من يوفر الحماية للوبي الشيشة بطنجة؟…
جريدة طنجة -محمد العمراني (.الشيشة بطنجة.)
الإثنين 08 يونيو 2015 – 12:09:53
التناسل الخطير لهاته “المقاهي“، التي تحولت إلى أوكار حقيقية لممارسة الفساد وتعاطي كافة أنواع المخدرات، صار يتخذ أبعادا مرعبة، لها تداعيات خطيرة على قيم المجتمع الطنجي وتماسكه…
لقد صارت هاته الأوكار تتنافس مع العلب الليلية في توفير مستلزمات النشاط والمتعة للباحثين عن اقتناص أوقات للاستمتاع، على إيقاع سهرات المجون والرقص وهز الأرداف، حتى صار معروفا أن لوبي الشيشة بالمدينة صار يتوفر على أكبر شبكة منظمة لاستدراج الفتيات، وخاصة القاصرات، لضمان توافد المزيد من الزبائن…
أكثر من ذلك فقد تحولت هاته المقاهي/ الأوكار فضاء و مَلاذا لتُجــار المُخَدرات الصَلْبَـة ، و حُبــوب الهَلْوَسة ، وأنــواع أخـرى بــَدأت تقتحم المدينة، حتى باتت أخبار المعارك الضارية التي تنشب من حين لآخر بين مافيات المخدرات، حول من يسيطر على أكبر عدد من هاته الفضاءات المشبوهة، أمرا متداولا على نطاق واسع…
غير أن أخْطَر تَداعيات هذا التناسل الخطير لأوكار الشيشا، هو تمركزها بالقرب من فضاءات المؤسسات التعليمية، حتى أصبح معظم زبنائها تلاميذ قاصرون من الجنسين، وعلى الرغم من عشرات الشكايات المرفوعة للسلطات المحلية والأمنية، فإن سلة المهملات كانت هي المصير…
المُصيبة هي أن اللّـوبــي المُتَحكّـم في هاتـه الأوكـــار صار يُجَنّـد “قَـوَّادات” لاصطياد التلميذات، القاصرات على الخصوص، لجرهن نحو الرذيلة، حيث باتت مشاهد التلميذات وهن يقصدن مقاهي الشيشة المجاورة لمؤسساتهن التعليمية، أمرا يكاد يصير واقعا مألوفا، إذ سرعان ما يقعن فريسة لشبكات الفساد، التي تعمل على استقطاب هذه الفئة المطلوبة بكثرة في سوق الدعارة، أو يسقطن في شراك إدمان تدخين الشيشة وتعاطي المخدرات الصلبة…
ولكل مشكك في هاته المعطيات ما عليه إلا أن يتجول بالقرب من المؤسسات التالية: (مدرسة أحمد شوقي، إعدادية طارق بن زياد، ثانوية ابن بطوطة، الثانوية التأهيلية مولاي يوسف التقنية، مؤسسة الجيل الجديد، ثانوية فهد، مدرسة فهد للترجمة، معهد التكوين المهني بلاس موزار، مؤسسة نيلوفير، معهد شيكسبير، المعهد العالي للسياحة….)، ليقف على حجم المخاطر التي صارت تتهدد جيلا في مقتبل العمر…
كل هاته المناكر وهذا الفساد الذي يَجْتـاحُ المَدينة والسلطات في دار غفلون، وعندما ترتفع أصوت الاحتجاج، يتم تنظيم خرجات فولكلورية، تسميها ولاية الأمن حملات لمحاربة الشيشا، تعطى لها هالة إعلامية، وكأن زمن اجتثاث هاته الأوكار قد حان بهاته المدينة. آخر هاته الخرجات التي لا تقنع أحدا، ما وقع الأحد المنصرم، عندما نفذت ولاية الأمن مداهمة لأحد هاته الأوكار بشارع أبي العلاء المعري، بالقرب من مدرسة أحمد شوقي، وعلى بعد أمتار من مقاطعة طنجة المدينة، حيث تم توقيف تلاميذ وتلميذات معظمهم قاصرين، بالإضافة إلى بعض المومسات، كما تم حجز مشروبات كحولية ومستلزمات الشيشة من معسل ونرجيلات.
المضحك في الأمر أن مصادر من ولاية الأمن أسمتها حملة لمحاربة الشيشا، والحال أنها داهمت محلا واحدا في ظل وجود أكثر من 150محلا، وكلها فضاءات لممارسات مشبوهة وغير أخلاقية، وتعرف ارتياد قاصرات وقاصرين، مما يعد خرقا صريحا للقانون، يستوجب تقديم مسيري هاته الأوكار للمحاكمة…
الحقيقة التي لا ترتفع، ويعرفها القاصي والداني، أن لوبي الشيشا بطنجة، لم يكن ليتمادي في ارتكاب كل هاته الممارسات الغير قانونية والغير أخلاقية، لو لم تكن جهات معينة توفر له الحماية…
فواقع الأشياء يؤكد أن مقاهي الشيشة بطنْجَـة ، صـارت جريمة ، مُكتملة الأرْكــان، ترتكب يوميا في حق ساكنة المدينة وعلى المكشوف، دون أن تجرؤ المصالح المختصة والأجهزة الأمنية على تحريك أي ساكن، بل يشتم في الأمر رائحة تواطؤ خطير بين لوبي الشيشة والإدارات ذات الصلة، مما بات مستعجلا إيجاد حل جذري وصارم، قبل أن يصبح الوضع خارجا عن السيطرة. كما لم يعد من المقبول التذرع بغياب قانون واضح يجرم استهلاك الشيشا، لأنها هاته الأوكارتحولت إلى ماخورات لدعارة القاصرات وتعاطي المخدرات، ومرتعا لمافيا المخدرات الصلبة وحبوب الهلوسة، التي تجد في القاصرين صيدها الثمين…
لكل ما سبق، أوجـّه سُؤالًا صَريحـًا لكُـل من يَتحمَّـل مَسؤولية السّهَر على أمْن هاتهِ المَدينة :
أتقبَلون على أنفسكم أن يَجْرف لـوبي الشيشا فلذات أكبــادكم نحو مستنقع الرذيلة و جَحيم الإدْمــان؟
أتمنّـى عليكم الجَـواب في المَيْدانِ….