إنه عام الموت… يتربص بأعزتنا.. في غمرة زمن الحصار الوبائي ونحن نرقب إطلالتها المعهودة… بسمتها التي تزيح عنا بعض الألم… ترحل عنا ثريا المسرح المغربي.. الراااائعة الإنسانة سيدة الخشبة بامتيااااز.. ثريا جبران… منذ افتر زمن الفرجة المسرحية عن موهبة خلاقة سنوات السبعينات؛ انساب الصوت الممهور حرقة من تجاويف درب السلطان.. كان للصوت صداه وللجسد قدرته الآسرة على التعبير ورفض التنميط والاستعباد والاستغلال.. سخرت إمكاناتها الصوتية الجسدية التعبيرية لترتقي بأحلام أجيال نحو الألق الدرام مخلصة لذات الحلم الجمعي من حصار واقع مرذول موبوء بقيم الزيف والنفاق والانتهازية.. التشخيص المشهدي وسيلتها للبوح عرفت كيف ترتقي صهوة المجد مع أب الفنون رفقة الكبار من عبد العظيم الشناوى إلى الطيب الصديقي فريد بنبارك.. ثم مع مسرح اليوم بمعية رفيق رحلة الفن والحياة المخرج عبد الواحد عوزري… ظلت ثريا جبران عصية عن التنميط تفاجئ المتلقين بانزياحاتها التشخيصية وشغبها الطفولي الجياش والمتوهج أكثر حين تعانق ابنة درب السلطان سعدية اقريطيف جمهورا يكفي أن تنظر إليه بسعة عينيها لتؤمن شرطها التواصلي الباذخ…. بلاغة الصمت لديها تضاهي ألق البوح الضاج حركية تجعل من الجسد خزانا لمختلف الإنطواءات التعبيرية… إنها الباتول… امرأة غاضبة من رعونة وتحرشات واقع يحكمه بوغابة… ظلت صرختها مدوية ثلاث ساعات في شاتيلا حين عاينت كيف جرد الصهاينة الموت من هيبته.. وحين استثارها هول تخلفنا ادانت كل التخاذل بسؤال سيظل يطن في آذاننا بعد رحيلها…. إمتا نبداو.. ؟؟؟… فالتاريخ لا يرحم العدميييييين.. حكايات بلا حدود هي مرويات السيرة الفنية لسيدة المسرح المغربي منذ قررت…ركوب المغامرة… نركبو الهبال… ممسكة بتفردها الفني والقيمي… بعمقها الإنساني…. لا يسمح المقام المأتمي لسرد حكايا وعناوين وخصوصيات هذه التجربة الباذخة.. كنا نحلم بلقائها… بتكريمها عن قرب… وها نحن نفجع برثائها عن بعد…على روحك ألف سلااااام أيتها الباتول
• محمد علو