قال عادل الحسناوي، لاعب المغرب التطواني لكرة القدم، إن “سيناريو” مباراة “الماص” في ربع نهائي كأس العرش سيبقى الأبرز طيلة مشواره الكروي. وأضاف الحسناوي، في حوار مع يومية “الصباح”، أن الثقة الزائدة للاعبي المغرب الفاسي ساعدت فريقه بشكل كبير على حسم الضربات الترجيحية، مؤكدا أن الأجواء بالملعب الكبير بطنجة افتقدت إلى الجمهور بالمدرجات. وأكد الحسناوي أن غياب الضغط جعله أكثر تركيزا في التصدي لضربتين ترجيحيتين، متمنيا إنهاء مساره مع المغرب التطواني متوجا بكأس العرش. فيما يلي نص الحوار:
كيف عشت لحظات الضربات الترجيحية؟
سيبقى “سيناريو” مباراة المغرب الفاسي وتحقيق التأهل لنصف نهائي كأس العرش، بعد اللجوء إلى الضربات الترجيحية، الأبرز في مسيرتي الكروية، عشت لحظات تنفيذها دون ضغوطات، بما أنني لاعب ولست حارس مرمى، الأمر الذي ساعدني على التركيز أكثر، وبالتالي التصدي لضربتين ترجيحيتين، وبمساعدة باقي زملائي، الذين نجحوا في تسجيل خمس من أصل ست. ولا أخفيك سرا أن فرحتنا بالتأهل افتقدت إلى الجمهور بالمدرجات، وأتمنى عودته سريعا.
هل أنت من اخترت تعويض الحارس الفيلالي؟
أنا من طلبت من زملائي تعويض الحارس يحيى الفيلالي، بعد تلقيه البطاقة الحمراء في اللحظات الأخيرة، لم تكن لدي أي تجربة سابقة خلال بداية مسيرتي حارسا للمرمى. أردت فقط تحمل المسؤولية، وبذل كل ما في وسعي، من أجل مساعدة زملائي للتأهل لنصف النهائي.
هل ساعدتك الثقة الزائدة للاعبي “الماص” على التصدي لضربتين ترجيحيتين؟
صحيح، لأن الأمر يختلف بين حارس مرمى مختص ولاعب خط الوسط، وربما الأسباب نفسها، التي جعلت لاعبي المغرب الفاسي ينفذون الضربات الترجيحية بثقة زائدة، لعلمهم مسبقا أن من يقف أمامهم لاعبا وليس حارسا. كما أن التوفيق والحظ وقفا إلى جانبنا في هذه المباراة، بعدما نجحنا في تسجيل خمس ضربات ترجيحية في مرمى حارس مختص في التصدي لها.
وماذا عن نصف النهائي أمام الوداد الرياضي؟
أعتقد أن الوداد الرياضي أظهر مردودا جيدا في جميع المباريات، سواء في البطولة، التي يتصدرها حاليا، أو عصبة الأبطال الإفريقية، كما لديه تجربة في مسابقة الكأس. ستكون مهمتنا أمام الوداد الرياضي صعبة، إلا أننا واثقون بإمكانياتنا وقدرتنا على بلوغ المباراة النهائية، التي تبقى حلما بالنسبة إلينا. لن نذخر جهدا في تحقيق مبتغانا، المتمثل في التتويج باللقب، خصوصا بعد وصولنا إلى المربع الذهبي، وأتمنى أن أنهي مسيرتي بالفريق التطواني، متوجا بلقب الكأس، وبالتالي إهداؤه إلى الجماهير التطوانية الغيورة.
إلى متى يمتد عقدك مع المغرب التطواني؟
يمتد إلى نهاية الموسم الحالي، بعدما جددت عقدي لموسم إضافي العام الماضي. أتمنى أن أوفق في تحقيق اللقب، الذي سيكون أفضل هدية للجمهور، قبل مغادرة النادي.
هل النتائج المتذبذبة في البطولة جعلتكم أكثر تركيزا على الكأس الفضية؟
لم يكن أداؤنا جيدا طيلة مرحلة الذهاب من منافسات البطولة، ولم يكن في مستوى تطلعات كافة مكونات النادي، إذ لم نفز سوى في ثلاث مباريات مقابل ثمانية تعادلات وأربع هزائم، ما جعلنا نجمع 17 نقط فقط، في انتظار أن تتحسن نتائجنا في الإياب. سنخوض المباريات المقبلة برغبة أقوى في الارتقاء في سبورة الترتيب، من أجل ضمان البقاء بالقسم الأول، وبالتالي تفادي حسابات النزول. أما مسابقة كأس العرش، فإننا سنخوض نصف النهائي أمام الوداد الرياضي، أملا في الوصول إلى المباراة النهائية، لهذا فطموحنا كبير للتتويج باللقب رغم صعوبة المهمة.
هل أثر غياب الملعب بتطوان على أداء الفريق؟
بكل تأكيد، لأننا نضطر إلى التنقل باستمرار بين الرباط وطنجة وفاس لاستقبال ضيوفنا في منافسات البطولة، في ظل اغلاق ملعب سانية الرمل بتطوان، من أجل الإصلاحات، ما أثر على ادائنا خلال مرحلة الذهاب، خلافا لما كان عليه الحال، عندما نستقبل بتطوان. على كل نسعى جاهدا لتخطي هذا الإكراه بالعزيمة والإرادة القويتين، وبالتالي الوصول الفريق إلى بر الأمان، إلى حين العودة إلى ملعبنا.
هل تتوق إلى العودة مجددا للمنتخب المحلي؟
طبعا، أي لاعب بالبطولة تحدوه رغبة قوية في الدفاع عن القميص الوطني في الاستحقاقات القارية والدولية، إلا أن ذلك رهين بمستواه ومدى تقديمه الإضافة المطلوبة للمنتخب. والأكيد أن باب المنتخب الوطني يظل مفتوحا أمام جميع اللاعبين، طالما هناك إدارة تقنية قريبة جدا منهم، وتتابع كل لاعب على حدة للوقوف على أدائه ومستواه. ما أتمناه هو الحفاظ على عطائي الجيد لنيل ثقة المدرب الحسين عموتة. وسأبذل قصارى جهدي حتى أحقق أمنيتي بالعودة مجددا إلى المنتخب.
هل تقنية “الفار” أنصفت الفرق؟
بكل تأكيد، خصوصا أن “الفار” كان حاسما في التصدي للأخطاء المؤثرة، إذ قلت بشكل ملحوظ، مقارنة مع السابق، وذلك راجع لهذه التقنية الجديدة، التي أنصفت الفرق المتضررة في العديد من المباريات. لكن تبقى الأخطاء التحكيمية واردة في كرة القدم، رغم وجود تقنية الحكم المساعد، كما أن الأمر لا يقتصر على البطولة المحلية فحسب، بل شملت كذلك العديد من الدوريات الأوربية. إن الأخطاء جزء لا يتجزأ من لعبة كرة القدم، لأن الحكم في نهاية المطاف بشر يصيب كما يخطئ.
هل تأثر “الماط”بغياب الجمهور؟
أعتقد أن جميع الفرق الوطنية تأثرت بغياب ودعم ومساندة جماهيرها خلال المباريات، بسبب جائحة كورونا، التي ضربت العالم بأسره، لكن كل فريق تبقى نسبة تأثره مرهونة بحجم وقوة جمهوره، الذي يسانده سواء بملعبه، أو خارجه، وجمهور المغرب التطواني كما يعلم الجميع يمنح دائما الفريق واللاعبين قيمة إضافية كبيرة، خلال وجوده بمدرجات ملعب سانية الرمل بتطوان، أو خلال تنقلاتنا.
هل أصبح ضروريا التعاقد مع مرافق ذهني؟
إن وجوده أصبح ضروريا ولا مناص منه بالطاقم التقني، لأنه السبيل الوحيد لتجنب الضغوطات، التي غالبا ما يتعرض لها اللاعبون قبل أي مباراة مصيرية. ومما لا شك فيه أن المختص في الإعداد الذهني مؤهل لمنح اللاعب الثقة في النفس والرغبة في تحقيق المزيد من الانتصارات، وهو ما عايناه لدى مجموعة من الأندية الوطنية، التي استنجدت بمختصين ذهنيين في الفترة الأخيرة. وجاءت النتائج إيجابية جدا.