أجواء روحانية طبعت ليلة من أجمل ليالي رمضان هذه السنة و ككل سنة، من خلال مزيج راق بين المديح و عيساوة و الطرب الأندلسي، من توقيع مؤسسة نسائم الأندلس لحفظ الموروث بطنجة، التي دأبت على تنظيم ليال ربانية روحانية بالشهر الكريم تستقطب فيها فرقا مديحية عيساوية تتحف الجمهور بوصلات فنية من عيون ما تضمنته الأشعار التي خلفها شعراء كبار في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتعداد شمائله ومكارم أخلاقه.
وصدح أفراد مجموعة الأصالة لفني الأمداح و السماع بالرباط برئاسة ابن طنجة الأستاذ محسن نورش، و الفرقة العيساوية السلاوية بقيادة المقدم ياسر الشرقي مرفوقين بجوق دار الآلة بطنجة تحت إشراف المايسترو جمال الدين بن علال، صدحوا بقصائد من السماع وقدموا حصصا من الأمداح النبوية سافرت بالجمهور إلى مجالس الذكر وليالي الترنيمات الصوفية التي شكلت على امتداد قرون ملتقى للمريدين والهائمين في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي كانت تحتضنها فضاءات الزوايا والأضرحة وغيرها.
و حرصا منها على استدامة الموروث الروحي والعمل على إبرازه وتلقينه للناشئة كرافد مهم من روافد الهوية الثقافية المغربية الأصيلة، لا تبخل مؤسسة نسائم الأندلس لحفظ الموروث بطنجة من خلال ملتقياتها السنوية و رمضانياتها و لياليها بإعطاء دفعة فنية مهمة للمدينة بعد بزوغ عدد كبير من الأجواق والفنانين والعازفين المشاركين في فعالياتها ما كان له أثر إيجابيا على المجال الفني بالمدينة، و ما يساهم في إبقاء هذا التراث الموسيقى الأصيل محفوظا من الاندثار ودائم الروح.
و في تصريح له بالمناسبة، أكد مولاي احمد كنون رئيس مؤسسة نسائم الأندلس لحفظ الموروث و رئيس دار الآلة بطنجة، أن لمة الأحباب و الولوعين و امتداد فنوننا التراثية هي من أولويات المؤسسة، و الدفع قدما بتراثنا و التعريف به و الحرص على بث حبه في الأجيال الناشئة، هو الهدف المنشود و الذي استطاعت مؤسسة نسائم الأندلس السير فيه منذ سنوات طوال و الآن بوجود دار الآلة بطنجة و التي تعتبر ثمرة جهود و تضحيات و آمال كثيرة، هي باب آخر من أبواب الحفاظ على موروثنا، مصرا على أن دار الآلة مفتوحة في وجه جميع الفنانين و المقبلين على تعلم الموسيقى الأندلسية و كل من يهوى هذا الفن الأصيل، داعيا جميع الفاعلين في المجال الفني الأندلسي بطنجة إلى وضع اليد في اليد لمصلحة الطرب الأندلسي الأصيل في بلادنا و في طنجة على وجه الخصوص.
و تجدر الإشارة إلى المجهودات القيمة التي يقوم بها أعضاء مؤسسة نسائم الأندلس لحفظ الموروث بطنجة، من خلال تنظيمهم المحكم و الرصين و لهم منا أسمى عبارات التقدير و الاحترام، و كل من يساهم من قريب أو من بعيد في إشعاع المؤسسة و المشهد الثقافي و الفني بالمدينة.
ل.س



















