مع حلول السنة الجديدة فرض فيروس كورونا المستجد على السلطات وضع إجراءات احترازية جديدة للتصدي له ومنع انتشاره، وذلك عبر وضع حظر تجول ليلي وإغلاق المقاهي والفنادق على الساعة الثامنة، بالإضافة إلى إغلاق المطاعم ومحلات بيع الخمور. ففي الوقت الذي كان قطاع السياحة ينتظر تنفسه للصعداء وإعادة رواجه مجددا خلال هذه الفترة، والمطاعم والمقاهي التي كانت تنتعش بدورها من خلال الطلبيات التي كانت تستقبلها في مثل هذه المناسبات، كان لكورونا رأي آخر. ورغم محاولات وجهود البلاد المبذولة لإعادة إنعاش السياحة الداخلية وتشجيع المواطنين على السفر فضلا عن استقبال السياح الأجانب عن طريق الرحلات الجوية إلا أن القطاع لازال يعيش في أزمة غير مسبوقة، في حين كان يعرف المغرب خلال مطلع كل سنة توافد السياح عليه وتفضيله عن باقي البلدان، الأمر الذي لطالما كان له الدور الكبير في إنعاش سياحة البلاد. إذ لايختلف اثنان على أن القطاع السياحي من بين أكثر القطاعات المتضررة بفعل انتشار الوباء، وهو ما ستنتج عنه، بل ونتجت فعلا، عواقب جسيمة خصوصا وأن هناك بعض الفنادق التي عملت على إصلاح مرافقها قصد استقبال زبائنها للاحتفال بالسنة الجديدة.
لقد أصبح من عادات جل المواطنين الاحتفال بحلول كل سنة ميلادية جديدة، ومع الإجراءات المتخذة التي تشهدها البلاد، مؤخرا، عم غضب واسع داخل مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر العديد من المواطنين عن غضبهم واستيائهم من هذه القرارات التي بدت لهم عشوائية خصوصا وأنهم لم يلقوا أي توضيح من طرف المسؤولين عن أسباب اعتمادها من الأساس، هل هي حقا بسبب الخوف من ارتفاع عدد الحالات المصابة بالفيروس أم هناك أسباب أخرى، ناهيك عن تساؤلاتهم حول أسباب منع التجول الليلي، في حين أن شوارع وأزقة المدينة بل والبلاد عامة، تكون في حالاتها العادية في كل صباح، كما لو أن “الكورونا” تخرج “للتنزه” في الليل فقط وتختفي في الصباح. وفي نفس الصدد عبر (ب.م) عن غضبه من الإغلاقات التي طالت مختلف أرجاء المعمور، خصوصا وأنها “الفترة الوحيدة التي ننتظرها على مدار السنة والآن لن نستطيع لا الاحتفال ولا شرب بعض الكؤوس” كما جاء على تعبيره.
وعلى الرغم من أن بلادنا بلاد إسلامية إلا أنها قد شهدت غضبا عارما وسط صفوف مدمني الخمر جراء إغلاق “محلات” بيعها، وكذا التسابق على اقتناء زجاجاتها، الأمر الذي يدفع المرء إلى طرح تساؤلات عدة حول الواقع المعاش بالبلاد، وهو مادفع (ف.ن) إلى التعبير بدورها عن فرحها بالإجراءات المتخذة في هذه الفترة، معتبرة أن قرار إغلاق محلات بيع المشروبات الكحولية “هو قرار يجب اتخاذه بشكل دائم لا مؤقت” كما أضافت “وإذا ماأراد المواطنون الاحتفال فليحتفلوا بالسنة الهجرية أولا”.
واليوم لاحديث في البلاد إلا وينصب نحو قرار منع الاحتفالات في الفترة التي اشتهرت وعرفت أساسا باحتفالاتها بالعالم أجمع وبالمغرب خاصة. ووسط اعتماد سياسة الآذان الصماء وعدم التوضيحات، وجد المغاربة أنفسهم مضطرين لاعتماد حجر ليلي مانع لأي احتفال أو تجمع، ووسط خسائر مالية كبيرة.
يذكر أن المغرب كان قد أطلق حملة تطعيم وطنية تستهدف مواطنيه، قصد الحد من انتشار الفيروس وعودة الحياة إلى طبيعتها. ومن المقرر أن تبتدئ هذه الحملة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
رميساء بن راشد