شهدت مدينة وجدة المجاهدة، نهاية الشهر الماضي، حدثا إعلاميا – مغاربيا بارزا.،لما ترمز إليه جهة الشرق من نضال طويل بهدف تحقيق أمل شعوب المغرب الكبير، في الوحدة والاندماج.
الحدثُ صنعته الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بمناسبة إنشاء فرع الفدرالية بهذه الجهة، إلا أنه فرعٌ بمسؤوليات وطنية مغربية ومغاربية بامتياز، نظرا لأن عمله يعتبر امتدادا لنضال الإعلام المغربي من أجل تحقيق الوحدة المغاربية الكبرى، وفاء لجهاد الآباء والأجداد، الذين ناضلوا، جنبا إلى جنب، في خندق واحد، ضد الاستعمار، ومن أجل محو الحدود الاستعمارية، والعودة بشعوب المنطقة إلى الأصل، إلى كيان موحد وشعوب موحدة، وآمال متوارثة، لتحقيق الوحدة المغاربية الكبرى.
ولا غرو، فلقد كانت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف من بين رواد الإعلام المغاربي، وساهمت في وضع ميثاق أخلاقيات المهنة الذي تم تحريره والمصادقة عليه بمدينة الحمامات بتونس، مند تسع سنوات، وكانت الفيدرالية أيضا من بين الداعين إلى تأسيس فيدرالية مغاربية لناشري الصحف، كأداة عمل من أجل بناء الوحدة المغاربية وتحقيق حلم الأجيال السابقة، في مغرب كبير موحد ومندمج.
تأسيس المكتب الجهوي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف بوجدة، الذي أشرف عليه وفد هام من المكتب التنفيدي برئاسة الأستاد نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية، وُضع تحت شعار “المغرب الكبير“، وتميز بتنظيم ندوة وطنية بعنوان : ” صحافة المغرب الكبير في لاندماج المغاربي” بمشاركة الأساتدة، خليل الهاشمي الإدريسي، مدير وكالة المغرب العربي للأتنباء والصديق معنينو، صحافي وكاتب، وعبد الحميد اجماهري، مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي.
وقد أجمع المحاضرون على أن وسائل الإعلام يجب أن تكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة، وأن تعمل على بلورة المشروع التاريخي للمغرب الكبير، في إطار روح التكامل وليس بميزان القوى. وبالتالي فإن على وسائل الإعلام المغاربية أن تكون أداة تقارب وليس أداة مواجهة و انقسام.
وقد تشكل مكتب جهة الشرق من خمسة عشرعضوا، يمثلون مختلف المقاولات الصحافية بأقاليم ومدن الجهة، خاصة بوجدة، وبركان، وجرسيف، وزايو، والناظور، وفكيك، وانتخب لرئاسة هذا المكتب، الإخوة الزملاء والزميلات: محمد الهرد، رئيسا، وأنس الزيزي وعبد الصمد بالعزيز، نائبي الرئيس، والمصطفى الراجي، كاتبا عاما، ومنية الحداوي، نايبته، وعبد العلي صابرين، أمين المال، وأحمد العرايس، نائبه، وحفيظة بودرة مكلفة بالعلاقات العامة، وعبد المجيد أمياي، ناطقا باسم الفرع.
وقد ثمنت الفيدرالية جهود صحافيي الجهة، وروح المسؤولية التي طبعت أشغالهم، معتبرة أن أن تأسيس فرع الفيدرالية في جهة الشرق وهو الرابع للآن، بعد فروع العيون، والداخلة، وكلميم، يعدّ مكسبا هاما لصحافة جهة الشرق، كما أنه يندرج في إطار الحركية التنظيمية الجديدة للفدرالية التي تتخذ من التأطیر الجھوي مرتكزا أساسيا لعملها من أجل النهوض بأوضاع المقاولات الصحافیة وطنيا وجهويا.
وشكل تأسيس الفرع الجهوي مناسبة لصحافيات وصحافي الجهة، لتقييم وضع الصحافة الجهوية بمختلف أقاليم ومدن الجهة والمشاكل التي تواجهها في غياب شراكات تراعي خصوصيات المنطقة، وشبه انعدام الموارد الإعلانية، وضعف التواصل على مستوى المؤسسات، وهي أمور لا توفر الشروط الدنيا لصحافة جهوية “قابلة للحياة” والتطور.
كما شكل مناسبة للمطالبة بإجراءات مستعجلة، تستجيب لمتطلعات مهنيي الإعلام الجهوي خاصة في جهة الشرق التي يعطيها موقعها الجغرافي بعدا وطنيا برمزية قوية.
نداء وجدة
تأسيس فرع جهة الشرق للفيدرالية، لم يكن ليمرّ دون تسجيل مواقف وطنية مرتبطة بحساسية موقع الجهة في النضال المغاربي وأهمية الدور الذي اضطلعت به الجهة في دعم كفاح الشعب الجزائري ، عدة وعتادا طيلة سنوات حرب التحرير، ولهذا أصدرت الفيدرالية في ختام ندوتها حول دورالإعلام في بناء المغرب الكبير، “نداء وجدة” من أجل انخراط ناشري الصحف والصحافيين والنخب المستنيرة، في الدول المغاربية، في العمل الهادف إلى تحقيق التقارب بين الشعوب المغاربية والكف عن كل ما من شأنه أن يمس بالأخوية المغاربية. ويسئ إلى نضال شعوب المنطقة من أجل الاستقلال والوحدة.
كما توجهوا بالنداء للعاملين في قطاعات الإعلام المختلفة ببلدان المنطقة المغاربية، من أجل الانخراط في العمل الوحدوي من أجل تحقيق التكامل والكرامة والحرية وربط العمل الإعلامي بالدفاع عن “المستقبل الإندماجي” للمنطقة. “بدل أن نبقى رهائن لاجترار ضغائن الماضي“.
وأبرز الموقعون على “نداء وجدة” روابط الأخوة المتجدرة في قلوب ووجدان شعوب المغرب الكبير، إيمانا منها بوحدة المستقبل والمصير، وأن ا“المصالح الحقيقية للدول المغاربية هي المصالح المشتركة، وفي التكامل الضروري لتحقيق التنمية والديمقراطية والكرامة والحرية” معتبرين أن النضال من أجل وحدة المغرب الكبير، “يشكل جزءا لا يتجزأ من القيم المهنية الفضلى” التي تطبع عمل نساء ورجال الإعلام بالمغرب، “وان تحقيق طموح الوحدة، يدفع في اتجاه الترافع من أجله وتجنب كل ما يعاكسه ، من أخبار زائفة أو مواجهات عقيمة أو تشنجات وتجاذبات تتناقض مع مسؤوليتنا الاجتماعية ودورنا كمساهمين في ترجمة طموحات مجتمعاتنا المشروعة“.
وأضاف النداء أن “حال المغرب الكبير ليس بحاجة إلى من يزيد في تأجيج وضع التشرذم ولكنه بحاجة لأقلام وحدوية مسؤولة، وكلمات تترجم، بصدق، طموحات الشعوب المغاربية في التكامل الضروري للتنمية والحرية والديمقراطية.
ودعا نداء وجدة” في الختام إلى تفعيل “ميثاق أخلاقيات المهنة المغاربي” الموقع عليه سنة 2012 بتونس، والعمل على إخراج “الفيدرالية المغاربية لناشري الصحف لتكون رافعة من رافعات البناء الوحدوي ” ولتكون الصحافة الحرة والمسؤولة في ساحة البناء من أجل الاتحاد المغاربي المنشود“.
ومباشرة بعد اختتام ندوة المغرب الكبير والإعلان عن “نداء وجدة” نظمت على شرف وفد الفيدرالية وصحافيي جهة الشرق وشخصيات بارزة من أهالي الجهة، زيارة رمزية لخط الحدود بين المغرب والجزائر ، حيث تم الإعلان عن “نداء وجدة” وتلاوته وتوزيعه، كوثيقة إعلامية مغاربية، ودعوة صادقة من المغرب، إلى الأشقاء في البلدان المغاربية من أجل العمل على تحقيق أمل الرواد في مغرب كبير بلا قيود ولا حدود، مغرب كبير لكل المغربيين من حدود مصر إلى واد السينغال (أو واد صنهاجة كما كان يسمى قديما) على الحدود الجنوبية لمويتانيا.
عبد الحق بخات