تعيش مدينة طنجة، عرسا رياضيا عالميا، باستضافة كأس العالم للأندية، مشاطرة مع العاصمة الإدارية الرباط، حيث يتجند الجميع، سلطة، منتخبون والمواطنون، لإنجاح هذا الحدث البارز، وإشعاع قيم المغرب الحضارية المتعددة.
وقد أبا المنظمون، إلا أن يجعلوا من التظاهرة الرياضية العالمية، مسرحا يتوهج بمشاهد الفن والرقي والحضارة، من خلال برمجة العديد من مظاهر التميز والجمال الشمالي المغربي، سواء عبر الأبعاد الثقافية، الترفيهية أو السياحية..
ويمتد البرنامج الثقافي الموازي للرياضي إلى السادس من فبراير، متضمنا فقرات عاكسة للذوق الثقافي والإرث الحضاري المتميز لبلدنا المغرب عامة ولمدينة طنجة خاصة، مقدما صورة واضحة عن القيم الإنسانية العالية التي يتحلى بها المغاربة، ومُظهرا شيم الكرم وحسن وحفاوة الاستقبال والتعايش والانفتاح، المشهود بها للمغاربة.
وهي فرصة ومناسبة أيضا، للتعريف بالثقافة المغربية والمحلية الأصيلة ذات الروافد المتعددة، إذ يشمل البرنامج الثقافي والفني سهرات وأمسيات موسيقية، إلى جانب عروض مسرحية وسينمائية، وكرنفالات، فضلا عن زيارات إرشادية لمتاحف المدينة وكذا تظاهرات للفرجة والألعاب الرياضية..
وبهذه المناسبة، تتزين فضاءات مدينة طنجة وساحاتها ومراكزها الثقافية، لاستقبال زوارها في كل من منصة باب الديوانة، الفضاء الثقافي والفني رياض السلطان، ساحة 9 أبريل، كورنيش مونوبوليو، منارة كاب سبارطيل، ساحة المسيرة، برج كاترين (الصياغين)، سينما ألكسار، نافورة المارينا باي وباب المرسى..
الحفلات والسهرات الموسيقية:
برمج المنظمون تشكيلة من اللوحات الفنية الغنية بمحتواها المغربي، النابع من أصالة الموسيقى المغربية المحلية العريقة، من قبيل وصلات من الطرب الأندلسي والطقطوقة الجبلية والركادة..
كما سيتم تنظيم حفلات وسهرات موسيقية عصرية وشعبية، بقيادة فنانين وفرق غنائية، نذكر منها فرقة الركادة، ديجي سيت، سرحان، عبيدات الرمى، فرقة بولا بولا، سارة أريش، حاجي سريفي، ريف إكسبيريينس، أنوار راييس وعبير العابد.
العروض المسرحية والسينمائية:
تحتضن الفضاءات الثقافية والفنية وكذا الساحات العمومية ودور السينما بمدينة طنجة، عروضا مسرحية وموسيقية وسينمائية، من قبيل الحفل الغنائي “المامون يغني العالم”، والعرض المسرحي “دار الحاج قدور”، وكذا فيلم “العربي” حول حياة الأسطورة العربي بنبارك، إلى جانب عروض للعيطة الجبلية لفرقة الكورفطي وفنون الغيوان ومساهمة لفرقة التروبادور وأيضا عروض للفرقة النحاسية للكشاف الملكي بمنارة سبارتيل.
السيرك وألعاب الفرجة:
ببرمجة غنية ومتنوعة، تنظم عدة تظاهرات للفرجة والألعاب الرياضية بمختلف بقاع المدينة، إذ تحتضن ساحة 9 أبريل ألعاب السيرك والمسرح، من تقديم كل من “تعاونية ممكن” والإخوان الزروالي، وأكروبات بساحة المسيرة من تقديم “اكروباط طنجة”، وبنافورة مارينا باي تقدم عروض في تراث كناوة من تقديم كناوة حدادة وإيقاعات الصامبا من تقديم سلا توكادا، أما بكورنيش مونوبوليو فتقام عروض في فن المانغا من تقديم جمعية تنين طنجة بكونيش مونوبوليو.
استكشاف المتاحف والمعالم التاريخية والتراثية:
من مزايا حسن وغنى التنظيم أيضا، أنه لم يغفل برمجة المتاحف والمعالم التراثية للمدينة، إذ يتضمن زيارات إرشادية دورية لمتاحف المدينة وأماكنها التاريخية والتراثية، أبرزها مغارة هرقل ومنتزه بيرديكاريس، برج النعام حيث فضاء ذاكرة ابن بطوطة، متحف دار النيابة، متحف الذاكرة الدبلوماسية والفنية، متحف الثقافات المتوسطية، متحف القصبة للفن المعاصر، المتحف اليهودي الصياغ بيت يهودا، متحف المفوضية الأمريكية وبرج دار البارود ومركز التعريف بالتحصينات التاريخية لطنجة، فيلا هاريس ومتحف طنجة للفن الحديث والمعاصر..
الكرنفالات:
على امتداد أيام، ستشهد شوارع طنجة الرئيسية مسيرات الكرنفالات لمختلف التعبيرات المشهدية، منتقلة بين استعراض التراث الكناوي وفرق الغياطة والبواردية وفنون حديثة.. وعلى سبيل المثال، ستقدم جمعية “دارنا” عروضا في فنون الشارع، منطلقة من ساحة الكويت صوب ساحة مونيبوليو، وكذلك الأمر بالنسبة للفرق المتخصصة في موسيقى التراث الجبلي القروي، من خلال مسار آخر ينطلق من ساحة المشور إلى ساحة 9 أبريل..
وأخيرا، ومن خلال هذه البرمجة الغنية، المستجيبة لكافة الأذواق، والمتعددة الأبعاد، يمكن القول أن التظاهرة الرياضية حققت رهان الشمولية، بعد أن جمعت بين إبراز الهوية والحضارة المغربية الأصيلة، وبين تثمين تاريخ وتراث ومعالم منطقة الشمال، وكذا البرهان على انفتاح وتحضر وتقدم المغرب، من خلال مختلف المظاهر والمعالم.
أمل عكاشة