وجوه ثقافية مُهمة تمثل رموز من تاريخ وعراقة وتنوع منابع الثقافة المغربية تألقت في قصر الثقافة والفنون في مدينة طنجة الأيام الماضية. حيث استضافت المدينة السياسي والأديب المغربي ووزير الثقافة والتواصل السابق محمد الأشعري في إطار افتتاح صالون “النبوغ المغربي” الذي تنظمه المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة. الذي أقيم في فضاءات قصر الثقافة والفنون حيث قدم الأشعري من خلاله درسًا افتتاحيًا حول علاقة الأدب بالتغيير، مما أثار استحسان وتفاعل النخب الثقافية والمثقفين في المدينة. وجاء اختيار طنجة لاستضافة فعاليات هذا الحدث الثقافي الهام نظرا لأهميتها التاريخية والثقافية، ولتاريخها العريق في استقطاب المثقفين والفنانين في اطار فعاليات ثقافية فنية مميزة ومكثفة في المدينة، وشكل أفتتاح هذه الفعاليات بالحضور المؤثر لمحمد الأشعري إضافة نوعية لهذا الحدث بما قدمهُ من رؤى عميقة حول أهمية دور الأدب في تشكيل المجتمعات وتغيير الواقع، مما يُبشر ببداية موسم ثقافي واعد وغني، وبالتوظيف الأمثل لهذا الصرح المعماري (قصر الثقافة والفنون) ودوره في أستقطاب وأحتضان أهم المنتديات والملتقيات والمؤتمرات المحلية والوطنية والدولية. فقد حرصت المديرية الجهوية للثقافة بمدينة طنجة على استهلال فعالياتها بأستضافة هذه القامة السياسية الأدبية والأعلامية الكبيرة للقاء مفتوح بابناء مدينة طنجة للتاكيد على منظورها الراسخ في جدوى النقاش العمومي حول الثقافة والمعرفة والآداب كدعامات للقوة الناعمة الهادفة لتنمية انسانية ومجالية ولعل اختيار الأديب والوزير السابق محمد الأشعري لافتتاح هذا الموسم كان يحمل غايات متعددة، لتمرسه الكبير في ربط مفهوم الإصلاحات الكبرى بالمغرب المقرون بجوهر التربية والتعليم والثقافة كحوامل حاسمة في التحديث والتغيير المجتمعي. يمثل محمد الأشعري شخصية بارزة في المشهد الثقافي والسياسي المغربي.
فقد جمع بين الأدب والسياسة، ممارساً كليهما بوعي وحسٍ عالٍ بالمسؤولية، هو شاعر وروائي كما أنه مثقف وإعلامي ورجل سياسية مارس غمارها واختبر مؤسساتها واشتغل داخل اتحاد كتاب المغرب فترأسه لمدة ثم بعدها أصبح وزيرا للثقافة والاتصال لولايتين بين سنة 1998 وسنة 2007. أشتغل بالصحافة ونشر ديوانه الشعري الأول سنة 1978، له عشرة دواوين ومجموعة قصصية ورواية واحدة، «القوس والفراشة»، الحاصلة على جائزة البوكر العربية تقاسمت روايته «القوس والفراشة» و«طوق الحمام» للسعودية رجاء عالم جائزة البوكر العربية للرواية لعام 2011. بدأت مسيرة الأشعري الأدبية في وقت مبكر، حيث أصدر العديد من الدواوين الشعرية التي عكست اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والسياسية. كما كتب العديد من الروايات القصصية التي نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. وقد تركت التجربة السياسية لمحمد الأشعري بصمة واضحة على أنتاجه الأدبي ومسيرته الأدبية. فقد استفاد من خبرته السياسية في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية في أعماله الأدبية، مما جعلها أكثر عمقاً واقترابًا من هموم الناس. ومن أبرز الأنجازات التي تحقيقها من مجموع هذا النوع من الفعاليات التي تنظمها المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تنشيط الحراك الثقافي التفاعلي الذي يُهدف إلى إثراء المشهد الثقافي في مدينة طنجة، وتوفير منصة للحوار والتبادل المعرفي بين المثقفين والفنانين والجمهور.وتعزيز مكانة مدينة طنجة كمنارة ثقافية فنية تستقطب الكفاءات والفعاليات الثقافية على المستوى الوطني والدولي وتكرم المبدعين المغاربة وإنجازاتهم، وتعزيز قيم الإبداع والابتكار، وتحقق أهدافها إلى إبراز الدور المهم للأدب والفن في تعزيز الوعي الثقافي لدى أبناء المدينة ودمج مثقفيها وشبابها في عجلة الأبداع ذلك من خلال تكثيف وتنويع الفعاليات والتظاهرات والورش للشباب والموهوبين من كل الأعمار والأتفتاح التفاعلي على مؤسسات فنية ثقافية وطنية ودولية لمواكبة كل جديد في عالم الأبداع الكلاسيكي والرقمي.
أندلس البكري