بعد أن اقترب موعد التطعيم وبعد أن تنفس المواطنون الصعداء على آمل الحد من تفشي الوباء، ظهرت مؤخرا سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد بجنوب بريطانية، لتزرع القلق والرعب في العالم أجمع. هذه السلالة الأكثر انتشارا مما سبق جعلت الجميع يتساءل عن طبيعتها وما إذا كان اللقاح فعال لها أم لا.
وفي هذا الصدد أوضح عضو اللجنة الوطنية العلمية ل”كوفيد19″ ومدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، عزالدين إبراهيمي، أن هذا الوباء حاله حال الكائنات الحية الأخرى، إذ يتمتع بحيوية ودينامية تمكنه من التعايش مع الضغوطات الممارسة عليه، وأن “الفيروس المرجعي الذي ظهر في مدينة يوهان الصينية يتغير كل أربعة أيام، إلا أن الطفرات التي ظهرت قبل الطفرة الأخيرة المسجلة في جنوب بريطانيا لم تكن مؤثرة لأنها لاتمس البنية البروتينية للفيروس”.
ومن جانبها أوضحت منظمة الصحة العالمية أن السلالة الجديدة “ليست خارج السيطرة” رغم انتشارها بوتيرة أسرع، مؤكدة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية والاحترازية المعتادة.
في حين أكد مستشار مدير برنامج “وارب سبيد” الذي أطلقته الحكومة الأمريكية قصد تطوير وتوزيع لقاحات ضد الوباء، البروفيسور منصف السلاوي، على أنه لا وجود لأي دليل قاطع بعد يثبت أن الوباء أكثر عدوى من الأول. وأضاف أنه “يتوقع أن تظهر التجارب المخبرية أن السلالة الجديدة ستستجيب للقاحات والعلاجات الحالية”.
ووسط دوامات الآراء المتناقضة والغير الواضحة، وجدت أغلب دول العالم نفسها مضطرة إلى حظر السفر من وإلى الدول التي انتشرت فيها هذه السلالة، قصد التصدي ومنع انتشار الفيروس، بل وخوفا من العودة إلى نقطة البداية مجددا، خاصة وأن التغيير الذي طرأ على الفيروس لم يستثن الأطفال هذه المرة، إذ أصبحوا معرضين بدورهم لاحتمال الإصابة بالوباء، على خلاف السلالة القديمة.
وللإشارة، فإن المغرب أصبح اليوم أكثر عرضة لانتشار هذه السلالة، خصوصا بعد أن تم تسجيل حالة إصابة جديدة ب”جبل طارق”، فضلا عن المعاملات التي تجرى بشكل يومي بين البلدين.
لا يختلف اثنان في أن العالم عامة وبلادنا خاصة أضحت تشهد اليوم ارتفاعا صاروخيا في عدد الإصابات المسجلة بشكل يومي، بحيث لم يعد بإمكان مستشفياتنا أن تتسع وتستقبل المزيد من الحالات المصابة والحرجة نظرا للاكتظاظ الذي تعرفه، لذلك عمدت الحكومة منذ يوم انتشار الوباء وإلى الآن إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والحرص عليها، من حجر صحي وفرض حالة الطوارئ الصحية ثم الإجراءات الأخرى التي لازلنا نشهدها. لذا وإلى وقت بدء عملية التلقيح وإلى أن تتضح صورة هذه السلالة ويرفع عنا هذا الوباء، لنعمل جميعا على الالتزام بإجراءات الوقاية المعمول بها، والحرص على وضع الكمامات بطريقة صحيحة والتعقيم المستمر، لتجنب كل مالا يحمد عقباه.
رميساء بن راشد