكرين، يجـدون ضالتهم في نتانـة أنفاس لسانك السليط في أسواق السمسرة العلنية والسرية، وقد وجدت فيك تلك الشرذمة من الوصوليين لسانها المعبِّر عن خبثها، فتطاولت وأنت تجمع الفضلات والفُتات من موائد هؤلاء اللئام، على مواقع ما كان لك أن تدعي لنفسك المريضة الاقتراب منها، بل وادِّعائك المتعجرف بأنك تقتنص الأخبار والمعطيات الزائفة والمغرضة من نبعهـا، وهو ما سيجر عليك وبالا لن تحمد عقباه.
إن مدينة طنجة، تنأى بنفسها أن يُذْكر اسمها على لسانك السليط أيها الصحافي الانتهازي النفعي الذي يغمس قلمه في محبرة التسول والارتزاق، فحريٌ بك أن تمتطي صهوة البراق لتعانق بهاءها وجمالها، بدل العبور إليها من منعرجات مسقط رأسك..!!
وإن كل الأخبار الزائفة التي تلتقطها أذنك في مجالس السوء، بحاجة إلى تدقيق وتمحيص ومصداقية، بدل الإدلاء بها ونشرها إرضاء لرغبات من سيدخلون تجربة الاستحقاقات القادمة عن طريق التدليس وترويج الإشاعات المغرضة.
ولعلمك أيها الصحفي البئيس فإن ما أشرت إليه في موضوع تصميم التهيئة بعيد كل البعد عن الحقيقة التي كان عليك أن تتحرَّى في شأنها للإحاطة بالأشواط التي قطعتها، بدل الرعشــة التي تصيبـك وتتلـف توازنك عندما لاتفكر إلا في الأجر المدفوع لك مقابل عملك الدنيء.
ولعلمك أيضا، ـ وإن كنت تخوض فيما ليس لك به علم ـ فإن تصميم التهيئة تم إنجازه في مرحلة سابقة من طرف الوكالة الحضرية ومديرية السكنى والتعمير والجماعة الحضرية وولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، وبعد استنفاذ الآجال المحددة فقد تم تمديده لمدة ثلاثة أشهر حيث لم تعمل السلطات على استكمال المسطرة لأجل نشره في الجريدة الرسمية نظرا للظروف الصحية التي تمر منها البلاد مع جائحة كورونا، وإعلان بعض المستثمرين والأطراف المعنية بالأضرار التي قد تلحقهم في حال المصادقة عليه.
لقد آن أوان انسحاب أمثالك إلى حال سبيلهم، لأن مهنة الصحافة لا تليق بك، وأنت تُسَخِّر قلمك المأجور لتلبية رغبات من يتربصون بالبلاد، وينشرون الأكاذيب المثبطة لكل مشروع تنموي بديل.
ع. بخات