التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية بطنجة، تباشر، منذ شهور، نوعا غير مقبول من الإهانة في حق المؤتمنين، الذين يسعون إليها لوضع ملفاتهم الطبية بغاية استرجاع جزء من مصاريفهم، مقابل اشتراكاتهم لعشرات السنين في صندوق التعاضدية، وهو أمر لا يخلو من معاناة ، كما هو الشأن في تعامل المواطنين مع جل الإدارات العمومية !….
ولكن كل تلك المعاناة “المادية” تهون أمام المهانة الأخلاقية المخزية والمستفزة، التي أصبحوا يواجهون بها كلما اضطروا للتوجه إلى مكتب التعاضية الواقع في الطابق الثاني من العمارة رقم 7 بشارع خالد بن الوليد حيث يواجهون بمعاملة يعتبرونها مسيئة لكرامة المواطنة.
ذلك أنه، وخلافا لما كان العمل جاريا به في السابق، حيث كان المؤتمن يستقبل داخل المكتب من طرف عون يتفحص وثائق ملفه ويرشده إلى ما يجب تصحيحه، قبل أن يأذن له بولوج مكتب التسجيل، حيث تسجل كل وثائقة ويتسلم توصيلا برقم وتاريخ الإيداع، تفتقت عبقرية أصحاب التعاضدة المؤتمنين على أموال المنخرطين، عن طريقة “تقشفية” مثيرة للسخرية، بما تحمله من الإساءة، والاحتقار والمهانة !كما يقولون.
ماذا حصل؟
التعاضدية أغلقت الباب الحديدية لمكتب طنجة، وهي باب ب“فتحات” صغيرة تمكن من رؤية ما بالداخل.، وما بالداخل منكرٌ وأي منكر !
مكتب فاغر من الأعوان والموظفين، شبه مهجور ، حيث تبدو بداخله علامات الإهمال،. صندوق كارطوني موضوع على كرسي خلف الباب وعلق كارطون آخر على سارية بالداخل، كتب عليه ما معناه أن المؤتمنين عليهم أن يرموا بملفاتهم داخل الصندوق الكارطوني وينصرفوا لحال سبيلهم حتى يتم التواصل معهم عن طريق الهاتف الذي عليهم أن يضعوا رقمه على ملفاتهم !!!.
هل هذا هو أسلوب التعامل مع المواطنين في بلد “فرعوا دماغ أهله ” بأنه بلد الاستثناء” إلا أن يكون استثناء “سلبيا“…… !
باب حديدية مغلقة، بـ “زواقة” تحمل فتحات ضيقة،… ومكتب فارغ “حتى من رحمة الله“، وصندوق كارطوني على كرسي موضوع خلف الباب، وتعليمات بـ “رمي” ملفات التأمين في الصندوق الكارطوني ، وانتظار الاتصال !
وبباب العمارة مواطنون من الجنسين، غاضبون، يلعنون الظروف التي ساقتهم إلى التعاونية وكل يشتكي من هذا الوضع المشين، فلا موظفون يمكن التعامل معهم، ولا مكتب استخبار يمكن استفساره في المشاكل الطارئة، فقط،، صندوق كارطوني وقد غصّ بالأظرفة البريدية ، ومواطنون يتسلقون سلم الطابقين، ثم ينزلزن وهم يوزعون غضبهم ولعناتهم على التعاضدية، وعلى الإدارة المغربية ككل، لعنات تمس في الصميم ثقة المواطنين في بلدهم وإدارتهم والمسؤولين كافة.
عزيز كنوني