أمراض المُحتكرين للمَناصب : الأحْزاب ؛ النقابات ؛ مُنظّمات المَُجتَمع المَدني
جريدة طنجة – محمد سعيد الشركي اخناشر ( المَلل )
الخميس 04 يونيو 2015 – 10:23:52
هل يعرفُ كثير من النـّاس أن الملل مَرض ؟ لا شك أن الجـَواب يكون لا . !.
إن الملل مرض نفسي ، وعميق ، وله آثــار سيّئـة على الإنسان ، و كُلّمــا طــالَ في الإنسان كلما زاد في أثــره ، و نَغّصَ عليه حَيـاتـه دون أن يحس بـــالمرض الذي يَنخُر فيهِ .
و ينتج عن هذا المرض الأساسي عدد من التوعكات النفسية والجسدية لا تظهر آثارها ، ولكن نتائجها السلبية تلعب في الإنسان ظاهريا وباطنيا .
من هذه التوعكات المرضية :
– الاكتئاب
– الضيق
– القنط
– القلق
– الاضطراب
– الاستجابة السلبية السريعة .
– الشك
– النظرة السلبية للحياة والكون والناس . الخ ..
إن كل هذه الأوضاع المرضية قد لا يحس بها الإنسان ولكنها تنفعل فيه ، وتتصرف في ذاته ، وتجعله في أوضاع سلبية ، يتصرف فيها تصرفات تعطي مَظـاهــر لا تتـلاءَم مع القِيـَم و السُلـوكيـــات التي تنسجـمُ معَ الأمـاكـن التي يـوجـد بهـــا ومــع البشر المـوجــود بينهم أو يخاطبهم .
فمـــا هي أسباب هذا المرض المُتَعَدّد الجـوانب و الآثـــار :
– الطموح الغير المحدد بدقة
– الطموح الغير القابل للقياس
– الرغبة الملحة دون النظر إلى نتائجها
– التشبث بالمكان أو المهمة ، أو المسئولية ، أو المصلحة الشخصية .
– الخوف من التراجع أو الإحباط ،أو الفشل .
– الخوف من الانهزام
– المجادلة النفسية تجاه الآخرين
– الغيرة من سيطرة الآخرين
– الخوف من ضياع الامتيازات
– الخوف من نقص المال والإمكانيات الموجودة .
من تتبُعنا لهذه الأسباب يتبيّن أن هذا المَرض مُتشعّب لدَرجة كبيــرة لا تسمح حتـّى لعُلَمـاء النّفْس بتحديد أوجهها إلا إذا كان الشخص المعني بها يتوفر على تواضع شخصي يسمح له بالإعراب عما يعانيه . ومثل هؤلاء الأشخاص قليلون في مجتمعنا الإسلامي ، لأن الناس لا زالوا غائبين عن هذه الأمراض التي تفسد فيهم الطباع الحسنة ، والسلوك القويم ، وتجعلهم يتصرفون كأنهم وحدهم يملكون الحق ، ويملكون الصواب ، ويملكون المال ، ويملكون العلم ، ويملكون السلطة .
هذه النتائج ظاهرة في كثير من الأفراد في المجتمع ولكنها تتجلى في أصحاب المَناصب والمسئوليات الظاهرة للعَيــان. وفــي المـَواقف التي يكون فيها التنافس الغير الموزون ، والصراعات التي تحتد بين المجموعات داخل المؤسسات ، أو داخل المجتمع .
ومن تتبع مظاهر الحوارات داخل مؤسستنا المنتخبة على جميع الأصعدة من البرلمان بمجلسيه إلى بقية المجالس المنتخبة وطنيا وإقليميا ومحليا ، وتندرج فيها المسئوليات التي يمتلكها ” بعض قادة الأحزاب والنقابات والمسئولين المركزيين بهذه المؤسسات ” . سيعرف أثر هذه الأمراض.
إن هذه الأمراض وأسبابها داخل مؤسساتنا المنتخبة ناتجة عن حالة أكثر عمقا ، وأعمق جذورا في نفوس أهلها ، وهي مكوثهم في المؤسسات أمدا طويلا لا يسمح به لا الجسم ، ولا العقل ، ولا العلم ، ولا الطبيعة البشرية كلها ، ولا يسمح بها أفراد المجتمع لأنهم يعتبرونها تعدي على حقوقهم التي احتكرها هؤلاء الذين لا يحسون إلا بأنفسهم وحدها ، وهذه كذلك من جملة الأمراض التي تتفرع عنها جميع الأمراض الباقية .
ونكرر مرة أخرى أن ما يلحق الإنسان من أحداث مرضية ، وما يتبعه من آثار سلوكية سلبية قد يكون نتيجة سلوك سلبي يمارسه باستمرار دون إحساس منه .
من هذه السلوكات ” احتكار المهام والمسئوليات الإدارية أو المنتخبة ” . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من احتكر أخطأ ” والخطأ يؤدي إلى العقاب ، والإنسان يعاقب على تصرفاته الخاطئة إذا لم يتب .
وهناك حالة أخرى لأسباب المرض ، وهي دعوات المظلومين . فالمؤسسات في المجتمع ملك للجميع ولا يمكن لأحد أن يحتكرها ، وكلما كان المحتكر طامعا فيها فإن الملايين من أفراد المجتمع يطمعون ذلك لبلوغها . فكيف يكون حال المحتكر إذا كان حائلا بين غيره وطموحه ؟ ألا يعاقب ؟ بلى .
إذن . فليقل حزب من الأحزاب قفوا ! الاحتكار ممنوع !. ويقدم اقتراحا بتحديد مدة الترشيح في أي انتخابات وعلى أي صعيد على أن لا تتعدى دورتين. ولا يقبل أي ترشيح في أي مستوى آخر من الشخص الذي سبق له الترشيح ليترك المكان لغيره من المواطنين.
فمن هو هذا الحزب الذي يسرع إلى هذه الشجاعة ليضع حدا لاحتكار المناصب والمسئوليات داخل جميع المؤسسات المنتخبة . وسيتركها تاريخيا تدل عليه .
يتبع-