ستمضي سنوات ، و تتعاقب مهرجانات تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الثامنة و العشرين ، من 3 إلى 10 مارس 2023م ، بمسرح “إسبانيول” بتطوان . أرهف الجمهور العاشق للسينما أسماعهم و أبصارهم ساعة الافتتاح إلى كلمات لشخصيات ، بدْءاً بافتتاحية لرئيس المهرجان الذي يحتفي بالقيم الإنسانية و التنوُع ، وهو يُشيد بدور رسالة السينما في الرُقي بالمجتمعات إلى الحرية و الانفتاح و الحداثة .
~ فقد ضمنتْ السينما لعشاقها ، اثنى عشر فيلما طويلاً للمسابقة الرسمية ، يحملون عناوين لقضايا متنوعة . ~1~ فيلم “ظلمة” لمخرجه “دوشان ميليتش” من “بلغراد” . ~2~ فيلم “علم” من إخراج “فرانس خوري” من فرنسا /تونس/فلسطين/قطر/الإمارات . ~3~ فيلم “أسماك حمراء” للمخرج المغربي و السيناريست و المنتج “عبد السلام الكلاعي” . ~4~ فيلم “نزوح” للمخرجة “سؤداد كعدان” من سوريا . ~5~ فيلم “رامونا” للمخرجة الإسبانية ” أندريا بانيي” . ~6~ فيلم “مكان آمن” للمخرج الألماني ” يوراي ليروتيتش” . ~7~ فيلم “القرنفل” أخرجه “بكير بلبل” من تركيا . ~8~ فيلم “السد” للمخرج اللبناني “علي شيري” فنان تشكيلي . ~9~ فيلم “صيف في بْجَّعْد” للمخرج المغربي “عمر مول الدويرة ” . ~10~ فيلم “شتمبر” للمخرجة الإيطالية ” “جوليا لويز ستايغرولت” . ~11~ فيلم “عند المدخل” لمخرجه “أليخاندرو روخاس” و “خوان سيبستيان باسكيز” ، من إسبانيا . ~12~ ثم فيلم بعنوان “بركة العروس” للسيناريست و المخرج “باسم بريش” من لبنان/قطر .
و ثمة محترفان يقدمان شخصيتان لتكريمهما ، وهما : السيناريست و المخرج “دانييل فيسكاري” من إيطاليا ، ثم المخرج المغربي حسن بنجلون ، صاحب فيلم “من أجل القضية” ، الذي نال القبول و الاستحسان من لدُن الجمهور ، وهي حدوثة مغربية ، بين عازف فلسطيني و مغنية فرنسية يهودية ، قررا الذهاب من إسبانيا إلى المغرب ، لتعرّج المغنية على منزل عائلتها بفاس بنوع من الحنين إلى الديار . ثم يتجهان معاً إلى الحدود المغربية الجزائرية ، و منها إلى مدينة وهران للمشاركة في حفل غنائي هناك . إلا أنَّ الحدود المُغلقة بين البلدين كانتا سبباً في منعهما من دخول الجزائر ، و خصوصاً الإجراءات العبثية لموظفي الجمارك حالتْ دون ذلك في بداية الأمر . فيُصبحان حبيسان فوق جسر لا هو مغربي و لا جزائري . فيبدأ مسلسل المعاناة ، من خيال و إبداع المخرج حسن بنجلون ، ليبتلئ صدْر الفتيان رُعباً و وهماً .
و إذا كان لي أنْ أوَثّق شيئاً بخصوصية هذه الدورة ، فإنها اختتمتْ بتكريم كاتبة سيناريو و مخرجة “إسبانية” تدْعى “جوديت كوليل” ، وهي التي شاركتْ في تأسيس جمعية النساء السينمائيات في إسبانيا” سنة 2006م . و إذا بها تشغل الآن منصب رئيسة أكاديمية السينما الكتالينية ، منذ سنة 2021م . و لقد أذكرتني الممثلة المصرية “غادة عادل” لحظة تكريمها ، وهي تلقي بدلوها على خشبة مسرح “إسبانيول” ، كالعديد من الممثلين المصريين الذين تم تكريمهم على نفس الخشبة ، وهم يتمتعون بطلاقة اللسان و بجميل العبارة التي تنبع من نيل أرض الكنانة .
~ فكان مسك الختام ، الإعلان عن الجوائز التي انتهتْ بعد مداولات و آراء من لجنة التحكيم ، فخرجت من الصمت إلى العلن لتدوي بصوت عال على خشبة المسرح على الشكل الآتي : ~1~ الجائزة الكبرى”تامودة” لمدينة تطوان ، فاز بها الفلم ، “القرنفل” للمخرج “بيكير نبيل” من تركيا/بلجيكا . ~2~ جائزة محمد الركاب وهي جائزة خاصة للجنة التحكيم ، اقتطفها فيلم “بركة العروس” من إخراج “باسم بريش” من لبنان/قطر . ~3~ جائزة عز الدين مدور للعمل الأول ، و قد حصدها فيلم “عَلم” من إخراج “فرانس خوري” من تونس/فلسطين/قطر/ الإمارات العربية المتحدة .~4~ جائزة السيناريو ذهبتْ لفيلم “مكان آمن” للمخرج “يواري ليروتيتش” من “كرواتيا” . ~5~ جائزة أفضل ممثل ، حصل عليها “يواري ليروتيتش” في فيلم “مكان آمن” . ~6~ جائزة أفضل ممثلة حصلتْ عليها الممثلة “جليلة التلمسي” في فيلم “أسماك حمراء” ، من إخراج “عبد السلام الكلاعي” . ~7~ جائزة مصطفى الحسناوي للنقد ذهبتْ لفيلم “عند المدْخل” للمخرجان “أليخاندروروخاس/سيباستيانفاسكيس” من “إسبانيا” .. فتلك حسنة من حسنات مهرجان السينما للبحر الأبيض المتوسط بتطوان .. و إلى الرحلة القادمة في العام المقبل بإذن الله تعالى .
عبد المجيد الإدريسي .