احتضنت مدينة طنجة، بحر هذا الأسبوع، فعاليات الملتقى المغربي الإسباني التاسع لقطاع الملاحة البحرية والنقل واللوجستيك، بمبادرة من الغرفة التجارية الرسمية لإسبانيا بطنجة، تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بإسبانيا، وبتعاون مع المكتب الاقتصادي والتجاري بالسفارة الإسبانية بالرباط.
وفي كلمته الافتتاحية، أبرز رئيس الغرفة الإسبانية بطنجة، خوسي إستيفيز مارتينيز، أن هذه المبادرة تكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى الطابع الاستراتيجي لقطاع النقل واللوجستيك في تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا، معتبرا أن اللقاء يروم تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ووضع إطار للتعاون بين الفاعلين الاقتصاديين بضفتي مضيق جبل طارق.
وفي هذا السياق، أبرز المتحدث أن المغرب يتوفر على موقع جغرافي استراتيجي، مقترن بتوفر البلد على منشآت مينائية ولوجستية بطراز عالمي، إلى جانب وجود نسيج صناعي مندمج في المنظومة الاقتصادية العالمية.
أما من جهته، اعتبر المستشار الرئيس في المكتب الاقتصادي والتجاري لسفارة إسبانيا بالرباط أن الاقتصاد المغربي من بين أكثر الاقتصادات دينامية بالمنطقة، مبرزا أنه بالرغم من الركود خلال الجائحة، تمكن المغرب من استعادة النمو اعتبارا من عام 2021، مشيرا إلى أن المغرب يمثل حاليا منفذا رئيسيا للمصدرين الإسبان، حيث تقدر الإمكانات بنحو 45 مليار أورو، مسجلا أن من بين أهم الميزات الأساسية للاقتصاد المغربي اندماجه ضمن الاقتصاد الأوروبي.
وتابع بالقول إن إسبانيا تعتبر أول مورد بالنسبة للمغرب، متقدمة بفارق كبير عن الصين وفرنسا، مضيفا أن المصدرين الإسبان واعون بأن المغرب يشكل السوق الإفريقي الأول لهم والثالث من خارج بلدان الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبها، أشارت مديرة الموانئ والملك العمومي البحري بوزارة التجهيز والماء، سناء العمراني، أن المغرب راهن على الموانئ للاستفادة من ميزة موقعه الجغرافي، موضحة أن الرؤية المينائية التي أطلقها المغرب سنة 2012 تقوم على إنشاء موانئ عالية الأداء لجعل المغرب محورا مينائيا حقيقيا بحوض الأبيض المتوسط، ووتابعت بالقول إن هذا الأداء العالي تعكسه مؤشرات السرعة والسلاسة في معالجة التدفقات المينائية، إلى جانب التوفر على المعايير الجديدة من قبيل احترام البيئة.
وذكرت السيدة سناء العمراني بأن حجم الرواج المينائي الإجمالي وصل السنة الماضية إلى 192 مليون طن، استحوذ ميناء طنجة المتوسط على القسم الأكبر منه، في وقت كان لا يتجاوز 92 مليون طن قبل عشر سنوات (2012) من باب المقارنة، معلنة أنه من المرتقب أن يواصل هذا الرواج النمو خلال سنة 2022، إذ تشير الأرقام المسجلة في شتنبر الماضي إلى ارتفاع بنسبة 4,4 في المائة.
وفي الأخير، يذكر أن هذه التظاهرة، الممتدة على يومين، سعت إلى تمكين الفاعلين في قطاع النقل واللوجستيك الإسبان من ربط صلات مع نظرائهم المغاربة لبحث فرص التعاون والشراكة، كما تضمن البرنامج عقد لقاءات عمل ثنائية بين المهنيين، إلى جانب إقامة معرض لكبار الفاعلين في المجال من البلدين.



















