قالت البطلة العالمية في الملاكمة، خديجة المرضي، إن بدايتها مع رياضة الفن النبيل كانت بالصدفة، علما أن والدها كان ملاكما سابقا. وأوضحت المرضي، في حوار مع الزميل نور الدين الكرف على الصفحات الرياضية ليومية “الصباح”، أن الرسالة الملكية التي توصلت بها بعد التتويج باللقب العالمي، أفضل بكثير من الميدالية الذهبية التي حصلت عليها، لأنها تشكل لها حافزا معنويا لتحقيق المزيد من الألقاب وتشريف الرياضة الوطنية. ووعدت المرضي، الجماهير المغربية، وملك البلاد، بالمنافسة على ذهبية الألعاب الأولمبية المقبلة، قمة المحافل الرياضية حسب رأيها. واعتبرت المرضي، وفاة والدتها في المدرجات، وهي تتابع أحد نزالاتها لحساب كأس محمد السادس، أسوأ ذكرى في مسيرتها الرياضية وأهدت لها الميدالية الذهبية التي تحصلت عليها في الهند. فيما يلي نص الحوار:
كيف انطلقت حكاية المرضي مع الملاكمة؟
صدفة، وأنا ألاعب قريناتي في الحي، انتبه والدي، الذي كان ملاكما، أنني أمتلك بعض ملكات هذه الرياضة التي كانت حكرا على الرجال، فانخرطت في أحد النوادي القريبة من مقر سكني وواظبت على التداريب، إلى أن وجدت نفسي ملاكمة محترفة.
هل كنت تشعرين بأنك قد تصبحين يوما ما ملاكمة عالمية؟
ولجت هذه الرياضة، بهدف واحد، وهو أن أحرز الميداليات والألقاب، ولكل مجتهد نصيب. مع مرور الوقت وبتشجيع من العائلة وبعض الأصدقاء، شعرت أن باستطاعتي تحقيق حلمي وحلم عائلتي، والحمد لله أنا اليوم بطلة العالم.
هل واجهتك بعض الصعوبات في البداية؟
في البداية لا، لأنني أنتمي لأسرة رياضية، وكما قلت لك والدي ملاكم سابق، لكن بعد تحمل المسؤوليات الأسرية، اضطررت للتوقف بعض الوقت، الأمر الذي أضاع علي فرصة المشاركة في الأولمبياد، الذي كان حلما وسيظل كذلك إلى أن أحرز الميدالية، لأهديها للشعب المغربي وملك البلاد.
كيف كان وقع تهنئة الملك على المرضي؟
لن أبالغ إذا قلت إن تهنئة الملك، ورسالته الكريمة، كانتا أفضل من الميدالية الذهبية التي أحرزتها في البطولة العالمية، وشكلتا بالنسبة إلي دفعة معنوية لأحقق المزيد من الإنجازات.
كيف تجمعين بين ربة بيت وبطلة عالمية؟
وهبني الله، زوجا متفهما يساعدني في كل شيء، داخل البيت وخارجه، ونتعاون من أجل إسعاد الأسرة أولا وقبل أي شيء، لأنها القوة الدافعة لأي رياضي من أجل تحقيق نتائج إيجابية. لا يمكنني أن ألخص لك التضحيات التي يقدمها زوجي من أجل مساعدتي على تحقيق أمنيتي رياضيا وأسريا، وأنا محظوظة به.
ما هي أسوأ ذكرى للمرضي في مسيرتها؟
وفاة والدتي في المدرجات، وهي تتابع نزالا لي في كأس محمد السادس، تلك الصورة ستظل راسخة بذهني، وستحفزني على إهداء المزيد من الميداليات لروحها الطاهرة. أتذكرها بعد كل تتويج، وأدعو لها بالرحمة مع كل طلوع للفجر، لأنها مثلي الأعلى الذي فتح لي طريق هذه الرياضة، وكانت سندي الدائم في جميع النزالات إلى أن غادرتنا من المدرجات، وتلك قمة التضحية.
احتفلت بك الجماهير الودادية بطريقة خاصة…
(مقاطعة) ليست الجماهير الودادية فقط، بل هناك العديد من الأصدقاء الرجاويين الذين هنؤوني لهذه المناسبة، وكذا كل الجماهير المغربية لأنه بغض النظر عن الانتماء فإن المرضي تنتمي لكل الأسر المغربية. أشكر “وينرز” على مبادرته التي منحتني دفعة إضافية، لكنني أؤكد أنني أحب كل الأندية الوطنية، وفي مقدمتها بطبيعة الحال الوداد.
كيف هو حال الملاكمة المغربية؟
للأسف يلزمها الكثير من الإمكانيات لتطويرها والرقي بها إلى مصاف باقي الرياضات. الإنجازات التي يحققها بعض الملاكمين تتم بمجهودات فردية، وتلزمنا سياسة واضحة لتطوير هذه الرياضة لأن المادة الخام متوفرة، وعلينا تأطيرها لكسب المزيد من الميداليات وتأكيد أن الرياضة الوطنية في المسار الصحيح، وليست فقط إنجازات فردية ومرحلية. الجامعة تقوم بمحهودات تشكر عليها، لكن اليد الواحدة لا تصفق، يجب الدعم من باقي المؤسسات، لأنه كما قلت، المغاربة يعشقون الملاكمة، على غرار كرة القدم وباقي الرياضات.
هل هناك برنامج للاستعداد للأولمبياد؟
اعتقد أنه مازال أمامنا متسع من الوقت لتضع اللجنة الاولمبية برنامجها، لكن هذا لا يمنع الملاكمين من مواصلة استعداداتهم بشكل يومي ومسترسل في انتظار تنظيم معسكرات تدريبية، في البلدان التي لها صيت وسمعة في رياضة الفن النبيل.
مثلك الأعلى في العالم…
بدون شك الملاكم الأسطورة محمد عالي كلاي، الذي لم نتابعه مباشرة للأسف، لكننا تابعنا بعض فيديوهات نزالاته، التي ستظل خالدة عبر التاريخ.
هل هناك بطلات مقبلات في هذه الرياضة؟
ياسمين متقي، التي حصلت على ميدالية برونزية في بطولة العالم بنيوديلهي، وأخريات لم يسعفهن الحظ، ولكنهن يتوفرن على إمكانيات محترمة حسب المتتبعين. الملاكمة بالمغرب على العموم تتوفر على المادة الخام، يكيفها فقط الاعتناء والاهتمام لتحقيق أفضل النتائج ورفع راية البلاد عاليا.
ما هي رسالتك لبعض الشباب الذين يتطلعون لمزاولة هذه الرياضة؟
الصبر ثم الصبر، لأنها رياضة الفقراء، وتستدعي الكثير من الجهد والإمكانيات، قبل الوصول إلى القمة. لقب الفن النبيل لم يأت من فراغ، لأنها الرياضة التي تنطلق بالعنف والمشادات وتنتهي بالتصافح وتبادل التحايا والعناق على الحلبات مهما كانت النتيجة.
****
مجزرة تحكيمية ضد طنجة بطلها الحكم الرداد بمساعدة الحكمة كربوبي
بعد المجزرة التحكيمية ضد اتحاد طنجة في مباراة ثمن نهائي كاس العرش أمام الوداد مساء الأربعاء الماضي، بطلها الحكم المثير للجدل الداكي الرداد، بمساعدة حكمة الفار بشرى كربوبي، التي حين نعود لبعض لقطاتها يتأكد لنا أن كرة القدم المغربية بقرارات حكام من هذه الطينة لن تواكب الطفرة الرائعة التي حققها المنتخب الوطني في مونديال قطر. والسبب سوء عقليات المرتبطين ببطولتنا الوطنية، ضمنهم الحكام الذين يسيئون للكرة ويحنون للزمن السيئ. ولا يعقل ألا ترى (للا بشرى وهي في غرفة الفار، أو ربما كانت في تلك اللحظة نائمة) على الأقل محاولتين تطلبتا إخراج البطاقة الحمراء ضد لاعبين من الوداد يثبتهما فيديو المباراة، البطاقة الحمراء الأولى للاعب أحداد بعد تدخل عنيف لا رياضي على اللاعب سبول. وبطاقة حمراء أخرى مع ضربة جزاء لصالح اتحاد طنجة بعد اعتداء المهاجم بوبلي_سامبو على مدافع الاتحاد محسن الربجة داخل مربع العمليات بدون كرة. مع إضافة 6 دقائق من الوقت بدل الضائع، لم تنفع الوداد، جعل الحكم الرداد لا يتردد في مواصلة اللعب إلى أن حقق رغبته ورغبة الوداد بإدراك التعادل ومن محاولة شائكة كان من المفروض حتى وإن تجاوز الوقت الذي حدده، أن يعلن عن ضربة خطأ لصالح اتحاد طنجة. وربما انه في حالة لم تتاح تلك الفرصة الكارثية لإعلان ضربة الجزاء، كان الحكم سيواصل اللعب حتى ساعة الفجر تحت شعار “لن يصفر الحكم النهاية حتى تسجل الوداد”.
على العموم، يجب التصفيق للاعبين على الصورة الرائعة التي قدموها خلال هذه المباراة ويستحقون المكافأة المالية التي خصصها المكتب لهم بالرغم من الإقصاء، لأنهم في الواقع هم الفائزون في هذه المواجهة. نامل أن يواصلوا بنفس الحماس وبنفس المستوى في البطولة التي تبقى هي الأهم، ومواصلة الأمل في تحقيق الانعثاق من النزول، سيما ان الفريق تنتظره مباراتين داخل ميدانه نقطهما مهمة جدا. بداية من مباراة يوم غد الأحد أمام أحد منافسيه المباشرين، أولمبيك اخريبكة بالملعب الكبير بطنجة على الساعة العاشرة ليلا ضمن الدورة 23 من البطولة الاحترافية للقسم الأول، بأمل تحقيق ثلاث نقاط تخرجه لأول مرة هذا الموسم من المركز الأخير وتسليم المقعد لضيوفه. تليها مباراة الدورة المقبلة أمام نهضة بركان بطنجة كذلك.