في إطار شروع “لنتحد جميعا من أجل حقوق للجميع” والمنجز من طرف جمعية كرامة لتنمية المرأة بطنجة بشراكة مع منظمة كيو البلجيكية ومنتدى الزهراء للمرأة المغربية، نظمت جمعية كرامة لتنمية المرأة يوم الاثنين ندوة وطنية حول موضوع “مناهضة الإقصاء الاجتماعي للأمهات العازبات وأطفالهن”.
وقد ابتدأت أشغال هذه الندوة بكلمة رئيسة الجمعية، وفاء بن عبد القادر التي تطرقت فيها إلى الحديث عن ارتفاع نسب الأمهات العازبات بالبلاد، وعن المسطرة التي تعتمدها المؤسسة المؤطرة لها في تكوين هؤلاء الأمهات، سواء عن طريق العلاج أو الحماية (الإيواء والتكوين والتأهيل وإعادة إدماجهن داخل المجتمع) أو عن طريق المؤازرة معتمدة على المقاربة القانونية وعلى مقاربة الوساطة قصد الوصول إلى الأب البيولوجي، وكذا لإعادة علاقة الأم الأسرية إلى وضعها الطبيعي، فضلا عن ضمان حقوق أطفالهن أيضا. هذا وقد دعت الرئيسة إلى الحد من هذه الظاهرة عن طريق معالجتها، وكذا عن طريق التوعية والتحسيس والبرامج الضرورية والتمكين الاقتصادي، مؤكدة على ضرورة انفتاح المؤسسات التعليمية على المجتمع المدني، لما للمؤسسات من دور في الحد من هذه الظاهرة ومن تثقيف الأجيال الصاعدة على التربية الجنسية.
ومن جانبها، أكدت رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، عزيزة البقالي، بدورها على أهمية وضرورة فتح نقاش وطني حول الثقافة الجسدية، وكذا على أهمية الترافع من أجل حقوق هذه الفئة المتضررة في المجتمع والتي ينظر إليها بنظرة الاحتقار، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تعود بالأساس إلى مجموعة من الأسباب، منها وضعياتهن الهشة والجهل وانعدام التربية الجنسية، فضلا عن التغرير بهن…
ومن جهته، فقد تطرق محمد الزردة، رئيس قسم القضاء الأسري بطنجة، إلى موضوع “هوية أبناء الأمهات العازبات بين الحق والقانون” والذي أعرب من خلاله عن ضرورة إعادة النظر في مجموعة من قوانين الأسرة وعلى رأسها قانون الحالة المدنية وقانون الجنسية المغربية الذي يخول للأب الحصول على الجنسية دون أي عوائق على خلاف الأم التي عليها اتخاذ مجموعة من الإجراءات المسطرية حتى يحصل أطفالها على الجنسية المغربية أمام النيابة العامة، بالإضافة إلى قانون الكفالة “كفالة الأطفال المهملين” الذي يتضمن مجموعة من النصوص والمقتضيات التي لاتعطي نفس الحقوق لأطفال الأمهات العازبات حتى داخل المؤسسات الزوجية، فضلا عن قانون صندوق التكافل العائلي الذي بدوره لا يسمح للأمهات وفي حالة عدم الزواج بالاستفادة من المخصصات التي يرصدها هذا الصندوق.
ومن جانبه، اهتم أنس سعدون، عضو نادي قضاة المغرب بموضوع “الحماية القانونية للأمهات العازبات وأطفالهن بين الواقع والمأمول”، حيث أشار إلى عدم وجود مصطلح “الأم العازبة” في القانون المغربي رغم إحالته عليه في مجموعة من القوانين، متسائلا عن الحماية التي يقدمها المشرع المغربي في مدونة الأسرة للأطفال المزدادين خارج منظمة الزواج، مؤكدا على أن الأصل في القانون هو حماية جميع الفئات الاجتماعية.
يذكر أن الندوة عرفت كذلك حضور وتأطير كل من المدرب المعتمد في التنمية الذاتية اسماعيل بنزكرية والأستاذة لمياء بغيل، ممثلة وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة- قسم الطفولة وكذا المختص في مجال الترافع، عدنان معز، بالإضافة إلى محمد علي الطبجي ممثل مجلس جهة الشمال.
وللإشارة، فإن جمعية كرامة لتنمية المرأة عمدت إلى تنظيم هذه الندوة بغية مناهضة جميع أشكال الإقصاء الاجتماعي للأمهات العازبات وأطفالهن، بالإضافة إلى إشراك جميع المسؤولين لاتخاذ إجراءات عملية من شأنها أن تساهم في تحسين برامج التكفل والمساعدات الاجتماعية والإدارية والقانونية والصحية وإعادة الإدماج السوسيو اقتصادي لهؤلاء الأمهات.
رميساء