منذ سنة 2016، والبلدية “تجرجر” مشروع تهيئة حضرية قال أمحجور إنه ضروري للاستجابة لمتطلبات تنمية هذه المدينة. عرض المشروع ثلاث مرات على المواطنين وعلقت خرائطه على جذران حجرة ضيقة بمدخل قصر البلدية، قبل إخضاعه لإصلاحات وتوسعات مليونية، وخرج معظم الباحثين عن مصائر عقاراتهم من تلك الحجرة، كما دخلوها “فارغين.”!
ومع ذلك، قدموا فوق ثلاثة آلاف اعتراض على النسخة الأخيرة، بعد أن جاوزت تلك الاعتراضات رقم 5000 في النسختين السابقتين، إلا أن المواطنين الذين نظموا احتجاجات بباب القصر البلدي، العامر بالمشاكل طبعا، ليطمئنوا إلى سلامة المساطر، وإلى إمكانية حصولهم على تعويضات مناسبة وفق التعليمات الملكية الصريحة والملزمة، في هذا الشأن.
الضحايا من تعثر “‘المسطرات” كانوا هم صغار الملاكين، بطبيعة الحال، الذين “دخلت البلانات” في عقاراتهم، لتظل حبيسة ملفات البلدية، والوكالة العقارية ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، والإسكان، وسياسة المدينة، ثم لتنقطع عنهم أخبار “المسطرات” الإدارية، بعد أن كانوا قد توصلوا “بتطمينات” أن انفراج هذا “البلوكاج” لن يتعدى فبراير الماضي.
وهاهي أخبار “مقلقة” تتناقلها الصحافة الوطنيبة، مفادها أن المشروع دخل حالة “السبات الإداري” المعروف، إلى حين الاختفاء ” القصري” للنوايا “الشريرة”، لبعض من يمكنهم استغلال هذا المشروع لفائدة “مشروهم الانتخابي “المهزوز”.
وها قد انتهت، عند متم دجنبر الماضي، كما كان “مقررا”، آجال نهاية دراسة تعرضات المواطنين على هذا المشروع، إعلانا لاختتام المسطرات الإدارية في كل مراحلها ويتم نشره بالجريدة الرسمية ليصبح نهائيا وملزما لجميع الأطراف. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، والتجأ المجلس البلدي إلى طلب تمديد لثلاثة أشهر أخرى. وهو ما فسره عمدة طنجة، بكون الإدارات العمومية المختصة عجزت عن إنجاز عملها في الآجال المرسومة، بسبب ظروف الجائحة .
ولكن العمدة أظهر ذكاء ثاقبا حين “نبه” إلى أن عدم إتمام المساطر الإجرائية لخروج مشروع التهيئة لمدينة طنجة إلى حيز الوجود، من شأنه أن يفقدالمواطنين ثقتهم في الإدارة العمومية (أو ما تبقى من هذه المصداقية، نضيف من جهتنا)…..
وحين نسمع أن مصالح حيوية للمواطنين يتهددها الضياع أو تضيع فعلا، بسبب مسطرات إجرائية إدارية لا يمكن تفسيرها إلا بعجز الإدارة العمومية عن استيعاب حجم تلك المصالح المرتبطة بتلك الإجراءات، أو عن استيعاب دورها السياسي والوطني والتربوي ككل، فإنه لن يبقى أمامنا إلا أن ننتظر الساعة……. !
ع. ك