يحتل الإبداع مساحات كبيرة في حياة المجتمعات عبر الأنشطة الفنية التي تعتبر مسلكا لمواجهة «مجتمع المشاهدة» وغزو الصورة للرفع من جودة حياة الشباب، فالسينما عنصر أساسي في تربية الشباب على التجديد والتغيير والاختلاف والمهارات الإبداعية وسينما الشباب شكل من أشكال تشجيع الإبداع وجعله ممكنا في حياة الشباب يتفاعل باستمرار مع طموحاتهم وتمثلاتهم للواقع والمستقبل، فاسحا آفاقا واسعة وإمكانيات للتجديد والابتكار.
وتأتي فترة الحجر الصحي الذي رافقها إغلاق لدور الثقافة ودور الشباب ومراكز الشباب كخطوة احترازية لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد،إلا أن هذا الإغلاق واكبه قتل للإبداعات بجميع أشكالها وعلى رأسها الإبداعات السينمائية الشبابية، وحسب المخرج السينمائي الشاب عبد الباري أمعاشو إن فترة الحجر الصحي تعتبر أصعب مرحلة في مسيرة الفنانين باختلاف تلاوينهم وخصوصا المبدعين الشباب في السينما، باعتبار السينما ضرورية في تربية الشباب وليس ترفا،ويجب على وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة فتح دور الشباب والمراكز الثقافية في أقرب الآجال لأن هذا الإغلاق التام قتل الحياة الثقافية في وطننا، لأن السينما وخصوصا سينما الشباب لطالما استهوت العديد من الشرائح الاجتماعية على اختلاف مشاربهم وتباين انتماءاتهم على حد قوله، وتابع «أمعاشو» أن الفئات الشبابية بطنجة قالت كلمتها في السينما، حيث تدرجت بين كتابة السيناريوهات واختيار مواضيع الاشتغال إلى تقنيات التصوير واكتشاف المواهب، وهو تعبير عن قدرة الشباب على الإبداع وإدخال المتفرج في لحظة معايشة وتفاعل مع قضايا تهمه أو تلفت اهتماماته وتطلعاته.
وختم «أمعاشو» : إن للشباب في السينما انتظارات كبرى وهو تمرين مفتوح النقاش في ثنايا ساحاته، وذلك لاكتساب الشباب الذوق الجمالي الذي فقده في فترة الحجر الصحي التي دخلت سنتها الثانية، وأن على الجهات المختصة والمسؤولة على قطاع السينما من وزارة وصية و المركز السينمائي المغربي دعم الحركة الشبابية السينمائية في ربوع الوطن كخطوة رصينة لحماية المعرفة الإبداعية لدى الشباب،ودعم أيضا الإبداعات السينمائية الشبابية لإعادة مكانة السينما وثقافتها داخل فضاءات الشباب لترسيخ حضورها في حياتهم وانشغالاتهم باستمرار باعتبارنا نعيش في محيط متحول ومتجدد.